اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأشياء----قصة قصيرة

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • الأشياء----قصة قصيرة

    الأشياء...قصة قصيرة

    الاشياء حولي كثيرة...أخيرا بعد جهد جهيد أستطعت ان اصل الى هذه القناعة وان ابدأ حياة جديدة من التفاعلات اليومية مع المكان الجديد..
    Around 5pm?
    Ok...See you then.
    Whitechapel اسم المكان الذي نزلت فيه...في الحقيقة كنت متواجداً فيها قبل سنتان بالصدفة دون ان يخطر في بالي بأني سأكون "موجودا" فيها في يوم من الايام...لم اكن حين اذ افكر في التفكير عن الأشياء وكيفية التعامل معها.. انتقلت هنا منذ سنتين تقريبا وقد انهمكت في الفترة الاولى بالتعرف عليها من قرب..عرفت ان هناك حديقة صغيرة الى جانب عمارتي..اهرب اليها من روتين الغرفة المربعة..تارة استلقي على الحشيش واقرأ في كتاب او اجلس بدون هدف ارقب الداخل والخارج. ولكني لم اراها ولا مرة..وهكذا..الشقة أخذت مني شهرين في التحضير..السجادات..الطاولة..التلفزيون..الديكور..مستلزمات المطبخ والحمام..الخ..البقال القريب مني لا يوفر جميع المتطلبات فتعرفت على بقالين متواضعين على الشارع العام الذي لايبعد سوى خطوات من باب العمارة..اكتشفت طرق مختصرة للوصول اليها والى محطة القطار المحلية..فيما بعد..فوجئت بوجود عدة مداخل الى المحطة كانت غائبة عن انظاري لمدة شهور..تعرفت على السوق الهندي القريب الممتد على طول الشارع العام...خضراوات يحوم الذباب حولها..السمك بدون ثلج للحفظ..موبايلات والكترونيات مستعملة وتبدو مسروقة...موسيقا وافلام "بوليوود" مابين الدكاكين المتراصة..واخيرا "سانسبري" في نهاية الشارع المكتظ..
    بعد تجهيز الشقة بالاساسيات المعيشية "هي مبالغة طبعا"..قررت بناء علاقة مع برج جديد للمراقبة كعادتي..كافيه "ستار بوكس" يقع في بداية الشارع ويوفر السندويشات اللذيذة والحلوى الطازجة والقهوة الموزونة المركبات..صرت اتردد عليه لمرتين او ثلاث مرات اسبوعيا..استلم الجرائد التابلويد المجانية من صاحب الجاكيت الأصفر الذي يلوح يمينا ً ويسارا ً او احدى كتبي الذي اصر على قرائتها للنهاية..الاجناس في حركة دائمة..الموظفين يعرفون زياراتي المتكررة..مما يشعرني بالارتياح والهدوء..اجلس..اجول بناظري هنا وهناك..الكتاب..الجريدة..اراقب الوقت..تدافع الناس لشراء القهوة..ولسبب ما انقطعت علاقتي بالمقهى واعتقد انه الانشغال بالمتطلبات الدراسية لفترات متقطعة..."ستاربوكس احد الاشياء"
    You will change once...
    Don’t be silly…shut up
    الجامعة...كان المبنى التي تجري فيه المحاضرات صغيرا والبوابة متواضعة بحيث لا يخيل اليك انها مؤسسة لشيء ما الا من خلال اللافتة الشبه عريضة..تعرفت على البواب من خلال ال Allright اليومية والبوابة الالكترونية الثالثة من اليمين والساعة البيضاء العريضة التي تريحني من عناء استخراج الموبايل من الحقيبة لمعرفة الوقت المتبقي عن المحاضرة..فأحببت البوابة والساعة وتصوف البواب الصباحي..الراهبة تنتظرني كل صباح وهي تعبث في صندوق بريدها الالكتروني في المكتب التمثيل الديني..فأحببت تحيتها..تعرفت على المكتبة واتسعت علاقتي بالاقسام الموجودة..الطابعة..الكمبيوتر..صندوق اعادة الكتب الاحمر..واخيرا الموظفة ذات الصوت العالي..
    قمت بجولة فضولية بين الطوابق العليا للمبنى نفسه والمبنى الملاصق..تناولت وجبة الغذاء مرات في الممر المؤدي اليه تمثلا بالطلاب..حاولت التفريق بين طازجية المأكولات بين الكافتيريات المتواجدة داخل المباني ففضلت الواحد على الاخر..وجولات خاطفة في المحيط الشبة سياحي للمنطقة المحيطة بالجامعة..أكشاك السجائر والمرطبات..مطاعم صغيرة جدا ترتزق من الطلاب..جربت بعضها..فضلت واحدا منهم لقهوة "البريك"..اكتشفت اختصارات جديدة مفضية الى محطة المنطقة الرئيسية التي تنتطلق منها القطارات الى لب العاصمة..شهور وشهور من الاكتشافات والجولات..لاصبح شخص ديناميكي مع الحركة اليومية في المكان..مرت سنتان وانا في تطور مع المكان...اعشقه..امقته..اشتاق له..اهرب منه..وهكذا..
    How long have you been in Whitechapel?
    Nearly Two Years…..
    Quite long time…innit ?
    Yaah...Time pass madly...You know
    الساعة الخامسة عصرا...لا اذكر من ذلك اليوم سوى محاولة ايقاظي من النوم..والشال الذي تناولته من على الكرسي وانا خارج للحديقة...اصابع لينة على مرفقي..اريد ان افتح عيني ولا اريد..الشمس على وشك الغروب..الاصابع تضغط بتراتبية..Hello...Excuse me صوت نسائي رخيم...لا لا لابد اني احلم...لماذا اخذتني القيلولة وانا لست من انصارها؟...حاولت تجاهل الصوت...اعتقد انها الحالة مابين النوم واليقظة...الصوت يتكرر...المقعد الخشبي انتابته هزة خفيفة...قررت ان افتح عيني...كان دفتري مقلوبا على منطقتي الحساسة...لا اتذكر اين كان قلمي وقتذاك...لعله سقط في مكان ما...لم استطع تقدير وقت القيولة..كانت جالسة في اريحية على بعد نصف ذراع مني..تسمرت عيني عليها وبدرت مني ابتسامة سبقت ابتسامتها..ياترى ماذا تريد..؟ كانت تلبس قميصا ابيضا فضفاضا..الورود مخيوطة بدقة على الجوانب..بنطال كحلي شبه مرتص..متوافق مع الشعر المجموع باحكام الى الوراء..حاولت التشاغل بالدفتر لثواني..
    Hi…you allright?
    Yah..not bad…you?
    I've been bored for a while.. You're such a reader..?
    How do you come to that..?
    I've monitored you –I know I don’t have the right- for more than year?
    حاولت الاجابة ولكنها قاطعتني بسرعة..
    Fancy a drink? واشارت بيدها الى السوبرماركت القريب.. اعتذرت وقمت في ميكانيكية ومضيت...الاشياء كلها حولي كثيرة...والمرأة احدى الاشياء..وصلت الى القناعة بالاشياء التي حولي عندما عرفت انه هناك "شيء" اسمه Sandra..

    ابراهيم اسماعيل
    لندن 10-6-2009

  • #2
    الرد: الأشياء----قصة قصيرة

    مرحبا أخي ابراهيم

    وأهلا وسهلا بك في موقعنا ,, ونتمنى لك طيب الإقامة

    لفت نظري أسلوبك الممتع والسلس في الكتابة وفي الوصف المُحكم

    وفي الحقيقة لقد استمتعت هنا ,,

    ولاشك أنها بداية القصة مع ساندرا

    وفقك الله وبارك فيك

    تعليق


    • #3
      الرد: الأشياء----قصة قصيرة

      شكرا أخي جار القمر

      هناك معلومة يجب إدراكها..وهي إن الكتابة عن المرأة تعبر عن عدم وجودها في حياة الكاتب...في أغلب
      الاحيان..في الامكان ان تكون هذه الحالة هي تصوير لواقعي...شكرا لقضاء الوقت لقراءة النص..

      في الحقيقة..القصة هي جزء من رواية..

      تحياتي
      ابراهيم غميل

      تعليق


      • #4
        الرد: الأشياء----قصة قصيرة

        حياك الله اخي الحبيب إبراهيم
        يعطيك العافيه على سرد القصه الممتعه
        بانتظار جديدك
        تحياتي

        تعليق


        • #5
          الرد: الأشياء----قصة قصيرة

          اولا اهلا بك اخي الطيب

          في منتدانا اتمنى لك اقامه ممتعه

          واشكرك لتقديمك روعة القصص

          وجمال الحروف واسلوب النثر

          تقبل مروري وتحياتي

          تعليق

          تشغيل...
          X