يا زَهْرَةً عَطَّرَتْ بالطيبِ أَزْهَارِي
حَمّلْتُ حُبَّكِ في أَعْماقِ ذَاكِرَتِي
سَلي الْعَصَافيرَ تَرْوي كُلَّ أَخْبَارِي
عَبَرتُ دَرْبَاً إلى لُقياكِ تُوصِلني
ورَاعِفُ الجرحِ يَنْزوُ بَيْنَ أَغْوَارِي
شَكَوْتُ حَظّي عَسَى الأقدارُ تُنْصِفُنِي
وَقَدْ رَمَتْنِي على الأَشْوَاكِ أَقْدَارِي
بَنيْتُ لِلْحُبِّ أَسْوَاراً وَعِشْتُ بها
وبَعْدَ حِينٍ تَهاوَتْ كلُّ أَسْوَارِي
هُنَا أَعِيشُ وأَغْلاَل الظَّلامِ رَسَتْ
على العُيُونِ فَنَاسَتْ كلُّ أَنْوَارِي
وللرياحِ عويلٌ كلَّما عَصفتْ
يا ويلَ شاكٍ ثَوى في كفِّ إعصارِ
أنا الغريبُ وقلبي في توجُّعِهِ
مثلُ الذَّبِيحِ على جمرٍ مِنَ النَّارِ
أمضيتُ عُمري َ وأسْرارِي مُغَلّفةٌ
وما شرَحْتُ لِمَنْ واليْتُ أسرارِي
أحسُّ أني معَ الأيّامِ مُرتَحلٌ
ضاعَ الجَمالَُ وأَوْدَى زَهْرُ نُوَّارِي
لِمَنْ أُغني وعُمرِي كُلُّهُ أَلمٌ
وحطَّمَ الدَّهْرُ بعدَ الهجرِ قيثارِي
إنّي فُطِرْتُ على عَهْدٍ أُقَدِسُهُ
بيْني وبَيْنَ حَبيبي ألفُ تذكَارِ
تَحَدَّري ياغيومَ الهمِّ في كبدي
وَحَرِّكي بِالحنينِ المُرِّ أَوْتَارِي
مالي أعيشُ على الذكرى بلا أملٍ
وأصْبَحَ الحُزْنُ مِنْ أَعْلامِ زُوَّارِي
غدوتُ يا حسرَتِي للمالكينَ دَمي
صَيْداً تُمزّقُهُ سِكّينُ جَزَّارِ
سَئِمْتُ عُمْراً طَواهُ الْيَأَسُ مُحْتَرِقاً
مَرَّ الزمانُ وطَالَتْ فيهِ أَسْفَارِي
أينَ النِسّاءُ اللّواتِي قَدْ مَلَكْنَ دَمِي
قُلُوبُهُنَّ خلَتْ مِنْ كلِّ إيثَارِ
يالائِمي قَدْ قَطَعْتُ الْعُمرَ في تعب
فبَعْدَ حينِ سَيَطْوِي الدَّهْرُ أَخْبَارِي
تعليق