اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من يكتب قصة الفارس “أبو عبدالرحمن” ؟!

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • من يكتب قصة الفارس “أبو عبدالرحمن” ؟!

    د. عبدالله مرعي بن محفوظ
    ربما تقرأ في الإعلام الاقتصادي أو تسمع عن الأثرياء طوال حياتك، ولكن الخبر لا يترك بداخلك أثرًا، وعلى العكس ربما تسمع عن شخصية غامضة، ولا تقرأ له إلا القليل في وسائل الإعلام، ولكنه يترك داخلك رحمة وتتعلق روحك به وتحترم تاريخ حياته، وهذا النوع من الشخصيات تنطبق على فارس كندة.
    خالد سالم بن أحمد بن محفوظ، فارس المعارك الاقتصادية والقانونية، وأحد أبطال أحداث 11 سبتمبر 2001 ، الذي انتصر على الظلم والادعاءات الكاذبة، والتي تسببت فيها شهادة مدير وكالة المخابرات الأمريكية “جميس وولسي” عام 1998 في شهادته في مجلس الشيوخ الأمريكي ، ثم اعتذر عنها وقال ان هناك لبساً في المعلومات بسبب صلات القرابة مع احد المشتبهين ، وكذلك انتصر خالد على كل من “جان شارل” و “غيوم” الفرنسيين، صاحبي كتاب “الحقيقة الممنوعة” وكتاب “تمويل الإرهاب” الذي نشر في ديسمبر 2002م وأجبرهما على الاعتذار في كافة صحف العالم بالصيغة التالىة: “إننا نعترف ونسحب بدون تحفظ جميع الادعاءات الإرهابية عن خالد سالم بن محفوظ وابنه عبدالرحمن من كتابنا وتقريرنا ونؤكد أننا لن نكررها، ونحن نعتذر جدًّا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بسمعتهم الخاصة ولعائلتكم بأضرار بالغة من هذه الادعاءات، لهذا كله نحن نأسف حقًّا”.
    ومن جانب آخر كان قلمي سابقًا يحب أن يتعارك مع هذا الفارس النبيل طالبًا منه الرجوع إلى الساحة الاقتصادية وكان صالح منقوش سكرتيره الخاص يحاول إخفاءها إذا تجاوزت الخطوط الحمراء، ولكن اليوم أكتب وقلبي حزين، ولا بأس أن يتحوّل هذا المقال في أغلبه إلى مرثية للفارس مع توضيح حقائق تاريخية.
    مع أن لي صلة قرابة ودم، ولكن أعترف أنني لست من المحبوبين أو المقربين لديه، فقد كان يقول عني أثناء فترة الجامعة إنني جندي مشاكس، مع أني أناديه دائمًا بالفارس الاقتصادي، وقد يعجب البعض لماذا الإصرار على كلمة (فارس)، فنقول لهم إن تاريخ البداية والمرحلة الأولى لخالد بن محفوظ في إدارته للبنك الأهلي التجاري كانت حربية، فقد قلب نظام الإدارة في ذلك الوقت رأسًا على عقب، واستحدث إدارات خارجية، وفتح علاقات إقليمية، وتوسع في استثمارات دولية، حتى فر جميع الحرس القديم من حوله خوفًا من انهيار البنك الأهلي التجاري في ذلك الوقت.
    ولكن استمر البنك أقوى، وكانت المفاجأة في المرحلة الثانية بأنه استطاع تملك حصص في بنوك عالمية، ودخل لاعبًا أساسيًّا في بورصة الفضة يقلّبها بين أصابعه كيفما شاء، وظل فترة ينازع أباطرة اليهود في الذهب ويشاكسهم ما بين الحين والآخر، حتى أخرجوه من الساحة الدولية بخسائر باهظة، ولسان حالهم يقول سوف يتربى هذا الفتى العربي نهائيًّا، ومع ذلك لم يتراجع؛ بل لملم خسائره الباهظة وعاد لهم من (الشباك)، ولكن هذه المرة مضاربًا على الجنيه الإسترليني، فحقق منها بعض خسائره في الفضة، ولكنه ابتعد عن حكماء الإنجليز، فبريطانيا لا زالت الإمبراطورية وإن ذهب الاستعمار عنها.
    لم يستطع أن يبتعد عن الساحة الدولية، فكانت المرحلة الثالثة بأن ذهب إلى تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ليساهم في أحد أكبر بنوكها، ويؤسّس الشركات، ولعل البداية كانت مع عائلة (جورج بوش) الذي أصبح رئيسًا وقائد الحرب على الإرهاب، ثم دخل خالد في ذلك الوقت مشاركًا في أكبر بنك عرفته دول العالم الثالث بنسبة 20% وهو بنك الاعتماد والتجارة الدولي، وحين علم بعدها أن المؤسسات الدولية وضعت العقبات القانونية أمام هذا البنك، خرج منها بائعًا حصته لأحد المساهمين الكبار من إمارة أبوظبي، ومع ذلك لم يترك هذا المشاغب السعودي فرحًا بنجاته من الكارثة، وظلت المحاكم الأمريكية تطارده إلى أن تم عمل تسوية بمبلغ 225 مليون دولار عام 1998م.
    المرحلة الرابعة حين انتهت قضية بنك الاعتماد والتجارة الدولية، عاد إلى إدارة البنك الأهلي التجاري ليستلمها من أخيه محمد الذي أصلح أوضاعها الداخلية خلال فترة غياب خالد وأعاد مكانتها داخليًّا على الوجه الصحيح، ولكن سياسة خالد تختلف عن محمد فهو يحب القرب من الأحداث الدولية ويرغب في العودة إليها، وخلال هذه الفترة كانت المتطلبات القانونية والأنظمة في مؤسسة النقد العربي السعودي لا تسمح بأن يعود خالد إلى إدارة البنك بأسلوب الرجل الواحد، فقرر أن يتحوّل البنك من ذي مسؤولية محدودة إلى مساهمة مغلقة، وكان رأس المال في ذلك الوقت 6 مليارات ريال سعودي، وهو مبلغ كبير جدًّا في معيار البنوك السعودية.
    ختامًا؛ المراحل قد تكون أكثر من وصفي، ولكن في آخر أيامه عاش خالد بن محفوظ جميع تناقضات المراحل السابقة، لأنه أسند الأمانة إلى أهل الخيانة، فقد كان يحب أن يلعب دور (صانع) النجوم، وهناك بالمئات ممن يشار إليهم بالبنان اليوم، هم من خذلوا أبا عبدالرحمن، وخدمتهم الظروف والمعطيات الدولية والمحلية بأن يرثوه وهو حي يرزق، ومنها استغل أحباب الأمس أخطاء خالد في سياسة الإقراض، ودفع ثمنها قانونًا وشرعًا ببيع حصته لسداد الالتزامات التي عليه نيابة عنهم، ثم استغل الأصدقاء اعتكافه في الطائف، لكي ينشروا الإشاعات.. سبحان الله تعامل الغرب مع حقوقه المالية بالوفاء، فيما لم يتعامل معه العرب المسلمون برد الأمانات.
    المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 19 اغسطس 2009
    رابط المقال:
    http://al-madina.com/node/170853

  • #2
    الرد: من يكتب قصة الفارس “أبو عبدالرحمن” ؟!



    تعليق


    • #3
      الرد: من يكتب قصة الفارس “أبو عبدالرحمن” ؟!

      شكرا لك أخي الكريم

      مشاركة جميلة كجمال حضورك

      تحياتي لك

      تعليق

      تشغيل...
      X