اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نتقدم للوراء !

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • كيف نتقدم للوراء !



    كيف نتقدم للوراء ،،


    كلنا نمشي بالمقلوب ،،

    من يختلف معنا أننا منذ الصغر و في صفوف التربية و التعليم الأولي ،، و حين نبدأ في تهجي الحروف الأبجدية و أولها الألف كلنا سألنا عن عددها و آخرها ،، قبل أن نستطيع رسمه أعوج بالطبشور على اللوحة الخشبية ،،


    و في مادة الحساب و نحن نرسم صفرنا الذي تهنا و الحمد لله داخله و حوصرنا بين دائرته المغلقة ،، سألنا عن آخر الأرقام ،،

    نعم من منا لم يترك بداية المقررات و يتسلل إلى آخر البرامج خلسة قبل أن يفقه أولى الصفحات ،،

    من منا لم يترقب نهاية الفيلم و مآلاته و مصير البطل ،، منذ إطلالة جنيريك المقدمة ،،


    من منا و هو مدعو لحفل زفاف أو عقيقة لم ينتظر ساعة توظيب موائد العشاء و يسأل متى تقدم المرطبات ،،


    أو حين فرحة التوظيف لم يتطلع إلى المعاش

    و أول الراتب ،،


    من منا لم ينتظر نهاية السنة الدراسية و بعد ذلك العطلة السنوية بعد أول أسبوع من الدراسة أو العمل ،،


    ألم تنتظروا فرحة العيد منذ أولى تباشير شهر الصيام ،،


    و انت على السلم ألم تنتظر الوصول آخر الدرج ،،

    و أنتم في ساندروز ألم تتمنوا أن تشاركوا الجميع ،، بآرائكم و كتاباتكم ،، بإعجابكم و دندنة أقلامكم و إبداعكم ،،

    ألم تتمنوا إطلالة النشطين من الأعضاء على مشاراكاتكم التي تسهرون و تشقون لتسطيرها هنا إبداعا و فنا تجاوز البوح و روعة الكلم ،،


    ألم تنتظروا تقييما ينصف حظوركم ،، ألم يشقيكم التجاهل و الجحود ،، مرات و مرات ،،


    ألم يبكيكم و يدمي أقلامكم ،، السكوت و لعنة الصمت متى تطاولت على جهدكم و اجتهادكم ألم يبكيكم و ترثون للتخاذل و لحالنا متى تقدمنا للوراء ،،


    ألم تنتظروا بعشق و شغف وصول الزائر و الضيف الكريم ،، و الشهر الفضيل ،،


    متى فرحتم و أنتم بين أطفالكم في رغد و هناء ،، و أطفال سوريا و اليمن و آخرون من عروبتنا المشروخة يعانون الأمرين و يدارون تحت الركام و و تنكل بهم آلة القصف و الدمار ،، بين شهيد و مصاب ،، جريح و مكلوم ،، ومن ينتظرون دورهم بين ثلاجات الموت و المشرحة ،، أو بين غياهب الرحيل و اللجوء ،،


    متى سعدتم و بين ظهرانينا هذا العدد ،، في تزايد و سعور من اليتامى و الثكالى و المقعدين بفعل لغم أو صاروخ أو خنجر غدرا أو طيشا بل حقدا على جغرافيا أمتي و صحاريها ،،


    اشهدوا أن بيننا ،، جياعا ،، و أطفال شكلوا خريطة أمتي كما شكلوا بتجاعيدهم تضاريس المنفى قهرا و غصبا ،،


    اشهدوا أن بالقرب منا من يفترشون الرصيف و الثرى و يتلحفون البرد و السماء ،، و أننا نسمع أنينهم و صراخ الثكالى منهن ،، اشهدوا أننا مسنا الخرس و العمى ،. أننا و أنتم غفلنا عمن يقفون هناك غير بعيد عن مأدباتنا و موائد إفطارنا طوابير يتوسلون الفتات و يقتاتون اللظى ،،


    اشهدوا أني أول من يرفض التهاني متى حذف منها شطر الدعاء ،، لهؤلاء و كل من يبيتون تحت القصف و بين الركام لكل من يبيتون في العراء ،، و يتعايشون وحيدين غرباء بين البتر و البَقْر ،،


    اشهدوا ،، أني أول الداعين على الصامتين و الشامتين ،، على جراح أرادوا رتقها دون تحذير دون تحذير ،،


    من منا وضع علبة دواء أو مضادا أو ضمادا للجروح في سلة الغداء ،، أو تميمة أو صحيفة دعاء ،، لأطفاء استئنسوا رائحة الركام و رذاذ البارود و برد العراء ،،


    دعونا نتعلم كيف نتقدم للوراء ،، وكيف كانوا قبل الصيام ،، و حين الآذان ،، دعونا نتذكر شموخهم و كبريائهم ،، كيف كانوا حين اللمة ،، ساعة الإفطار و فرحة العيد سعداء ،، يلعبون ،، يضحكون ،، يتهادون ،، يباركون ،، هكذا كما نحن الآن ،، هل نسيناهم ،، هل تجاوزناهم ،، دعونا نتذكر أسمائهم ،، و سمرة بشرتهم ،، و نرسم لهم لوحة في تراويحنا اسمها دعاء ،، دعونا ننحثهم بيننا و نترك لهم مقعدا شاغرا على موائدنا ،، دعونا نتذكر حين يجتمع الصيام بالحر و يغازل جوعنا و العطش ،، من يبيتون جياعا على الدوام ،، و السعيد بينهم من يقتات شيئا يقال عنه الفتات ،،


    دعونا نتقدم للوراء ،، حينها سنتذكر كل هؤلاء ،،

    أبقوا كما أنتم ،، لله حق لهم فينا عظيم الدعاء ،.


    ليس في منتدى الطقس

    حكيم البورشدي

  • #2
    نعم صدقت كلنا كنا نمشي بالمقلوب منذ نعومة اظافرنا ونحن صغار، وأذكر اننا كنا نمشي على ايدينا ونتفنن باقناع الكبار بالاكثر ابداعا في تلك المشية وكنا نغمض اعيننا بلعبتنا المفضلة ونمشي للوراء ايضا ونفاجأ باحدهم يمسكنا من اكتافنا ويقول اهدأ ياصغير وفتّح عينيك! لم نفهم ماذا يقصدون بفتّح عينيك اهي من اجل سلامتنا وحمايتنا من خطر الارتطام ام من أجل حماية مقتنيات المنزل من الكسر والتلف ام من أجل حفظ ماء وجه اهلينا بعدم احراجهم اذا ما ارتطمنا بالغير او مقتنياتهم
    وكيف لا وقد كانوا يمرحون معنا في بعض الاحيان ويصفقون لنا زهوا
    المهم ان تلك اللعبة كبرت وكبر الصغير وبقي المقلوب هو المعتدل والطبيعي لمن يقف على يديه وينظر لاعلى رأسه فهو حتما لن يرى الا موضع قدميه.

    *اجمل التحايا واحر التصفيق ولترفع القبعات لهذا الابداع*
    اشكرك

    تعليق


    • #3
      شكرا لمشاركتك لنا لعبة الحبو و مشي الصغار ،،
      شكرا لوصف لا يوفيه إلا الكبار ،،
      مرورك أكد أننا بيننا من دوما لن يتقدم للوراء ،،
      تحياتي
      دمت و دام قلمك صداحا ،،

      تعليق

      تشغيل...
      X