الزمان والمكان ؟؟
تعلمنا في كلية الهندسة في ستينات القرن الماضي ان الزمن هو دالة مستقله لا يتأثر بشيئ اخر، وكانت قوانين الحركة الثلاث المعروفه التي وضعها العالم " نيوتن " هي التي اصبحت دارجة ومستخدمه عند علماء الفيزياء وفي كافة المخترعات، وهذا هو الزمن الفيزيائي الذي يمكن قياسه، الى ان ظهر العالم "انشتاين " بنظرية النسبيه، والتي تؤكد ارتباط الزمان بالمكان ارتباطا وثيقا لا يمكن فصله ، وتلاه العالم " ستيف هوكينج " والذي اوجد نظرية الزمن التخيلي الوهمي ؟؟ فالزمان يشغل العلماء منذ زمن طويل وما زال ،
لقد استمعت الى مقابلة مع العالم الروسي : " فلاديمير ليبونوف " حول الزمن، وقد اوضح ان الاكثر صعوبة بالنسبة للعلماء هو نظرية بداية الكون والتي تجعل من الكثافة لا نهائيه، وان الكون بدأ نقطة او صفرا ، وهل كان الزمن موجودا أصلا ، ويخوض العلماء حاليا بالموضوع بما يعرف بميكانيكا الكم ؟؟ ثم اوضح ان هناك تعريفات عديده مختلفه للزمن عند علماء الفيزياء منها : الزمن الفيزيائي والزمن النسبي والذي يتوقف على الحالة النفسيه للشخص المرتبط بقضية معينه ، ثم الزمن الروائي الذي يعتمده الكاتب في سرد رواياته ، ثم الزمن الفلكي والزمن الثيرموديناميكي والزمن الواقعي ----
وقد شدني في المقابله ما تحدث به على ان الكون آخذ في الاتساع، وهو ما يتفق مع قوله تعالى: ( والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون ) ، ثم الزمن النسبي، وهو ما يتفق مع قوله تعالى : ( وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) ، ثم توصله وقناعته بانه لا وجود لكون غير كوننا ، وان تلك الافلام التي تتحدث عن آلة الزمن ما هي الا خرافه خياليه ولا يمكن ان تكون واقعيه، وانما الهدف من تلك الافلام ما هو الا الاثارة للحصول على المال ؟؟ فان هناك في كوننا الذي نعيش فيه مليارات الكواكب، وحضارات ان وجدت فهي اقدم منا بمليارات السنين ، ولكن الحقيقه هي اننا لم نستقبل ولم نعلم عن وجود حضاره في هذا الكون غير حضارتنا، ولو وجدت حضارة اخرى لتوصلت الى آلة الزمن التي يتحدثون عنها ولوصلتنا حتما ؟؟ لكن آلة الزمن التي يتحدثون عنها والتي تنقل الانسان عبر نفق الزمان الى الماضي ليشاهد اجداده ومن قبلهم، او الى الامام مما قد يشاهده من احفاد احفاده ما هي تخيلات وخرافات واوهام، وهذا يؤكد ان مركزية الانسان وتكريم الله له، بان جعله خليفته في الارض ، وتفرده في هذا الكون ---
وقد استمعت ايضا الى العالم الدكتور " زغلول النجار " وهو يشرح معنى قوله تعالى : ( خلق الارض في ستة ايام ثم استوى على العرش ) ، وفسر تلك الايام بالمراحل ، مما جعلني استذكر ما كتبه احد علماء التاريخ العراقيين بتفسير قوله تعالى : (ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ) – وهو يفسر ذلك بقوله : في زمن نوح عليه السلام كانوا يطلقون على السنه شهرا قمريا ، طبعا انا لست مختصا في التفسير والتاويل ولكن انقل ما قرات وسمعت : ( حوالي ثمانون عاما ) والله اعلم .
وما يهمنا كمسلمين هو ان حياتنا ما هي الا ايام وستنقضي، كما يقول الامام حسن البصري : ( الانسان بضعة ايام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ) – فلنجعل ايامنا ثرية بافعال الخير، مفعمة بالقيم والاخلاق الفاضله والتسامح والمحبه ، ولنغتنمها في السرور والسعادة ضمن ما شرع الله عز وجل .