هذا ما قاله نائب شيخ قرية نائية عندما سئل عن متى سيحل شهر
الصيام, والعهدة على الراوي الذي يكمل قصته هذه بعد السطور
التي تذكرنا بنعمة ما نحن فيه. (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
كثيرا منا والحمد لله في نعمة فالساعات الاليكترونية وغيرها
من الاجهزة والوسائل تقوم بالواجب واكثر في تحديد المواقيت
والمناسيات عندما يتعذر علينا استخدام الطرق العادية مثل رؤية
الهلال لكن القرية التي المعزولة التي بصدد الحديث عنها لم يكن
قد وصلها ذلك التطور بعد.
كانوا اهل القرية يعتمدون على شيخهم في تحديد المناسبات المهمة
مثل الرمضان والعيدين. لكن هذا الشيخ عزم على السفرفاوصى
نائبه بما يجب فعله لتحديد الرمضان الذي اقترب قدومه في فصل
عادة ما تلبد فيه الغيوم سماء القرية وما حولها كما يبدوا.
اعطى الشيخ نائبه كمية من التمر وقال له: دع هذا في جيبك وكل
منه كل يوم واحدة فإذا ما نفذ منك اعلم ان الرمضان قد بدأ ووجب
عليكم صومه هذا اذا ما غم عليكم ثم سافر الشيخ.
والنائب كما يفعل عادة يرتدى سترته كل صباح وياكل منها تمرة
واحدة كما امره به شيخه لكن في احدى الليابي هجموا اللصوص
على منزله ولم يعثروا على شيئ غير التمر الذي في جيب سترته
فقالوا هذا رجل مسكين لا يملك الا هذا فزادوه تمرا من عندهم
فوق التمر الذي عنده احسانا منهم ثم غادروا المنزل.
مضت الايام والناس بدأوا يتساءلون عندما شعروا بتاخر الرمضان.
فقال لهم نائب الشيخ الذي لاحظ كثرة التمر الذي في جيبه:
الله اعلم لو فيه رمضان هذه السنة!
راجي
تعليق