لقد قرأت اليوم موضوعا في منتدى ساندروز العام يريد تثبيت فكرة خطيرة..... و هي ان الحب قدر لا قرار.
و اقول خطيرة لان هذه الفكرة هي سبب كل المآسي ... نعم المآسي
لماذا؟
اولا: ما هو القدر؟ و هل قراراتنا تتعارض مع فكرة القدر؟
ثانيا: هل القدر يعني اننا مسيرون لا مخيرون, و اننا لا يجوز ان نقرر؟
ثالثا: اذا كان الحب ليس قرارا فلماذا قال سيد البشر الذي لا ينطق عن الهوى " تخيروا لنطفكم "؟
رابعا: اذا كان الحب خارجا عن قراراتنا , فماذا عن الزواج و ماذا عن الانجاب و ماذا عن ......
هل كلها خارجة عن قراراتنا... اذا ماذا بقي لنا ان نقرر؟
خامسا: ما هو الحب؟
سادسا: هل حبنا لله قدر ايضا , خارج عن القرار؟...... فلماذا الثواب و العقاب اذا؟
و اخيرا و ليس آخرا
اياكم و الحب المجرد اللامعنى له سوى البلاهة و الغباء .... و اوصيكم و نفسي بالحب المبني على العقل و الدين و الاخلاق الحميدة.
احتوى القرآنُ الكريم على الصور الجنينية للحياةالروحية فى الإسلام، إذ أفصحت آياتُهُ ، بقوة ، عن رابطةٍ خاصة ، متميِّزة ؛ تجمعالعبد بربه .. هى الحب والمحبة .
ومن بين أربعٍ وثمانين مرة ، وردت فيهاكلمة الحب ومشتقَّاتها فى القرآن ؛ جاءت هذه الآياتُ مخبرةً عن حُبِّ الله لعباده ،وحُبِّهم إياه
قال عز من قائل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِاللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّحُبّاً لِلَّه…) (البقرة/165)
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍيُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين)(المائدة/54 )
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(مريم/96) ، وقالتعالى : (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)(هود/90) ، وقال تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُالْوَدُودُ) (البروج/14 )
قال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكموأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكممن الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القومالفاسقين) [التوبة: 24[.
وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَاللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران/31)
إن هذه الآيةالاخيرة تدل على صدق محبة العبد لربه، إذ لا يتم له ذلك بمجرد دعوة قلبه أو لسانهفكم من أناس يدعون محبة الله بقلوبهم وألسنتهم: وأحوالهم تكذب دعواهم، فعلامة حبالعبد لربه وحب الله لعبده طاعة رسول الله .
والقرآن والسنة مملوآن بذكر منيحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم .
فالإحسان إلى الخلق سبب المحبة قال تعالى: ( والله يحب المحسنين ) .
والصبر طريق المحبة أيضاً: ( والله يحب الصابرين ).
ومحبة اللهللمقاتلين في سبيله ايضا حيث قال سبحانه : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاكأنهم بنيان مرصوص) الصف 4 .
والتقوى كذلك فإن الله يحب المتقين حيث قالتعالى: (( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إنالله يحب المتقين )) (التوبة: 7 ) .
وقال تعالى في محبته للمقسطين : ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهموتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)
وحبه للتوابين والمتطهرين والمطهرينوالمتوكلين والمقسطين حيث قال سبحانه وتعالى : (إن الله يحب التوابين ويحبالمتطهرين .. ) ( والله يحب المطَّهَّرين ..) (إن الله يحب المتوكلين..) (إن اللهيحب المقسطين ) ...
وأشار الله سبحانه وتعالى في حبه لموسى عليه السلام حيث قال : ( ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ياخذه عدو لي وعدو له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ) سورة طه آية 39
وبالجملة فإن طريق محبة الله طاعة أوامره واجتناب نواهيهبصدق وإخلاص.
تعليق