حب لم تكن تتخيله او تحلم به فلقد فاق اكثر ما كانت تتخيل اكثر ماكانت تتصور
فلقد كان حبيبه يجمع كل ماتتمنه فتاه فى عمره فلقد كان حنون ورقيق ورومانسى الى ابعد الحدود كان يحسسه باحساس الاب والاخ والحبيب لقد كان كل شئ فى حياته كان ملئ حياته
واخذت تتذكر اول مره راته فيها
تذكرا الماضى سالتها كيف حالك يا (منال ) يبدو انكى لم تتغيرى
قالت بلى ولكن مااخبارك أنت أتزوجتى او تمت خطبتك قالت لا ولكن توفى ابى قالت (منال) انا اسفه لم يخبرنى احد فلقد ابتعدتى بعد المرحلة الاعداية وذهبتى الى مدرسة مجواره الى منزلك وانطويتى كعادتك ولم تسألى على أحد فكنت كلما أسال احد عنكى
يقول لاأعرف قالت (مى ) دعك منى وأخبارنى ماهى احوالك
قالت لم يتغير شئ ابى فى تجارته وامى فى اعمال المنزل واختى الكبرى تزوجت ولم يبقى بالبيت سوى انا واخى فلقد تخرج من كلية الهندسة منذ مايقرب من ثلاث اعوام ويعمل الان باحد شركات الهندسة قالت (مى ) يبدو ان الوقت مر سريعا فيجب على الرحيل لنلتقى غدا قالت (منال) انتظرى حتى يصل (حازم) قالت( حازم ) من قالت اخى فهو يملك سيارة صغيره ويعودنى بعد عمله ليصلنى معه الى المنزل قالت (مى ) لن استطيع فلنجعلة لمرة اخرى فدعينى المرة دى قالت (منال) سادعك هذه المره لكن المره القادمة لن ادعك وانتهى حوارهما وانطلقت (مى) عائده الى البيت
وعندما مد يديه اليه لم تستطع ان تصافحه ولكن كان عليه ان تفعل فمدت يديها ببطء ولم تنبث بكلمه طول طريق رغم ان صديقتها دائما ماكانت تحاول فتح مجال للحوار ولكن (حازم ) انتبه الى هذا وقال يبدو ان صديقتك يا (منال) ليست متكلمه مثالك او انه خجله منى قالت (منال) نعم هى كذلك فهى دائما خجوله ولا تتكلم مع احد
رغم هذا الكلام لم تستطع ان ترد عليهما والتزمت الصمت بينما كانت تختلس النظر الى (حازم) فى المرأه وهو كان كذلك وهى ترى وهو ينظر اليها وهو كان كذلك الى ان وصلنا فوداعها وصعدت الى منزلها وعقله يفكر فتلك النظرات التى كانت تدور فى صمت ولكنه لم تكن تعلم ان تلك النظرات ستتحاول الى حب
وتكرار ذلك اللقاء اكثر من مره الى ان فى احدى المرات لم تاتى (منال) الى الكلية فما كان من (مى) ائلى الاتصال لئطمئننا عليه فاجبه ( حازم ) ووبعد ان اطمئنت على صديقتها
قال له (مى) هل تتزوجينى لم تعرف ماذا تفعل لقد وقع الخبر عليه كقنبلة مدوية تاكد تجعل قلبه يتوقف فهى تحبه ولكن لم تتوقع هذا الطلب من حيث السرعة والجرأه
فلبث الصمت بينهما لفتره الى ان قالت موافقه قال اذن سأتى الغد لاأتكلم مع والدتك قالت وهى فى منتهى السعاده والفرح يملاء قلبه سانتظر سانتظر بفارغ الصبر وبعده اخبارت امه ولكن امه فوجئت بالموضوع فهو لم يكن فى حسبنه فهى كانت تريده ان تكمل دراسته الى انه لم تستطيع الرفض الا بعد ان تراه اولا
وفى اليوم التالى اتى الى منزله وهو يحمل له السعاده والفرح وعندما جلس الى امه واخبارته بأن وصية ابها ان لاتتزوج الابعد ان تحصل على مؤهله وانه لا تستطيع عدم تنفيذ هذه الوصيه كونه الابنه الوحيده
فقبل ان تتم الخطبه الان والزواج بعد ان تنهى دراستها
وبدات ايام السعادة بالنسبة اليها وبدأ الفرح يعرف طريق قلبه منذ وفاة ابيه وبدا الحب يتغلغل فى قلبهما وبدأت المشاعر تلتهب والحب ينمو يوم بعد الاخر و اعتبرت (حازم )هو كل حياته بل حياته بالفعل كونه تعتبره بمثبت الاب والصديق والحبيب والاخ فهى لم تشعر معه بالغربه او الوحشة فبدات وكأنه تعرفه منذ نعومة اظفارها وهو ايضا يحبه حبا جما واليوم الذى يمر ولايراه كان يجن جنونه ويهاتفه اكثر من مره فى اليوم الواحد
فى احد الايام بينما كانت فى طريقها الى الكلية اتصلت بها (منال) وهى منهاره وصوته متحشرج لتخبره بوقع حادث (لحازم) فلم تتملك نفسها ووقعت ودخلت فى حالت اغماء وعندما افقت سألت عليه ولم تستطيع الانتظار ولكنهما اخبارها انه لن تسطيع ان تراه الان ولكنه لا تستطيع الانتظار وذهبت اليه وعندما فتحت الباب وجدتته غارق فى غيبوبة والضمددت تملاء جسده
وبعد عدت ايام ذهبت اليه كما تعودت منذ الحادث وعندما دخلت عليه وجدته جالس على مقعده المتحرك ووجه يملائه الحزن وقالت كيف حالك اليوم قال اشد سوء عن زى قبل قالت لاتيأ س من رحمت الله وتذكر قضاء الله قال الحمدلله ولكنى علمت حقيقت اصابتى لقدعلمت انى ساظل حبيس هذا المقعد طيلت حياتى
قالت انك قوى الاراده وستنتصر على الاصابة وتشفى انشاء الله
قال لقد علمت ان نسبة الشفاء ضعيفة والان اريدك فى موضوع هام قالت ماهو ياحبيبى قال لا تقولى هذه الكلمة أندهشت وتراجعت والتزمت الصمت الى ان أكمل حديثه اريد ان نفترق فألان لم اعد مثل الماضى فلقد تشوه جسدى واصبحت حبيس المقعد المتحرك ولن استطيع الحراك مثل الماضى فتركينى وانعمى بحياتك مع احد غيرى وانا اتمنى لكى السعاده من قلبى
قالت لن ارد عليك الان وساعتبر نفسى لم اسمع شئ
قال ارجوكى انا لا امزح فلقد اخذت قرارى ولا رجعت فيه
لم تستطيع ان تستمع لباقى الحديث وخارجت مسرعه وظلت بمنزلها طيلة اليوم وهى تفكر وتجوب حجرته ذهبا ومجايئا ووقفت تنظر من خلف النافذة الى مشهد الغروب ونظرت الى قرص الشمس وهو يختفى تتدريجا وتحدث نفسه والبكاء يملاء عينيها
اتريد يا (حازم ) ان تختفى من حياتى وتغرب عنها كقرص الشمس بعد ان أضأت حياتى وادخلت ألامل فى قلبى تريد ان تختفى وانت من علمنى كيف أحب وما هو الحب وتخيالت احلام لن تعايشها سوى معه فقط وحده لاغيره انه يتكلم هكذا من شدت الصدمة ولكنه يحبه هكذا اخبارها هكذا علمها ان الحب دائما عطاء وفداء وتضحية ان كانت هى بنفس الوضع ماذا سيكون رد فعله ماذا سيقول هل سيتركه ويرحل لا هكذا علمها الحب يقول لا وهى لن تتركه ستظل معه حتى النهاية حتى نهاية العمر وذهبت اليه واخبارته بقراره وحاول معها باستماته ان يثنيه عن قرارها ولكن أبت ان يحدث وقالت له لقد علمتنى هذا ولن اتركك ساظل معك فحبك لن يخرج من قلبى حتى النهاية
كتبه محمد محمود
يوليو 2007
تعليق