التجربة أثبتت خطأ اعتقاد سابق
قام باحثان ألمانيان خلال تجاربهما على الجراد الصحراوى بوضعه فى تيار من الرياح جعل من الممكن لهذا الجراد تحريك أجنحته ولكنه ظل معلقا فى موضعه ثم قاموا بإسقاط الضوء من زوايا مختلفة نيابة عن ضوء الشمس، فتبين أن الجراد يحاول تغيير اتجاه طيرانه تبعا لتغير زاوية سقوط ......
الضوء مما أثبت خطأ الاعتقاد السائد بأن الجراد يترك نفسه فى مهب الريح خلال هجرته التى قد تصل إلى آلاف الكيلومترات.

و قد قام البروفيسور الألمانى أوفيه هومبرج المتخصص فى مجال الأعصاب الحيوية و تلميذه ستانلى هاينسه بالكشف عن كيفية استفادة مخ الجراد الصحراوى من هذه المعلومات.

وأشار الباحثان إلى أن العلم لم يكن يعرف حتى الآن أن لدى الحشرات مخا يمتلك نوعا من الجينات الالكترونية وأنه يستطيع الاستفادة من هذه الجينات ليوفر لنفسه ما يشبه الخريطة وأنه يمتلك كذلك الاليات اللازمة لاجراء حساباته الضرورية لذلك.

ذهب الباحثان إلى أن الجراد يقوم بمعالجة المعلومات المتاحة له عن الضوء فيما يعرف بالمخ المركزى له وأن خلاياه العصبية موجودة فى هذا المخ المركزى فى 16 قائمة على شكل أعمدة يستجيب كل عمود منها لذبذبات مختلفة للاتجاهات "القطبية" للضوء.

كما اكتشف الباحثان أن كل عمود يغطى نطاق زاوية بمقدار 26 درجة وأن الجراد هو الذى يحدد مكان هذه الدرجة بالنسبة للشمس وأن هذه الاعمدة مجتمعة تغطى 360 درجة.

وحيث أن الجراد يمتلك وسائل استشعار غير عادية مثله مثل النحل والنمل فإن باستطاعته كشف مكان الشمس فى السماء ودرجة ميلها عن طريق مراكز استشعار خاصة فى العين وذلك حتى فى حالة وجود سحب.

يقول هومبرج "يستطيع الجراد تحديد مكانه حتى و إن كانت الحشائش تغطيه بحيث لا يرى الشمس حيث يكفيه لذلك مقطع صغير من السماء لانه يدرك بمجرد تعرفه على مستوى ذبذبات الضوء أن الشمس تقع على مستوى أفقى لاتجاه هذه الذبذبات