خالد عبد الله الجار الله - 25/02/1428هـ
kaajar@hotmail.com

نعم "اثقلوا" واحذروا القروض العقارية المغرية! أكررها لمن يريد أن يقدم على شراء أرض أو مسكن بالتقسيط المميت وليس المريح، فمن جرب القروض سنوات يعلم ما أعنيه ؟ اليوم التوجه لبعض الشركات العقارية الاستثمارية والبنوك وبعض المكاتب العقارية ممن يتسابق للدخول في مشاريع الإسكان وبيعها بالتقسيط أو إنشاء صناديق ومحافظ عقارية لتمويل الأفراد لشراء المساكن.
أقول الحذر لأنهم ينتظرونكم بفارغ الصبر لتحقيق أهداف هذه المشاريع وهو طبعا الربح والربح الكبير بعد نضوب أرباح الأسهم وضرورة البحث عن بدائل لتبقى الخزائن مليئة بالأرباح المركبة والمضاعفة ولكي تستمر في تقديم ميزانياتها السنوية المتضمنة نتائج وفوائد القروض العقارية وبالذات الإسكانية والتي أصبحت هي موضتهم.
مكمن الخطر في طريقة احتساب سعر الأرض أو المسكن فستكون - بسعر البطاقة الجمركية كما هو الحال في تقسيط السيارات - عفوا بسعر الشريطية أي بزيادة لا تقل عن 5 إلى 10 في المائة عن سعرها الحقيقي. ثانيا في طريقة احتساب الفوائد المركبة، ثالثا المبالغة في احتساب نسبة الفوائد والتي قد تصل إلى 10 في المائة أي ضعف قيمتها الحقيقية بعد عشر سنوات أو مرتين بعد 20 سنة وقبل ذلك كله التيقن من مطابقة القروض للشريعة الإسلامية. ومما يغري المشتري في مثل هذه القروض هو أسلوب العرض الذي تنتهجه الشركات والبنوك في تقديم المنتج والتسهيلات الممنوحة كما يظهرون وسهولة إجراءات القرض.
هناك دول لا تتجاوز نسبة الفوائد على القروض 3 في المائة عن كل سنة وليست مركبة، أي أنه يتم خصم المبالغ المسددة وتكون الفائدة على المبلغ المتبقي وليس كما يحدث عندنا في معظم القروض بحيث تحتسب النسبة مضروبة في مدة القرض وتقسم على عدد الأشهر ويتم احتساب مبلغ السداد الشهري أو السنوي على أساسها.
أنا هنا لا أدعو إلى مقاطعة القروض بشكل نهائي فشريحة كبيرة من أبناء الوطن ليس لديهم سكن ومستأجرين وهو في قائمة أولوياتهم وهم بحاجة إلى القروض ولكني أطالبهم بالتريث والتدقيق وعدم الاستعجال، فتحكيم العقل هو المطلوب ومدة القرض طويلة جدا ونحن لسنا معتادين على القروض طويلة الأجل كأفراد.
أيضا أحذر من المساكن التجارية ذات الجود ة الرديئة والتشطيبات السيئة والتي أنشئت بهدف البيع والربح السريع وبأقل التكاليف وستسوق على بعض المشترين المساكين المندفعين كنتيجة لزيادة الطلب، وهذه الوحدات لن تظهر عيوبها إلا بعد السكن ووقوع الفأس في الرأس وإذا لم يسدد المقترض فسيقع في إشكالية أخرى لأن البيت ليس باسمه،
أزيد وأعيد وأقول: تريثوا و"اثقلوا" "ترى الثقل صنعة" وسوف يأتي بنتيجة لا محالة.
رئيس فكر الدولية
جدة - فاكس: 6912060
http://www.aleqtisadiah.com//article...o=show&id=4991
تعليق