سؤال يطرح نفسه يفصح في جوفه عن الاف الصرخات والاهات يعلن عن ذاته وسط الاجتماعات والمصافحات.........
نعم اخبروني ماذا فعلتم ايها الملوك سوي انكم اتخذتم بعضكم عدوا لبعض وانتم تبتسمون كل منكم يشير بالبنان الي الاخر ويقول بصوت مكتوم (خائن)
تركتم العدو الرابض من ورائكم يتربص بكم الداوائر حتي راكم تتهافتون علي انفسكم ضعفا ووهنا فاقتحمكم وماهي الاجوله واحده حتي ظفر باعرق مدن الاسلام.............
الي متي ستقفون تشهدون وانتم صامتون؟
وماذا ستفعلوا حين تقفون بين يدي الله ويسألكم عن الاسلام الذي اضعتموم وهبطتم من علياء مجده فتركتم من يسب نبيكم وتعاونتم مع من يدنس قران الله بالنعال......
ويحكم....ياعرب يااصحاب الدين.....
ماذا سيكون جوابكم عندما يسألكم الله عن المسلمين الذين اسلمتموهم بايديكم الي اعدائهم ليعيشوا بينهم عيش البائسين المستضعفين وعن مدن الاسلام الذي اشتراها ابائكم بدمائهم وارواحهم فلم تحركوا ساكنا حتي غلبكم اعداؤكم عليها........فضاعت هباءا
الامس فلسطين وبغداد ولبنان
وغدا مصر والاردن واطهر مدن الاسلام............
وتذكروا:
حينما وقف ابو عبد الله اخر ملوك غرناطه بعد انكساره امام جيوش الملك فرديناند والملكه ايزابلا علي شاطئ الخليج الرومي تحت ذيل جبل طارق نزوله الي السفينه المعده لحمله الي افريقيا وقد وقف حوله نساؤه واولاده وعظماء قومه من بني الاحمر فالقي علي ملكه الذاهب
نظره طويله لم يسترجعها الا مبلله بالدموع ثم أدني رداءه من وجهه وانشأ يبكي بكاء مرا وينشج نشيجا محزنا حتي بكي من حوله لبكائه واصبح شاطئ البحر كأنه مناحه قائمه تتردد فيها الزفرات وتستبق العبرات فانه لواقف هذا وقد ذهل عن نفسه وموقفه اذ احس هاتفا يهتف باسمه بصوت ينحدر اليه من علياء السماء فرفع راسه فاذا بشيخ ناسك متكئ علي عصاه واقف علي باب مغاره من مغارات الجبل المشرف عليه ينظر اليه ويقول:
نعم لك ان تبكي ايها الملك الساقط علي ملكك بكاء النساء فانك لم تحتفظ به احتفاظ الرجال.
انك ضحكت بالامس كثيرا فابك اليوم بمقدار ماضحكت بالامس فالسرور نهار الحياه والحزن ليلها ولا يلبث النهار الساطع ان يعقبه الليل القاتم.
لو ان ماذهب من يدك من ملك ذهب بصدمه من صدمات القدر او نازله من نوازل القضاء من حيث لاحول لك في ذلك ولا حيله لهان امره عليك واما وقد اضعته بيدك واسلمته الي عدوك باختيارك فابك عليه بكاء النادم المتفجع الذي لايجد له عن مصائبه عزاء ولاسلوي.
لا يظلم الله عبدا من عباده ولايريد باحد من الناس بشأن من الشؤن ولكن الناس يأبون الا ان يقفوا علي حافه الهوه العميقه فتزل بهم اقدامهم ويمشون تحت الصخره البارزه المشرفه فتسقط علي رؤسهم.
وهاهي النواقيس ترن في الشرفات الماذن بدلا من الاذان وهاهو المسلم يفر بدينه من مكان الي مكان.
فليت المسلمون عاشوا دهرهم فوضي لانظام فقد كان ذلك خير لهم من ان يتولي امرهم رجال مثلكم............
ثم اختنق بالبكاء وادار وجه ومشي بقدم مطمئنه يتوكأ علي عصاه حتي دخل مغارته وغاب عن العيون.....
فنالت كلماته من نفس الامير مالم ينل منها من ضياع ملكه وسقوطه عرشه وصاح ماهذا ببشر انه صوت العدل الالهي ينذرني بشقاء المستقبل فليصنع الله بي مايشاء........
ثم انحدر الي سفينته في تلك الساعه قد اعلن جلاء العرب عن الاندلس بعد ماعمرووها ثمانمائه عام.
فياملوك العرب والمسلمين افقيقوا واتحدوا قبل ان تصير مصائركم
كمثل هذا الملك الحزين ولكن وقتها لن يفيد البكاء كثيرا...........
تحياتي
(مخلوقه من نور
تعليق