نزف البكاء دموع عينك فاستعر
عيناً لغيرك دمـــعها مـــدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيــناً للـــبكاء تعار ؟
وهذه أخرى من روائعه مهداة لكل غريب بعيد عن أهله ووطنه :
يابعيد الدار عن وطنه
مفرداً يبكي على شجنه
كلما جدّ البـــــــــكاء به
زادت الأسقام في بدنه
شفّه ماشفّني فبكى
كلنا يبكي على سكنه
بعد نكبة سقوط الدولة العباسية ودخول المغول الهمج الرعاع إلى بغداد واستحلوها فتراكمت الجثث وأصبحت المدينة يباباً بلقعاً وتغيّر الهواء حتى أنّ هذا ( الهولاكو ) المجرم هرب منها بسبب الاختناق برائحة الجثث وتغير ماء دجلة حتى أصبح أسوداً من الأحبار بسبب الكتب التي رموها به !
قال أحدهم يرثي بغداد ونحن نقول معه بالأمس وها هي اليوم :
من ذا أصابكِ يابغـــداد بالعين
ألم تكوني زماناً قرة العـــين
أستودع الله قوماً ما إن ذكرتهم
حتى تحدر ماء العين من عيني
أبو البقاء الرندي
يقول
هيَ الأمورُ كما شاهدتُها دُولٌ l من سره زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
وَهَذِهِ الدَّارُ لا تبقِي على أحدٍ l ولا يدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شانُ
أين المُلُوكُ ذوي التُيجانِ مِن يمنٍ l وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
تعليق