مواقف الرجوله

لعل الكرامة والعزة والكبرياء تنمو مع الانسان منذ مطلع شبابه، بعض من مواقف البطل " عبد القادر الحسيني " ، ( شهيد معركة القسطل )، كما رواها " اميل الغوري " – من سكان القدس ( مسيحي ) في مذكراته، ( والذي كان مشاركا بتلك الاحداث وليس مراقبا فقط )، في كتابه بعنوان : ( فلسطين عبر ستين عاما ) ، ( باستثناء الموقف الرابع ماخوذ من موسوعة ويكيبيديا ) ، يقول أميل الغوري : -
تخرج "عبد القادر الحسيني" من الجامعه الامريكيه في القاهره بدرجة بكالوريوس علوم بتفوق، وعند توزيع الشهادات جلس في صف الخريجين، ولما نودي عليه لاستلام شهادته، تقدم من منصة الرئاسة بهدوء ووقار، وتسلم شهادته من رئيس الجامعه ، --- ولكنه ما ان تسلمها حتى مزقها اربا على مرأى من الجميع، وصرخ في وجه الرئيس قائلا : اني لست في حاجه الى شهادة من معهدكم الذي هو معهد استعماري وتبشيري ---- والقى خطبه أذهلت الموجودين ، حمل فيها على الاستعمار والتبشير، وختمها بتحية فلسطين والهتاف لشعبها ---- وصفق له الحضور -----
موقف آخر :
التحق بالتنظيم السري لمقاومة الانتداب البريطاني والهجمه الصهيونيه على فلسطين في اواخر عام 1933 ، ( هو من مواليد القدس 1907 )، ولما اشتدت حاجة التنظيم الى السلاح والمال باع " عبد القادر" – ( دون ان يعرف احد عن ذلك سوى زوجته ) - ، باع اثاث بيته وحلي زوجته ( وكانا عروسين جديدين ) ، وقدم المال للتنظيم السري ----
موقف ثالث :
ثم لما اشتدت حاجة التنظيم السري للسلاح لظروف عديده اهمها افتقاره الى المال ، اعد " عبد القادر"، ( وهو مشهور بالمغامرات والاعمال المفاجئه ) ، اعد خطه للاستيلاء على الاسلحه والاعتده من مخافر الشرطه التابع للجيش البريطاني ، وانطوت هذه الخطه على اخطر المغامرات ، كان باكورتها قي 17 كانون أول 1934، فقد كان للشرطه مخفر كبير في حي باب الواد بالقدس، ( وقد اشترك فيها المؤلف " اميل الغوري "، وكان احد عناصر التنظيم السري ) ، وتم الاستيلاء على ما فيه من سلاح ليلا ، وكانت حصيلتها 27 بندقيه و 14 مسدس وبضعة صناديق من الطلقات ؟؟ وقد جن جنون البريطانيين واخذوا يطوقون القرى ويعتقلون ---- ولنجاح تلك العمليه فقد قام عناصر التنظيم بتطبيقها في بلدات النبي صالح قضاء رام الله، واريحا، وسيلة الظهر قضاء جنين، واللجون قضاء طولكرم، وحلحول قضاء الخليل -----
موقف رابع :
في 2 ابريل من عام 1948 قامت قوات من الهاجانا اليهوديه بمهاجمة قرية القسطل غربي القدس واستولت عليها، وطردت كل سكانها منها ،وذلك قبل انتهاء الانتداب البريطاني واعلان قيام اسرائيل في 15 مايو عام 1948 ، توجه الحسيني ومعه 56 من المجاهدين نحو القسطل، وقبل ان يحاصرها طلب الى جامعة الدول العربيه دعمه بالسلاح والذخيره ، ولم تستجب لطلبه ايا من الدول العربيه، وطالبوه بعدم الذهاب الى القسطل لان مهمة قضية فلسطين اوكلت الى لجنه عربيه عليا ؟ فقال ردا عليهم : نحن احق بالسلاح المخزن في المزابل، ان التاريخ سيتهمكم باضاعة فلسطين ، وانني سأموت في القسطل قبل ان أرى تقصيركم وتواطئتكم ، ثم توجه الى القوات العربيه المرابطه في رام الله من اجل الدعم، ولكن طلبه رفض ايضا بحجة عدم الصدام مع القوات البريطانيه قبل انسحابها من فلسطين، تجمع معه 500 من المجاهدين وفي 8 ابريل عام 1948 تم قتل 150 يهودي وجرح 80 وتم تحرير القسطل ولكن بعد ان استشهد الحسيني في تلك المعركه ، ( رحمه الله رحمة واسعه ) .
الملفات المرفقة