وكلمة الغرور لها تعريفات كثيره فهي تعني التيه والزهو والتباهي والخيلاء ، وهي نقيض التواضع التي تعني الرفق واللين واللطف في التعامل مع الآخر، وهي شعور انساني ايجابي محبب للنفوس التي تعيش مع الفطرة !!
الغرور يؤدي للاستكبار ، بل الغرور والكبر هما وجهان لعملة واحده مزيفه ، يقومان على الباطل ، فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان من طين ، وجعل الناس سواسية لا يتفاضلون الا بالتقوى ، والتي تحمل في طياتها التواضع والخضوع لله عز وجل ، والتزام حدود الادب في التعامل مع الله عز وجل ثم مع الناس ؟؟
ان ابليس طرد من رحمة الله لانه استكبر ورفض السجود لآدم ، وظن انه مخلوق من مادة تفوق تلك التي خلق منها آدم : (( قال انا خير منه - خلقتني من نار وخلقته من طين )) ، وبذلك تمرد على اوامر خالقه عز وجل : (( الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين )) ، فالكبرياء لله وحده لا ينازعه فيها مخلوق من المخلوقات الا قصمه الله عز وجل ، ففي الحديث القدسي الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني في واحد منهما عذبته ، وفي لفظ آخر : قصمته ولا ابالي )) ؟؟ وفي حديث اخر : (( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر )) - فكلنا عبيد لله وهي اعلى صفة يعتز بها المؤمن لأنها تحرره من عبودية الاهواء والبشر ؟؟
لماذا الكبر والاستكبار ونحن مخلوقات ضعيفه ، مهما تطاول احدنا فلن يصل برأسه الى طول الجبال ، ولن يخرق الأرض بضرباته المستكبره ؟؟ ولم الغطرسة والخيلاء وقوتنا محدوده كما يقول الحق سبحانه وتعالى : ( ولا تمش في الأرض مرحا ، انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) ، ويقول عز وجل ( ان الله لا يحب كل مختال فخور ) ، فالاستكبار آفة خطيرة جدا ، لا يتصف بها انسان الا اذله الله عز وجل كما رأينا ما حل بقارون والفراعنة واصحاب التيجان المستكبرين ،
ان الانسان المتواضع هو قدوة صالحة في المجتمع ، يلاقي الاحترام والتقدير من اصحاب النفوس الطيبه ، بل ان التواضع يستر الجهل ، والتكبر يهدم الفضل والتفوق ؟؟ واذا استذكر الانسان مصيره وما يؤول اليه عاد الى فطرته ووعيه ، وتجنب الغرور والكبر ، فهو من تراب ومآله الى التراب مهما ارتقى واينما وصل ومهما امتد به العمر ؟؟
ولا تمش فوق الارض الا تواضعا --- فكم تحتها قوم هم منك أرفع ؟؟
وكتب على باب قصر احد الحكام : (( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ))
ان المغرور انسان فارغ من الداخل مهما اعتلى من المناصب ، ومهما ادعى من العلم والثقافة والادب ، ومهما حاز من أموال اوجاه او سلطان ؟؟ فان العالم الحقيقي لا يلجأ الى الغرور لانه ليس بحاجة اليه ، بل ان من يحتاج الى الغرور هو الانسان عديم الثقة بنفسه ، الذي يغطي فشله او عيوبه بالاستكبار والتعالي على الناس ؟؟
تعليق