وما جعلني اقوم بهذا الدور هو لأنني كنت في أول يومين قضيتها في طوكيو، أسأله عن بعض الأماكن وكان يجب وقتها يجد صعوبة شديدة في ارشادي عن المكان الطلوب او كيفية الوصول إليه، حتى انني مرة سألته عن كيفية الوصول مكتبة شهيرة من 5 ادوار في شارع جنزا ، أعلن فيها حالة الطواريء، واشبع الموضوع بحثا ودراسة مدعمة بالخرائط والصور والإستفسارات، واذكر حينها انه قضى المسكين قرابة 4 ساعات لكي يجد المكان المطلوب ويضع خطة للوصول اليه.. لذا قررت بنفسي ان لا اعتمد عليه وان اعتمد على خبرتي في هذا المجال في معرفة المعالم والإتجاهات وتسجيلها بذاكرتي.
قررت ان اتعرف على طوكيو بنفسي وحددت الوقت لبدء الهدف. تحررت منه خلسة بأن أخبرته بأنني سأبقى لمدة يومين في الفندق، ولا أحتاج الى الخرو ، فخرجت اتجول في شوارع طوكيو الرئيسية ومن ثم الفرعية، وتحديد الأماكن واستخدام القطارات للوصول الى الأحياء ومن ثم التجول في الشوراع الرئيسية والفرعية للحي مع تسجيل الأمكان والمناطق والطرق في ذاكرتي لإسترجعها حين الحاجة، وقد نجحت بذلك بإمتياز عندما ابدى صديقي اندهاشه حين اصبحت انا من يدله بدلا منه.
استنتجت حينها أن اليابانيين، ليس اذكياء كما نظن لأنهم محددي الهدف، وان انحازوا عن هذا الهدف ضاعوا، عكس العرب البارعين في جميع المجالات في آن واحد كالطبيب العام الذي يعالج جميع الأمراض. فالياباني يعمل كالآلة لايمل ولايكل حتى يحقق هدفه مؤتمرا بأوامر من رئيسه الذي لا يناقشه ولا يجادله.
نعود الى قصة صديقنا الياباني، الذي ابدى اندهاشه من سرعة بديهتي واستطاعتي ان أصبح متمرس في طوكيو خلال أيام، وسألني عن كيفة معرفتي لجميع مناطق طوكيو خلال بضعة أيام بينما عجز هو وغيره عن ذلك. واخبرني حينها أنه لا يعرف فيها الا الأماكن التي يحتاج ان يذهب اليها كالمطاعم ومحطة القطار. قلت له يا صديقي الموضوع ببساطة لا يحتاج الى ذكاء خارق، ولكن يحتاج الى تحديد هدف ووضع الخطة لها وتنفيذها ومن ثم متابعة هذه الخطة ، وقد قمت بذلك بنفسي ونجحت فيها بإمتياز ثم أن الذكاء العربي الفطري قد ساعد بذلك، كما اوضحت له اننا نحن العرب لدينا جينات معينة وخاصة لا تتوفر في غيرنا من الشعوب الأخرى تجعلنا نتمتع بهذا الذكاء وقدرتنا على تحقيق أهداف عدة في آن واحد عكس الياباني الذي لا يستطيع الا انجاز هدف واحد فقط، واخبرته كذلك بأن لدينا حدسا يساعدنا في اتخاذ القرارات الهامة عن الحاجة.
وانتهت بذلك قصتي، الذي زاد من احترامه لي، ولم يترك احدا الا وذكر له قصتي. حتى اصبحت في نظرهم مضرب المثل.
الحمدلله على ماوهبنا الله من نعمة التفكير والعقل، وماينقصنا الا المثابرة والجد والإجتهاد وسنصبح من افضل الشعوب.
تعليق