وشارك في الاحتجاجات حوالي عشرة آلاف شخص، وذلك في بلدة "خار" التي تبعد عشرة كيلومترات عن قرية "شينغاي" التي قال الجيش الباكستاني إن مروحياته أطلقت عليها الاثنين خمسة صواريخ صوب مدرسة دينية، نقلا عن الأسوشيتد برس.
وحث المتظاهرون في مكبرات الصوت الشعب الباكستاني على الجهاد "أخذا بثأر دماء الشهداء"، وتجمعوا في حقل كبير لإدانة ما اعتبروه هجوما قتل "طلابا ومدرسين أبرياء."
وهتف المتظاهرون بشعارات تقول: "الموت لمشرف (الرئيس الباكستاني)"، "أي صديق للولايات المتحدة خائن."
ودعا زعماء إسلاميون إلى احتجاج شمل كافة أرجاء البلاد الثلاثاء لإدانة الغارة، وهي الأكثر دموية ضمن العمليات التي ينفذها الجيش الباكستاني ضد مسلحين مشتبه بهم.
ومن ناحية أخرى، سارع أعضاء مجالس نيابية محلية ووزراء مناطق إلى تقديم استقالتهم احتجاجا على الهجوم.
وقالت صحيفة "باكستاني ديلي" في افتتاحيتها إن "إسلام أباد تعمل ضد مواطنيها."
وتهدد غارة الاثنين بتقويض الجهود التي يبذلها الرئيس الباكستاني برويز مشرف لإقناع القبائل بدعم حكومته في مواجهة مسلحي طالبان والقاعدة، ولا سيما في شمال البلاد.
وألغي الاثنين اجتماع لتوقيع اتفاق سلام بين الجيش الباكستاني وقادة القبائل.
وكان قرويون قد شاهدوا طائرة بدون طيار تحلق في سماء القرية التي شهدت الهجوم قبل أيام من تنفيذه، نقلا عن صحيفة "الفجر" اليومية الباكستانية.
وتثير هذه التقارير احتمالات وجود تنسيق مشترك بين باكستان والولايات المتحدة قبل تنفيذ الهجوم.
والاثنين أكد الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال شوكت سلطان، أن الهجوم الذي وقع فجرا استهدف مدرسة دينية تأوي مليشيات، مشيرا إلى تلقي تقارير استخباراتية مؤكدة "باستخدام المدرسة كمعسكر لتدريب الإرهابيين."
وجاء الهجوم عقب يومين من تنظيم خمسة آلاف من رجال القبائل الباكستانية الموالية لطالبان مسيرة مناوئة للولايات المتحدة في بالقرب من الموقع الذي أودي فيه صاروخ أمريكي بحياة عدد من أعضاء القاعدة والمدنيين في يناير/كانون الأول الماضي.