اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طباع الناس بين الماضي والحاضر

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • طباع الناس بين الماضي والحاضر

    طباع الناس بين الماضي والحاضر
    ➖〰➖〰➖


    ذكريات


    ▪ في الأيام القليلة الخالية كنت في حديث مطول
    عبر الهاتف مع بعض الإخوة والأخوات في ألمانيا
    ، ومصر، وأمريكا، وكندا، وبريطانيا، والسعودية
    والسويد، وغيرها من البلاد.

    وسائل التواصل الحديثة سهلت ذلك كثيرا والحمد لله.

    ▪ لقد اجمع من تحدثت إليهم أن التغيير في طباع وتعامل
    الناس خلال العشرة والعشرين سنة الماضية قد كان
    كبيرا. وأنهم أصبحوا يتوقون أو "يحنون" إلى "ناس زمان"
    آملين في إستمرار أو إعادة التواصل معهم.

    لقد لاحظت السعادة في نبرات أصواتهم وهم يذكرون
    تلك الأيام الجميلة الخالية والتي تميزت ببساطة الناس
    وعفويتهم وأمور أخرى كثيرة توثقها اسماء بعض مجموعات
    "الواتساب آب" التي إن دلت فإنما تدل على ارتباط الجيل
    السابق بجذوره وبجمال أصوله بغض النظر عن توالي الأيام
    وتقاضم بعض الخصال كلما خلف زمنا لزمن خير منه كسنة
    الحياة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

    التغييرات الزاحفة

    ▪ الحقيقية أن التغيير طال جل الناس لكن بشكل متفاوت.
    ففي بعض المناطق كان التغيير اسرع وملحوظ بشكل واضح
    في حين ان في مناطق اخرى لم يكن كذلك.

    لكن ما لفت نظري أكثر كشخص يتقصى الأحداث ويبحث عن
    مسببات التغيير في المجتمعات المختلفة هو أن من هاجروا
    من بلادهم وهم صغار او في ريعان شبابهم ظلوا اكثر ارتباطا
    واحتفاظا بعاداتهم وتقاليدهم بل وبلهجاتهم.

    فلما قارنت مثلا بين اللهجة التي يتكلمون بها وبين نفس
    اللهجة السائدة حاليا في بلدانهم الاصليه وجدت اختلافا
    ملحوظاً.

    هم لا زالوا يحتفظون بمعظم الكلمات القديمه ويستخدمونها.
    فإذا ذهبوا لزيارة بلدانهم الأصلية تلك، استغربوا الناس عليهم
    هناك تلك الكلمات القديمة. وكذلك الأمر في الطباع والتعامل
    يحاولون التعامل بنفس الأسلوب القديم الذي يزخر
    بالأصالة والشهامه.

    ▪هذا لا يعني أن تلك الصفات انقرضت تماما من بيئتها الاصليه
    لكنها شحت مع تزاحم بريق وتصارع ضجيج المدنية المتسارعة
    فتوارت ربما خلف تلك القرى البعيدة.

    بل هنا في الغرب وجدت الكثير من الناس من الغربيين يتحدثون
    أيضا عن تلك التغييرات والفروقات رغم استمرار تواجدهم دون
    انقطاع في نفس البيئة!

    التغيير الايجابي

    ▪ ليس كل تغيير يكون سلبيا لأنني وجدت في الصغار من الشباب
    خصال حميدة أيضا لم تكن سائدة عند آبائهم او اجدادهم، منها
    مثلا ذوبان الكثير من الفروقات في بعض العادات والحدود
    الاجتماعيه والجغرافيه الفاصلة. إذ لما حضرت حفل زواج لإبن
    صديق لي قبل فترة وقد كان الديكور والفولكلور يمزج بين
    الطابع المغربي والايراني مرصعا بلمسات حديثة، أقول
    وجدت تجانس عجيب بين الجنسيات المختلفة خاصة الشباب
    الذي اندمج مع بعضه!

    تنوع

    ومما لاحظت أيضا أن الشباب وغيرهم من الحضور كانوا من
    بلاد مختلفة مثل المغرب، والباكستان، وايران، والصومال،
    وارتريا، وتونس، وتركيا، والنرويج، والمكسيك وغيرها من
    البلاد يصعب حصرها حتى على منظمي الحفل.

    ▫ لمست البراءة في معظم الشباب وقد اختفى بينهم
    التمييز الذي ظل يُعشش في طباع وعادات معظم آبائهم.

    تربط الشباب صداقات ومصاهرات قد لا يرضى عنها بعض
    آبائهم لكنهم مضطرون للتكيف معها.

    انطباع

    ▪ قَدٌَرت وثمنت أن استقبلني بعضهم في المدخل لما علم
    بقدومي وعارض بعضهم بشدة عندما هممت مغادرة
    الحفل مبكراً.

    ▪ سعدت كثيراً لرؤيتهم هكذا، إذ أنهم استطاعوا أن يُنجزوا
    ما عجز جيل آبائهم عن إنجازه عبر عقود عديدة ولو بقدر
    بسيط منه.
    وكنت قد عزمت الكتابة عن ذلك منذ ذلك الحين لكني لا
    أراني أوفق الا في هذه اللحظة، والحمد لله.

    ▪ أنهم كمعظم الشباب الذي فيه الخير. فدوما منذ ان
    ناصروا مصلح الإنسانية الرسول عليه الصلاة والسلام
    كانوا كذلك أيضا بعده، يبادرون بالتغير والتغيير ولو في
    صمت دون ضجيج، فقط يحتاجون لخبير مصلح يأخذ
    بيدهم ويرشد حماسهم إلى طريق الفلاح.

    ▪ اشُد دوما من أزرهم وكلي سعادة بهم، فإن نصحت لهم
    فليس لأني أعلم منهم، إذ أنه فيهم المعلم، والطبيب،
    والمحامي، والعامل، البسيط، والطالب، المجتهد، و...
    لكني أفعل ذلك لان الخير لا يغادر الأمم التي طالما
    تظل لا تستغني عن التناصح.

    ▪ وان انتقدت فيهم بعض الخصال فهو نابع من حب
    الخير لهم ولمجتمعهم ليس إلا.

    ....................
    راجي
    هناك امور رائعة في الحياة نراها
    بغير عيوننا إن تجنبنا التجاهل
    (راجي)
تشغيل...
X