سجل لنا الشهيد بإذن الله الناطق الإعلامي باسم المبعدين في مرج الزهور الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الدور الإيراني الذي لعبته في مرج الزهور لاجل التخفيف عن معاناة المبعدين الذين تجاوز عددهم الـ (400) شخص من أبناء الشعب الفلسطيني، من بينهم أكثر من 200 خطيب مسجد, و أساتذة جامعات, وأطباء, ومهندسون, وصيادلة, ومدرسون, وطلاب ، ومنهم عدد كبير من قيادات حركة الإسلامية حماس .
ومن الثوابت ان دور ايران في القديم والحديث دور مشبوه، ولكن لم تتقدم بمثل هذه المساعدات سواء من ايام مرج الزهور في عام 1992 أو في حاضر القضية الفلسطينية ؟
هل هذا الشيطان يريد بنا خيرا أم ماذا؟ لقد شغلني هذا السؤال طويلا.
يقول الشهيد بإذن الله الناطق الإعلامي باسم المبعدين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عن المساعدات الإيرانية للمبعدين:
"وتطور حالنا فيما بعد فأحضرت لنا إيران العديد من الوسائل التي قللت من المعاناة, فبالإضافة إلي بعض الخيام, أحضرت لنا مولدًا كهربائيًا أنرنا من خلاله الخيام والطرقات بين الخيام, وتمكنا بواسطته من مشاهدة التلفاز الذي أحضرته إيران, وكذلك زودتنا بسيارتين لنقل المواد التموينية, وساهمت في الإمداد بما نحتاج إليه من مواد تموينية, وفتحت مستشفياتها في لبنان لعلاج الحالات المرضية, كما أحضرت هاتفًا لاسلكيًا ساعدنا في الاتصال بذوينا في الداخل" انتهى http://www.khayma.com/candles/intro/rantisy/zohoor.htm
ويقول عن المساعدات التي تقدم بها حزب الله (الجماعة الإسلامية):
"وكان أول من أغاثنا بالخيام الجماعة الإسلامية في لبنان" انتهى (حزب الله فيما بعد)
من هنا بدأت رحلة المعاناة وليس التخفيف منها، وخاصة في ظل وجود العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، اذ أن السؤال المباشر كيف تبعدنا إسرائيل عن ديارنا عقوبة لنا، وفي نفس الوقت تقوم إيران الاشتراكية المرتبطة بإسرائيل بتخفيف معاناة المبعدين؟؟؟
أنا أتوجه بهذا السؤال إلى من يرون ارتباط إيران بإسرائيل ، ولست بصدد الحديث وتقديم الأدلة على ارتباطها بإسرائيل في هذا الموطن.
اذن ما هو الثمن الذي تريده ايران ومن خلفها إسرائيل مقابل هذه المساعدات المزينة بدوافع إنسانية؟؟
ولعل ما يثير الاستغراب هو سرعة تأسيس جامعة (ابن تيمية ) في مرج الزهور، وعقد عشرات الدورات للمبعدين، وبهذا الصدد يقول الرنتيسي رحمه الله:
"ولقد بدأنا فورًا بتشكيل اللجان المختلفة وإعادة تشكيل القيادة لتمثل مختلف المناطق الجغرافية لجذور المبعدين, فكانت هناك لجنة إعلامية قامت بانتخابي كناطق إعلامي باسم المبعدين, وكانت لدينا لجنة ثقافية, وهندسية, وطبية, ودعوية, ولجنة للأرشيف, وتموينية, وتنظيمية إدارية, وأقمنا جامعة أطلق عليها جامعة ابن تيمية كانت تدرس الطلاب وتمتحنهم وتعتمد درجاتهم في جامعاتهم داخل الوطن, وأقيمت عشرات الدورات للمبعدين" المصدر السابق.
أنا لا اعترض على ما كان يدرس من علوم القرآن والسنة والمواد العلمية الرسمية، لكن ما يقلقني هو طبيعة التوجيه الفكري في المسائل السياسية وخاصة ما يتعلق بكيفية حل المشكلة الفلسطينية، فمن هم الذين قاموا بهذا الدور ، وهل لهم علاقة فكرية بكل من إيران أو سوريا؟؟ أم هم من أولئك المخلصين المتأثرين بالحل الاشتراكي الثوري للقضية الفلسطينية؟ أم من هؤلاء جميعا؟؟
وتبرز أهميه هذا السؤال في هذا الوقت بالذات بعد وصول حماس للسلطة، وما تلاه من حصار اقتصادي ، وبعد الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، فادي ذلك إلى زيادة معاناة شعبنا وتأخر قضيتنا في الوقت الذي كان ينتظر فيه هذا الشعب الفرج بقدوم حماس الإسلامية للسلطة.
فبأثر رجعي يجب علينا دراسة الرؤى المختلفة في حل القضية الفلسطينية من جديد ، مع الشك فيما يأتينا من إيران أو سوريا، بل تحميل المسئولية عما جرى لنا ويجري في فلسطين لقيامنا بتبني مشروع الحل السياسي الإيراني للقضية الفلسطينية وتصوراتها، اذ ان هذا الشيطان اثبت لنا التاريخ القديم والحاضر علاقاته المشبوهة وخياناته للامة الإسلامية. فمن كان كذلك لا يوثق به وبمشروعه السياسي المزين بالجهاد والاستشهاد.
طالما ذكرت لكم قلقي وخوفي من المشروع الإيراني او السوري فهما في الضلال والإضلال سواء.
ويذكرني المبدا الاشتراكي القائم على دعم الدول العربية الاشتراكية وحركات التحرير الفلسطينية عسكريا وماديا، لا لتحارب به إسرائيل حقيقة، بل لتضرب به رقاب بعضها البعض، كما حصل في الاردن، لبنان، سوريا، مصر وهذه المرة جاءت المساعدات العسكرية من ايرا ن وسوريا الاشتراكيتين للفصائل الفلسطينية لتأكد لنا هذا المبدأ الخطير.
وليس غريبا ان يقدم مرشد جماعة الاخوان المسلمين في مصر دعوته الى رئيس الوزراء اسماعيل هنية بالابتعاد عن ايران كما نشرته صحيفة القدس العربي ، وليس غريبا كذلك ان يشخص ابو مازن الداء بالقول: " ان المشكلة تتركّز في قيادة حماس المقيمة في دمشق التي يقودها خالد مشعل، فهذه القيادة تتحرّك بغطاء سوري ودعم إيراني، وهي أساس المشكلة" ورابطه: http://www.akhbaruna.com/node/1514?P...26241171525a9f
وللجميع خالص دعائي بالثبات على الحق.
تعليق