الطرق الالتفافيه يمكن اختصارها بعبارة واحده وهي : (( التفاف أفكار على واقع تاريخي يحاصر احلام العابثين الصهاينه ، فالوجود الفلسطيني يقض مضاجعهم بعد ان احرق نظرياتهم )) ؟؟؟؟
اتفق منظروا الحركة الصهيونيه بكل اطيافها على انها الحركة القوميه اليهوديه التي تقوم بعملية الخلاص لليهود ، تستند على فكرة ارض بلا شعب ( فلسطين ) لشعب بلا ارض ( اليهود ) ، فالصهيونيه هي حركة استيطانيه احلاليه تقوم على احلال اليهود محل الشعب الفلسطيني الذي لا وجود له على ارض فلسطين ( حسب ادعاءاتهم ) ، وان وجد فهو وجود طارئ كما هو حال الاعشاب الضاره داخل الحقول يجب اجتثاتها والتخلص منها بشتى الوسائل والاساليب ؟؟ انهم يريدون الغاء التاريخ بشكل كامل وبذلك يلغي الوجود الفلسطيني لآلاف السنين على ارض فلسطين ويبقى الوجود اليهودي الذي له الحق في ارض ما يسمونها ارض اسرائيل ؟؟ من هنا جاءت فكرة يهودية الدوله التي تعطي الحق لكل يهودي في العالم الهجرة الى فلسطين مع حرمان هذا الحق للفلسطيني صاحب الارض ، والغاء التاريخ بالكامل ؟؟
ولما اصطدمت الحركة الصهيونيه بالوجود الفلسطيني كواقع ملموس على ارض فلسطين فانها أخذت تلجأ الى عزل الآخر عبر تشييد الطرق الالتفافيه وعزل المدن والقرى الفلسطينيه داخل كنتونات ضيقه بعد الاستيلاء على الاراضي المحيطه ، بحيث لا يتسنى للمستوطن رؤية هذا الوجود الفلسطيني الذي يؤرق مضاجعهم ؟؟ لكن الحقيقة تظل انصع من ان تختفي باساليب خداع النفس !! فان الوجود الفلسطيني حقائق ثابته على الارض وفي المنفى يذكر المستوطنين بالشعب الذي يتمنوا الا تقع عيونهم عليه ؟؟ من هنا بدأت الصهونية تغير اساليبها في التعامل مع الوجود الفلسطيني بالمضايقات والاعتقالات وحتى القتل والتضييق في كل الجوانب المعيشيه ، بحيث لم تعد تطيق رؤيته او وجوده الذي يتناقض مع وجودهم –
ان اقصى ما يمكن ان يتنازل عنه الصهاينة ( ان لم يتم اجبارهم بالقوة عكس ذلك ) هو حكم ذاتي يثمثل في قيام محميه اسرائيليه لا انتماء لها ولا تاريخ ، تخدم مصالهم الاقتصاديه والامنيه وكما وصفها احدهم بقوله : ( ان فلسطين ما هي الا 500 قريه وثماني مدن رئيسيه تفصل بينها طرق التفافيه وتديرها اسرائيل وفق تصورها للامن ، اي ان الوطن الفلسطيني يتم تفكيكه ليصبح معازل ‘ تماما كما فكك مفهوم الفلسطيني ليصبح كائنا اقتصاديا لا انتماء له ) ( المصدر كتاب الصيونيه والعنف – د عبد الوهاب المسيري ) .
من هنا فان البرنامج الذي يطبقه نتنياهو والذي جاء تفاصيله في كتابه ( مكان تحت الشمس ) والذي يرى ان السلام مقابل السلام مع العرب ، وان الامن قبل الاقتصاد خلاف ما رأى بيريز في كتابه ( الشرق الاوسط الجديد ) بان الاقتصاد قبل السياسه ، ، يخلص نتنياهو الى ان القوة العسكريه والاقتصاديه وحدها هي التي تخضع العرب وتاتي بهم الى السلام الذي يرضاه الصهاينه ، وهو اقامة اسرائيل الكبرى على الارض العربيه وجعل العرب او كما يسمونهم الاغيار عبيدا للصهاينه ؟؟؟ وكل ما يقال عن مفاوضات ما هو الا ذر الرماد في العيون حتى اقتربت من الاصابة بالعمى ،
ان الصيونيه والعروبه لا يمكن ان يلتقيا لان الحل العادل الفلسطيني هو الغاء للوجود الصهيوني ، وان الصهيونيه تقوم على الغاء هذا الحق الفلسطيني في وطنه وتقرير مصيره ؟؟ انهما طرفان يركبان سيارة واحدة مزدحمة لا تتسع الا لطرف واحد تسير بسرعة على منحدر ، كل طرف يحاول القاء الطرف الاخر خارج السياره ،؟؟
يبقى على العرب ان يفكروا ويقرروا طريقهم نحو التخلص من هذا السرطان ، والا فليقبلوا بهيمنة الصهاينه على مقدراتهم ومصيرهم ونهب ارضهم وخيراتهم ؟؟ والاخطر هو اخضاعهم ومحو تراثهم وحضارتهم ؟؟ ان قوة الصهيونيه تأتي نتيجة ضعفنا وان ضعفنا ياتي نتيجة عدم قيامنا باستغلال امكانياتنا على وجه افضل ؟؟ فلو قمنا بالتخطيط الفعلي للتصدي للصهيونيه فلن تستطيع الصمود ، وسوف تعود فلسطين لاهلها الشرعيين ، ويعود للعرب كرامتهم ومجدهم ، فان كل ما يجري في المنطقه من حروب واقتتال وفتن ودمار ( فتش عن الصهيونيه ) ، خاصه ونحن اصحاب الحق واصحاب الارض الشرعيين --
تعليق