ماذا تكتب ولمن تكتب !؟؟
ان ما تخطه اصابعك على اللوح الأصم ما هو الا مجرد هراء، كزبد البحر !!
قلت : من انت ؟ وما شأنك فيما أكتب !؟؟
قالت : يمكن ان تسميني " حورية البحر" ! تابعت ما تكتب ، ولكني بعد ان شعرت انني "غريبة في وطني " ، قررت الفرار من عالمكم ، عالم النفاق والفساد والمصالح، لأغوص في اعماق البحر، علني اجد عالما مختلفا ينعم بالخير والمحبة والفضيله !!
قلت : وهل وجدت ما تبحثين عنه ؟
قالت : انتظر ، اما ترى ملابسي المبتله وهي تنزف بقطرات من ماء البحر ممزوجة بآثار الدماء ! ؟؟ لقد اصبت بخيبة امل كبيره ؟؟ فالصراع في جوف البحر لا يختلف كثيرا عن الصراع في الغابات وفوق ارضكم ؟؟ صراع تحكمه القوة وليس الأخلاق ، السمك الكبير يلتهم السمك الصغير، ولولا اني ارتديت بدلة النجاه المبطنه باسلاك الفولاذ لاصبحت وجبة شهية لاسماك القرش ؟؟ لكن عالمكم اكثر تعقيدا من عالم البحار والغابات ؟ هناك لا نفاق ولا فساد ، صراع مكشوف مباشر من اجل البقاء ؟؟ لا جشع ولا احقاد !!؟
قلت : ايتها الحمقاء ، تهربين من المواجهه ، وتظنين ان كل عالمنا يشبه عالم الوحوش ؟؟ مهلا ، فان عالمنا هو عالم الانسان الذي كرمه الله ، عالم فطر فيه الانسان على العدالة والحق والتسامح والجمال والحب ، لكن هناك نفوس انحرفت عن الفطره ، وتمادت في الظلم ففاقت حيوانات البحار والغابات ، فالحيوان لا يلجأ للقتل وهو شبعان !!؟؟
نصيحتي لك ايتها الغبيه ان تغيري البيئة التي عشت فيها نحو بيئة أفضل واكثر عدلا وانصافا ، الى عالم الاخلاق الفاضله ، عالم الحق والعدل والجمال والتكافل الاقتصادي والمعرفي والثقافي والادبي ----
قالت : لن اخاطبك بمثل ما وصفتني به، ولكن ربما استطيع ان اصفك بالجهل!! الا اذا اخبرتني اين اجد تلك المدينه الفاضله التي تتحدث عنها ، ربما تحدث عنها افلاطون او غيره من الفلاسفه، ولكنها حلم يراود البسطاء امثالك ؟؟
قلت : اعتذر عما بدر من اوصافي لك بالحماقة والغباء ! فانت ربما تدركين الواقع الذي نعيشه اكثر مني !! لكن الخير يبقى في الضمائر الحية الى قيام الساعه ، فرسولنا عليه السلام يقول : الخير في وفي امتي الى يوم الدين ؟؟
ابحثي عن مجتمع فاضل تعيشين فيه وانا متأكد انك ستجدينه حتما ، لا تيأسي ولا تتردي واحسني الظن ----
غادرتني وهي تهز برأسها بحركة لم افهمها ، ولا ادري ان كانت ستأخذ بنصيحتي ام ان الحدود العنصريه التي فرضتها الكثير من الدول تحول دون تحقيق حلم تلك الحوريه ؟؟؟