اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مظاهرات الشباب: تطرف أم طلب للتغيير ؟!

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • مظاهرات الشباب: تطرف أم طلب للتغيير ؟!

    د. عبدالله مرعي بن محفوظ
    (التنمية) ليست مسؤولية الدولة وحدها، ولا القطاع الخاص، ولا المثقفين، ولا الأئمة والعلماء، بل هي مسؤولية الجميع، تقوم مابين الحكومة وكافة أطياف المجتمع المدني، لدعم مشاريع التنمية الوطنية، وهذا الامر يجعل الحكومة تطلق من حين لآخر مبادرات تنموية جادة، تسعى من خلالها إلى إشعار مؤسسات المجتمع المدني وجمعياته بأهمية ما تنظمه من أنشطة، وما تقدمه من أفكار واستراتيجيات، وما تقوم به من مشاريع لصالح الشباب.
    ويمكن ملاحظة التهميش في التنمية، بالعنوان الأبرز في جميع الأحداث التي تجتاح الشارع العربي أو الإسلامي، وهم الجيل الجديد أو الشباب او أيا كانت التسمية، فهم ظاهرة يمكن تسميتها بـ «ثورة الشباب»، ومطالب (التغيير) وان كانت تحت قيادة الإصلاح او المحافظين، او بين الحداثة والتقليد، او بين الكلاسيكية التجديد، سموها كذلك ما شئتم، فهي أولا وأخيراً مسميات تندرج تحت معنى واحد وهو (مطالب) الشباب، ولكن مهلا !! فمن الواضح ان فكر الشباب العربي (تغير)، فقد ضجروا من لغة الوعود لقضاياهم الاقتصادية، ومن اسلوب (الحواجز) لحياتهم الاجتماعية، فأصبح جاهزاً أن يصرخ في الشوارع، ويسير في المظاهرات، ويعلن غضبه في موقع يوتيوب او توتير.
    فهل مفاهيم الثورة والمظاهرات هي الحل في المجتمع المدني، أم أنها في الأصل ثقافة غربية، مثل التطرف التي هي مصطلح غربي، ويستخدم هذا المصطلح دون التزام بالموضوعية، فهم يريدونه لفظا غامضا عائما فضفاضا لمحاولة إضفائه وإلصاقه فيمن يشاءون، وللأسف أصبحنا نستخدمه في خصوماتنا وجدالنا ونقاشنا، والمحزن أن الإعلام العربي يستخدمه ضد الشباب المحافظ الذين ينبذون عادات وتقاليد الغرب السيئة المستوردة، فيقول عنهم (متطرفون).
    هذا القياس يدفعني لطرح سؤال هام جداً، ماذا اعددنا لشبابنا حتى يكون نواة التنمية في مجتمعنا المدني ؟ وقبل الجواب ادعوكم بان نرجع خطوة للخلف، ونصارح أنفسنا بشفافية ونقد ذاتي، فما حدث أن بعض الشباب وجد نفسه متورطاً في (التطرف) بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، دون ذنب منهم، فقد كانوا أداة (لبعض) رجال الدين لمحاربة الملحدين، ثم تطور الامر الى (الجهاد في سبيل الله)، ثم تطور الامر الى ان تحولت أجساد أبنائنا قنابل متنقلة في أوطانهم، وحين تغير مفهوم الجهاد السياسي، لم يستطع رجال الدين السيطرة على عقول الشباب، فخرج منهم (الخوارج) وأصبح منهم المطارد في وطنه، ومنهم المسجون في خارجها، ومنهم الحاضر الغائب، ومنهم الذي تحول الى (السلبية) في حياته الاجتماعية فأصبح ناقداً ومتمرداً لا يعجبه شيء في وطنه.
    إذن التطرف والمظاهرات، وجهان لعملة واحدة، تستخدم لتجاوز حد الاعتدال في طلب (الحق) الى حد الغلو، وقد تأثر بها الشباب، مع ان قول الله تعالي في محكم التنزيل ذكر النص التالي : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )، ويبقى السؤال الآخر على المحك، وهو حق التغيير، كيف يتم، ومن الذي يرسم الطريق له في المجتمع، هل هي الحكومة الممثلة للشعب، أم رجال الدين أم رجال المجتمع؟
    وقبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نفترض سيناريو هو الأقرب للواقع في الخليج العربي، إن الصراع الحالي ما بين رجال الدين من جهة ورجال المجتمع والنخب الثقافية والاقتصادية من جهة إن صح التعبير، والصراع ليس بسبب الدين أو بسبب عادات وتقاليد المجتمع والتجديد، وإنما الصراع على عقول الشباب! ويبدو إن السيطرة على عقول الشباب تعني عمليا السيطرة على الشارع العام والقوة العظيمة فيها، وكأننا أمام (كلمة حق أريد بها باطل)!
    من الواضح ان بعض رجال الدين يحاولون السيطرة بمفهوم إثارة (الغيرة الدينية) وتعظيم الحرمات وشدة الخوف من الله، وهذا الأسلوب يمكنهم من جمع الزكاة والتبرعات والحكم بين الناس فيما اختلفوا بينهم!، أما رجال المجتمع، فيلجأون إلى التغريب والتحديث ونقل الحياة الغربية بمفهوم التطور، فيمررون منتجات اقتصادية ذات مردود مالي، مثل بناء فنادق ومنتجعات ومراكز تجارية ومنشآت ترفيهية، فيتحول أفراد المجتمع إلى التقليد المباشر بغض النظر إذا توافق أو اختلف مع الدين والمجتمع.
    إذاً الجانب (المالي) و (العقلي) هو القاسم المشترك في الحالتين، ففي المفهوم الأول التطرف والغلو، يسعى لاستقطاب الزكاة والتبرعات الخيرية، وفي المفهوم الثاني، الاختلاط في المطاعم والمقاهي، اصبحت عوائدها المالية تتجاوز المصانع، وعوائد الاتصالات والقنوات الغنائية والترفيهية والرياضية تتجاوز دخل الحكومات من النفط!
    ختاماً، الواقع الفعلي لصراع التدين او الإصلاح هو الأموال التي تمتلكها العوائل وتحركها ميول الشباب، ويجب على الحكومات ان تتدخل في فض الصراع ما بين رجال الدين ورجال المجتمع، وتثبيت نظام الدولة ونظام التنمية مع المجتمع المدني، لان شباب الأمة أصبح الضحية، فمطالبهم الصادقة والعادلة ليست مرتبطة بالدين فقط، بل إن هناك عوامل اخرى منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو اقتصادي، ولكن بالتأكيد تضيع المطالب العادلة للشباب بسبب المال، لترجع المطالب الشبابية الى نقطة (البداية) وتكون بين التطرف والمظاهرات.
    المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 24يونيو 2009
    رابط المقال:
    http://al-madina.com/node/152297

  • #2
    الرد: مظاهرات الشباب: تطرف أم طلب للتغيير ؟!

    شكرا اخي الفاضل
    ولكن اي تغيير ليس بالضروره الموافقه عليه بل لابد من دراسة هذا التغيير وهل هو يرفع الامه ام يخفضها
    تحياتي

    تعليق

    تشغيل...
    X