اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانسان المؤمن:

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • الانسان المؤمن:


    الانسان المؤمن يتحتم عليه ان يعيش في قلب المجتمع لينظر اليه في عبرة، ولينشر حوله بين اجوائه فكرة، اتراك ايها المؤمن من اجل حصى اصابتك ممن تحب وتقدّر، تقحم نفسك ووجودك في عزلة ؟.

    لكن هل رايت ايها المؤمن تلك الشجرة الطيبة التي تسمى بشجرة البُن تارة وشجرة الجمال اخرى؟ ان جذورها لتمتد في الارض راسخة ثابتة وفروعها الخضراء ترتفع في هدوء لتهب من لونها المشرق معنى الامل الى النفوس، ثم ماذا؟ هل يقف عطائها عند هذا فقط؟ لا، فان ورودا بيضاء نقية تبدا تتوِّج غصونها وكانها اكاليل غار فتتزاحم تلك الورود وتتقارب في حنوّ وشفقة يشدّ بعضها بعضا، ومن هنا تبدا محاولة هذه الشجرة الطيبة لان تكون في مجموعها عطاء ورواء للاخرين.
    نعم انها عطاء، فهي تنثر لمن يرميها بحجر مجموعة من زهور، فاذا رماها الرامي بحصاة اهتزّت شفقة عليه وخفقت اغصانها حنوّا لاجله ........ ثم امطرته بوابل من زهورها البيضاء تكلِّل راسه بها وتنثرها امام قدميه، تفرش بها طريقه وتعطِّر باريجها الهواء الذي يهبّ عليه، فهل رايت هذه الشجرة الخيِّرة وهل فكّرت في مثيل لها؟.

    انه الانسان المؤمن، هذا الذي نذر حياته لله وفي سبيل الله، فهو حينما يُرمى بحصاة يجيب عن ذلك بعظات ودعوات صالحات، وهو حينما تمتد اليه يد مؤمنة بحجر يود لو يحتضن تلك اليد ليضع بين اصابعها بدلا من الحجر مشعلا من نور، وهو يرتجف شفقة وحنوّا بدل ان يرتعد غيظا وحنقا، انه يتالم من اجل الرامي ولا يتالم منه.
    انه يحاول ان يجمع من امامه الاحجار وينثر بدلا منها اغصانا من زيتون ليجنبه مؤونة الرمي بحجر قد يثقل على يديه او يخدشهما، وذلك لان الانسان المؤمن بطبيعته عطاء وحب وشفقة.

    اذن فما يبعدك اخي المؤمن ان تردَّ عن كل حصاة بزهرة، وتعوِّض عن كل جرعة علقم بكاس من شهد؟

    حاول يا عزيزي وسوف ترى كم هي لذيذة ورائعة هذه المحاولة. نعم حاول ذلك بدل ان تعتزل عن مجتمعك، فليست العزلة الا احد انواع الهروب.

تشغيل...
X