لا شك أن هذا التشابك بين القراءة والكتابه يهون معه فك الاشتباك ما بين الجيوش المتصارعة ؟ في هذه العجاله سأحاول الحديث عن القراءة وتشابكاتها مع الثقافه.
يمكن اختصار موضوع القراءة بآية من كتاب الله عز وجل (اقرأ بإسم ربك الذي خلق - خلق الإنسان من علق - اقرأ وربك الأكرم - الذي علم بالقلم – علم الإنسان ما لم يعلم ) صدق الله العظيم
هكذا فإن القراءه هي وسيلة علم ما لم نكن نعلم وهي محيط تبحر فيه مراكب محملة بالأفكار التي تنير الدروب وتكشف الغموض للوصول إلى أكبر قدر من رموز هذا الكون وقوانينه التي أودعها الخالق فيه!
إنها التحليق لآفاق جديدة من التكوين العلمي والثقافي والإجتماعي لتدعيم القيم الإيجابية والنظريات التي يمكن البناء عليها ... القراءه هي الإضافة الكبرى للحضارة .. هي إقتحام عقول العلماء والكتاب والسياسيين والأدباء ووضع نتاجهم على الطاولة وتغذية عقولنا بما تشتهيه وما فيه نفع لنا، فكما أن الماء يستمد صفاءه من سكونه فإن أفكار العالم تصبح مرآة التأمل لصورة الخلق بصورة أوضح.
إن العلم يصوغ حياتنا من جديد والفكر الناضج يطرح علينا من خلال القراءة قضايا إجتماعية وسياسيه وأخلاقيه تنير لنا درب الحياة نحو آفاق أجمل و أفضل! ولو علمنا أن ألأفكار يتم عصرها في الكتاب وكل كتاب يخرج من المطبعه هو نتاج مجهودات جباره ثم يأتينا على طبق من فضه لو علمنا هذا لالتهمنا الكتب بشهية الجياع.
لكن ماذا نقرأ ؟؟
من وجهة نظري يجب أن نعرف مبادئ وأحكام ديننا أولا فكما أن الماء قوام الجسد فإن الدين قوام الحياة.
يجب أن نتعلم لغتنا بإحتراف وأن نقرأ تاريخنا فكيان الأمم يبنى على العقيدة واللغة والتاريخ.
يجب أن نقرأ في مادة تخصصنا مهما كانت حرفتنا حتى النجارة والحدادة وغيرهما لهما تكنولوجيا وفن جدير بفهمه والبناء عليه وكما يقال (تعلم شيء من كل شيء وتعلم كل شيء من شيء).
مهما تعددت وسائل المعرفة من تلفزيون ومنتديات وصالونات وغيرها فإن الكتاب يظل هو المصدر الرئيسي للثقافه وقبل أكثر من ألف عام قال المتنبي :
أعز مكان في الدنا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب
لقد أصبحت الثقافة هي محور عملية التنميه الإجتماعية الشاملة في حين أصبحت تكنولوجيا المعلومات هي محور التنميه الإقتصادية العالمية. لقد باتت الثقافة مرتبطة بالتكنولوجيا في منظومة شديدة التعقيد وهي بحاجة لدعم الهندسه فالهندسة ستظل دوما فن التحكم بالنظم المعقدة.
علينا أن نخلق جيلا يأخذ العبر يأخذ من تجارب التحديث في عالم التكنولوجيا الناجحون ( مثل دول ما تسمى نمور آسيا ؟؟ )
يجب أن ننفتح على جميع العلوم العصريه دون خوف أو شعور بالنقص! يجب أن ندرس
العلوم والمعارف الأخرى ونبني عليها لنعبر إلى حداثة حقيقيه تخرجنا من التيه مع المحافظة على قيمنا الدينية وتراثنا الحضاري في ظل هذه العولمه ذات الأنياب الحادة.
يجب ألا نظل مستهلكين لحضارات وإنجازات الآخرين ويجب أن نستعيد شخصيتنا ونبنيها على مفهوم حضاري مرتبط بقيمنا الإسلامية! إن الثقافه هي حصن المقاومة العربية ويجب أن تصحو من كبوتها لتكرس وجودها وتؤمن مسارها في اتجاه مواكبة القوى الإبداعية في العالم.
ابدأوا باطفالكم، علموهم المغامرة المحسوبة والتجارب. أبعدوهم عن الخوف ! دع ابنك يضرب، يكسر، يغامر يتخيل ويتعلم من تجاربه بلا فوضى وبمراقبة عن بعد .. إجعله صديقك، لا كما علمونا كل شيء ممنوع وكل شيء مخيف وكل شيء عيب ؟! حطموا حاجز الخوف من نفوس أبنائكم عودوهم على الثقة بالنفس إنهم أمل التحرير والمستقبل.
تعليق