وساءلت نفسي عمن ألهمهم شعرهم ونثرهم بعد الله تعالى .. إذ ذقت من روعة أساليب الأعضاء ما أهمني بمعرفة ذلك .. يشدني الفضول مرة .. وتحملني شهوة العلم والازدياد فيه مرة أخرى .... فأنشأت أكتب سطوري هذه وقررت أن أبدأ ببعض ما جاد ربي علي به من مؤونة الكتب التي لم أستثقلها يوما ما ثقلت وكبرت ..
وقد هممت به فساورني شعوران : أولهما خجلي مما قد يكون لبعضكم كتابا قديما قرأ حتى مل منه ودس في آخر الرف .. مدركا بذلك قيمة الأعضاء وكبر أعمارهم وعظم ثقافاتهم .. وثانيهما فرحي الساذج بأن أشارككم بعض ما قرأت لمجرد إحساسي الحميم بالمشاركة أكانت مفيدة لمن قاسمت أم لا ..
فإني أرجو المعذرة إذا ما بدت بعض اختياراتي البسيطة إذ لن أجد المتسع لكل ما قرأت في بضعة سطور _فكيف ببقية الأعضاء ممن كبروني حكما وعلما ،وأوتوا بسطة في العلم والأدب_ ،
((وأرجوالمشاركة ثانيا والاهتمام بها ثالثا ورابعا وخامسا...)) ..
وبعد : فإني أرجو أن تكون هناك تلك النافذة لهذا المنتى تعرض كل كتاب مر على الأعضاء بتفصيل مختصر عنه وعن كاتبه .. وتلك بعض مؤونتي لا أرجو في عرضها مالا ولا أبتغي فيها ثروة فهي أعز عندي من أن توضع والنقود بميزان ..
أحببت أولا هذا الأديب المصري عليه رحمة الله تعالى فهو من عرفني بشتى صنوف الأدب ومختلف علومه .. وعديد فنونه .. وكثير ضروبه .. ألأ فهو (عبدالوهاب مطاوع ) .. وهنا بعض ما قرأت له:
كتابه الرائع (صديقي لا تأكل نفسك) .. وكتابه الحنون (الرسم فوق النجوم) .. وكتابه الرومانسي (ترانيم الحب والعذاب ) وكتابه العتيق (يوميات طالب بعثه) وكتابه الممتع
(صديقي ما أعظمك) ........................إلخ
وهنا قرأت للأديب المنفلوطي محيي أرض العربية التي أجدبت إبان القرن العشرين بعضا من روائعه .. قرأت رواياته المترجمة المصوغة بأسلوبه العذب ك(الشـــاعر) و(تحت ظلال الزيزفون)
وروايته الممتعة المبكيه(في سبــيل التاج) ورائعته بلا منازع(الفضيــله) ..
وهناك قرأت لبعض من أدباء العرب ما ألهب عروبتي وقوم قطعا من عود العربية المتكسر في حتى علمت أن للعرب شأنا غير شؤونهم في السياسة والاستعمار لأراضيهم ورقصهم وغناهم ولهوهم.. وأن فيهم من العقول ما يقيم مجتمعا بأكمله أساسه العلم وميزانه العقل و لهوه الخيال والفكر والأدب .. فقرأت مثلا في فن (المقامات) التي تقطر حسنا رسمها بديع الزمانومن بعده الحريري بليقتيهما فأحسن وأبدعا حتى أتى بعدهما ناصيف اليازجي على درب أستاذيه في (مجمع البحرين) ....
وقرأت فصولا من كتاب الفيلسوف الهندي بيدبا (كليلة ودمنة) فشغفت به حبا .. وبأسلوب معربه العظيم ابن المقفع عشقا ..
وشربت من ماء طه حسين من بعدهم ما شربت في معينه(الأيام) وينبوعه (على هامش السيره) وبئره (شجرة البؤس) .........إلخ الكتب الشرقية والعربية التي ملأت نفسي وخلبت لبي كفتيات جميلات أنام مع أيهم شئت كل ليلة وأساهرها حتى تسكرني بكلماتها فأنام على صدرها (صفحات الكتب)!
كما وأني لم أغفل من أدب الغرب رائع قصصه وحسن رواياته .. فمن قصص العظماء الإنجليز أنتوني هاوكنز في رائعته(سجين زندا) إلى جميلة ديكنز(قصة مدينتين)ومن (آيفنهو) لويليام سكوت إلى (شفرة دافنشي) لدان براون......إلخ من كتب الغرب التي ربطتني بحسنهم فكفتني بها عن قبيحهم ...
وكما قال عليه الصلاة والسلام((إن من البيان لسحرا ، وإن من الشعر لحكمه)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ......فإني رصدت للشعر في خزانتي مكانا.. وقربت له في نفسي قربانا.. فلم أعد أعلم أيهما أحب إلى قلبي الشعر أم النثر!
قرأت ديوان (علي بن طالب) رضي الله عنه فما زادني إلا إيمانا وحباله وشوقا لزمنه مع حبيبي المصطفى صلى الله عليه السلام بإذن الله .. وقرأت ديوان (البارودي) فما أعمر بي إلا عزة وإباء وأنفة بإذن الله تعالى .. وأبحرت في دواوين( شوقي) فملكت علي عقلي كله وحسي جله ..
......إلى آخره من الدواوين والأبيات لشعراء الجاهلية والإسلام من امرئ القيس وعنترة إلى ابن الرومي وأبي العلاء والمتنبي حتى حافظ والعقاد والمنفلوطي ..
وهكذا فإني عشت في تلك الكتب بين كلماتها لا أحس ضيقا ولا أرجو رفيقا .. ليعينني على شيء فلقد لقيت من الأصدقاء في تلك الصفحات ما سألت الله فيضا كبيرا منه .. حتى لقد سكرت فتمنيت أن أموت تحت الكتب كما توفى الله تعالى الجاحظ رحمه الله ...
وأخيرا : فإني أرجو أن لم أثقل أو أشطط أو أسرف .. فإن كان فاغفروها لي زلة أن أتاكم أخوكم الأصغر ومحبكم الأكبر من حديقة تجول بها فقطف من زهراتها وأبى إلا أن يتنفسها معكم ...........
فأرجو أن تشاركونـــــــي والزوار ما قطفتم ، فوالذي نفسي بيده ما ليس ألذ لي من هذا، أرجوكم رجاء كثيرا .....وبارك الله فيكم ودمتم بألف خير..
تعليق