فقدت الكوميديا العراقية أحد أضخم أعمدتها الفنان القدير راسم الجميلي الذي ترك بصمة كبيرة وواضحة على تاريخ الفن في العراق.
توفي راسم الجميلي صباح السبت في أحد مستشفيات دمشق عن 69 عاما بعد وعكة صحية مفاجئة أدت إلى إصابته بتلوث بالدم، حسب ما أفادت عائلته. وكان الجميلي قد أدخل قبل نحو 10 أيام العناية المركزة في مستشفى بدمشق بعد مرضه المفاجئ.
ولد الجميلي المعروف باسم "فنان الشعب" في محلة سراج الدين في بغداد عام 1938. واشترك في أول عمل مسرحي عندما كان في المرحلة الخامسة بالدراسة الابتدائية. وحمل العمل اسم "معلم الأولاد" أي الكتاتيب باللهجة الشعبية.
وعند تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة عام 1964، استدعي إلى خدمة العلم فدخل كلية الاحتياط أسوة بزملائه من خريجي البكالوريوس والماجستير، وبعد ستة أشهر تخرج برتبة ملازم.
ولكونه فنانا، فقد أحيل للعمل في إذاعة القوات المسلحة، ثم عمل مديرا للإذاعة. بعد ذلك انتقل إلى فرقة مسرح "14 تموز" والفرقة القومية للتمثيل, ثم أسس عام 1987 مع الفنانين سامي قفطان ومحمد حسين عبد الرحيم فرقة مسرح دار السلام، وقدموا من خلالها مسرحيات شعبية كثيرة منها "ألف عافية" و"بيت الحبايب" و"فلوس وعروس".
ولمع نجم الجميلي بمشاركته في مسلسل "تحت موسي الحلاق" الكوميدي الذي بث للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي وأدى ببراعة شخصية "أبو ضوية" التي تركت أثرا كبيرا لدى المشاهدين.
وبسبب تداعيات غزو العراق والعنف الذي تبعه, غادر الجميلي حاله حال ملايين العراقيين بلده ليستقر في سوريا حيث قدم أعمالا كوميدية تنتقد ما آلت إليه أوضاع العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.
وحقق آخر أعماله مسلسل "الزعيم" الذي بث في شهر رمضان الماضي, نجاحا واسعا. ويعد هذا المسلسل الذي بثته قناة الشرقية العراقية من أبرز أعمال الجميلي التي أثارت ردود أفعال متفاوتة تراوحت بين التأييد الجماهير والانتقادات الحكومية.
وألف الجميلي عدة كتب أبرزها "البغداديون أيام زمان" يتحدث عن حارات وأزقة وعادات وتقاليد المجتمع البغدادي مطلع القرن العشرين.
تعليق