أمي
يا حنانا مد أطرافه في عروقي
يا شمسا تسطع الأنوار من نورها
أين أنت
أأنت نائمة الآن
خبريني
أبإمكاني أن أختصر المسافات
وأعود محملاً بأشواقي إليك
أأنت الآن كعادتك
نائمة وفي يديك بقايا صور قديمة لي ولأخوتي
تمعني النظر فيها كل ليلة
أم أنك نسيت مجددا المصحف بين يديك
والصفحة تشير إلى صور " يس "
أين أنت
يا رب المستحيلات والممكنات
أفي قانون البشرية الذي وضعه البشر
ما يلغي قانونك الذي تلطفت به البشر
يا رب الممكنات والمستحيلات
كيف لي أن أخترق قانون البشر وأرسل لها على الفور
رسالة أقول فيها
أحبك "" أمي "
اشتقت إليك
اشتقت إلى ذلك الملمس الملائكي
الى أصابعك الناعمة كالحرير
تمر بين أشعاري
وصوتك العذب يغرد
" سكابا يادموع العين سكابا "
" تعي وحدك ولا تخلي حدا با "
أمي أرسل لك من مدينتي حبيبتي
إلى حيث تقطنين في تلك الضيعة البعيدة عني ثمانين كيلو مترا
فكانت .. كآلاف الأميال
أرسل إليك
صوتي يشدو باسمك
قلبي ينبض شوقا إليك
عقلي يسألني
أينك
روحي تغرد بأوتار صوتك
أمي
خبريني
كيف لي أن أعوض عليك صلواتك المستمرة في آخر الليل
وأنت تهتفي بالدعاء لي
كيف لي أن أعوض عليك صيامك المستمر كل خميس
جوعك وأوجاع رأسك وضعفك
كل هذا حتى تتقربي إلى الله بالدعاء لي
ويحي
أمي
أما من سبيل لأقابل هذا الإحسان
أما من سبيل
لو أن الله أجاز
ولو أن الله شاء
ولو أنه أعطاني فرصتي الأخيرة
كنت الآن
من توي
هويت امام قدميك
ساجدا
راكعا
مقبلا
أحبك أمي
وليتني أملك بلاغة محمود درويش
ولكن دعيني
دعيني أردد نغماته فيك :
" وتكبر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري
لأني إذا مت أخجل
من دمع أمي
تحياتي
كل واحد يمر اتمنى مايبخل علي برده
تعليق