كرهت الهواء الذي استنشقته في تلك اللحظة,
ليته لم يدخل إلى رئتاي, و يدفعني للعيش لتلك اللحظة,
ليته لم يصب,
ليته أخطأني !!!
أما الضوء, فكان عدوي اللدود,
هو الذي انعكس على خطابكِ,
هو الذي مكنني من قرائته,
فاظلمت حياتي !!!
عجبا ...
كيف للنور أن يخلق ظلاما !!!
و كيف للظلام أن يبقي نورا !!!
و بعدما تلقيت خطابك,
أججت نار المدفئة,
و امتزج دخان النار بلهيب البركان الذي في صدري !!!
و كلما اشتد فتيل النار,
اقترب بركاني من ثورته,
و عندها,
ألقيت الخطاب في النار, بعنفوان شديد,
و كأنني لو ألقيته أحرقت المشكلة,
و الحقيقة هي ...
أن النار لا تقوى إلا على حرق الحروف و الورق,
أما الأرق, و طول القلق,
فلا يُحرق, لأنه هو الذي يحرِق !!!
ثم جثيت على ركبتي,
و النار تلتهب و تشتعل بصمتها المخيف,
كصمت بركاني في صدري,
فاقتربت من النار,
و مع ذلك,
لم أشعر بحرارة,
فجسمي قد انحرق قبل أن تحرقه النار!!!
فجلست ثَمَ,
حتى سمعت طرق الباب,
ففتحته بوجل,
فدخلتِ أنتِ,
يا صاحبة الخطاب !!!
ما أجرؤك علي ؟
فأردت أن اغضب,
فلم أستطع,
فحدة المشاعر تشُل كل شيء,
إلا القلم,
فإنه هو الذي ينزف مداده,
و يهريقه ليشهد التاريخ,
بل ليشهد الكون,
أنه كان ثمة مجروح !!!
نبض القلم
تعليق