المقال بعنوان
بعد عامين من صدورها،ونجاحها الباهر في زلزلة الساحة الأدبية والثقافية والاجتماعية بل والفكرية أيضاً،لم يعد السؤال عن جدارة"بنات الرياض" بما نالته من اهتمامٍ؛ وإنما عن أثرها في الساحة، وتأثيرها فيما نشر من رواياتٍ بعدها!، فالذي لاخلاف عليه الآن هو أنها تمثل حداًً فاصلاً بين جيلٍ مضى ـ أوكاد ـ وجيلٍ "شرَّف" بكل ما يتمتع به من "صرقعة"!
ولابد أن تتسع صدورنا لهذا "الكم" من الروايات "النيئة"! التي هي سبب حالات "التسمم" في مطاعمنا الشعبية الفخمة!، وبعض هذه الروايات تشعرك أن كاتبتها تتحدث مع صديقتها: إيه بكتب رواية! إش معنى "بنت الصانع"!كانت "تدوج" في شارع التحلية ؛بسيارتها الـ"هـ.م.ر111"! فلما طفشت من "ترقيم الشباب" قالت : ياربييي وش أسوي؟ خلاص بكتب رواية!
جاءت "بنات الرياض" بأسلوبٍ جديد: يهدف إلى الوصول للمتلقي بأقصر الطرق، أطلق عليه الأخ/أنا:أسلوب "الإنترنت"،وتنبأ باكتساحه للذائقة الأدبية-الفنية قبل صدور الرواية بما لا يقل عن خمس سنواتٍ،في مجموعة من الزملاء الدارسين للرواية على يد الدكتور منصور الحازمي؛ كانوا يلومون "تركي الحمد" على "الأسلوب الصحفي" الذي كتب به "ثلاثيته"!
كما أنها تقمصت "روح الإنترنت" فأعطت بطلاتها الأربع مساحةً من البوح بحريةٍ ؛لابد من توفر الحد الأدني منها:بحكم أن ـ الفن عموماً ـ والرواية خصوصاً هي "العقل الباطن" للمجتمع ؛ودورها أن تكشف عنه !
أما فلسفياً:فإن تشبيه "رجاء الصانع" لبنات جنسها بـ"السحالي" يُعدُّ كشفاً حقيقياً غير مسبوق!يشهد بذلك كل من له علاقة بالصحراء ؛وعرف "سحاليها" ولو في "كشتة" عابرة!
لا شيء يشبه المرأة أصدق من"السحلية الصحراوية"! هل المرأة ناعمة ؟ لا أنعم من السحلية! هل المرأة صبورة قوية ؟ فالسحلية تخترق "طعساً" كثيفاً،في عز القيظ، وتخرج من الجهة الثانية تمد لسانها لمن حاول اصطيادها! هل المرأة لئيمة مراوغة ؟ حاول أن ترد على مدها للسانها!، هل المرأة مسكينة تحتاج إلى الرفق والحنان ؟ اقرأ عيني سحليةٍ ؛ و"لو راجل" قاوم دمعتك!.
المدهش أن أنجح طريقة لاصطياد السحلية ـ التسلية الكبرى لعيال البدوـ هي مناغاتها والتلطف معها! وهو بالضبط ما يعنيه الأمير شوقي: خدعوها بقولهم: حسناءُ + و"السحالي" يغرُّهنَّ الثناءُ!
لكن الكاتبة أخطأت في تشبيه "الشباب" بالتماسيح!كان الأولى أن تشبههم بكائنٍ صحراوي بغيض هو "الوَرَلْ" أو"الورر"! يشبه "الضب" لكنهما يختلفان في "العكرة" و"الكارزما"! فالضب حبيب جداً مع هذا المخلوق!، وهو بحجم الضب تقريباً إلا أنه آكل للحوم،يلتهم "ظبياً" بكامله في وجبة واحدة!، ومع كل هذه الصفات الكريهة المقيتة فهو أشد الصيادين فتكاً بـ "السحالي" المسكينة ؛ ياحرام!
تعليق