فارتبك الرجل وضاع فكره
فهو في مصيبة عظمى
الغريب في الأمر أن هذا الرجل الذي اطمئن قلبه بعد أن علِمَ أن ذلك مزاح ، كان في السنة الماضية قد جاءه رجل وأخبره أنه أيضاً مراقَب
نعم هناك سراً ، ولكن لن أفصح عنه إلا بعد أن تعرفوا المراقبة والتي لم يأبَ لها ذلك الرجل والتي أثارت العجب
نعم هذه المراقبة والتي هي أشد مراقبة عُرفت
يستطيع التخفي تحت أي ساتر كان
كيف لا وهو
لا تخفى عليه خافية
كيف لا وهو
يعلم السر وأخفى
كيف لا وهو
يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون
كيف لا وهو
وهو الذي يقول على لسان عبده لقمان
{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ }
كيف لا وهو
الذي يرى دبيب النملة السوداء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء
كيف لا وهو
الذي يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة ومخها وعروقها ولحمها وحركتها ، ويرى مدَّ البعوضة جناحها في ظلمة الليل
كيف لا وهو
الذي يرى ما تحت الأرضيين السبع ، كما يرى ما فوق السماوات السبع
ولو تحدثتُ عن هذا لما وسِعنا الوقت لكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق
فلقد رأيتم كيف ان الرجل عندما عَلِمَ بتلك المراقبة عبر تلك الأقمار ارتبك وارتعد وحصل ما حصل معه وهذا مثال حي على ما نراه في كثير من الرجال والنساء ، عندما يعلمون أن المراقب بَشَر في مجالات شتى، ولكن في المقابل عندما يعلمون أن المراقب هو الله لا يغيرون ساكناً
ألا تخشون من نظر الله إليكم
يقولون :
ضعف الوازع الديني
نــداء ثــم نــداء ثــم نــداء
لمن كان مراقبة البشر عنده أشد من مراقبة رب البَشَر
22/ 6 / 1424هـ
تعليق