اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وصفات لعدم السرحان في الصلاة

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • وصفات لعدم السرحان في الصلاة

    وصفات مجربة لعدم السرحان فى الصلاة ؟
    إن الصلاة عماد الدين عليها تحمل حسناتنا
    فإن صلحت واستقامت أحسنت حمل حسناتنا وصالح أعمالنا والعكس صحيح
    والعياذ بالله وكما جاء في الحديث ( اول ما يحاسب علية العبد امام ربة صلاتة فأن صلحت صلحت وسائر عملة وان فسدت فسدت وسائر عملة )
    لذا أرجو أن تسمحوا لي أن أنقل لكم هذه الوصفات المجرَّبة،التي أرجو أن
    ينفعكم الله تعالى بها
    اولا00اقول حين أدخل الخلاء بالقدم اليُسرى اعوذبا الله من الخبث والخبائث واذا خرجت با القدم اليمنى قلت ( غفرانك ) او قلت ( الحمد لله الذي اذهب عني الآذى )
    وحين أتوضأ وأنا أفكر في أنني مُقبل على الصلاة ولقاء رب العالمين لاقف بين يدية عبد ذليل يرتجي رحمة ربة سعيد بلقائة ناسيا لكل امور الدنيا مقبل على الله بعقلة وذهنة وجسدة مستحضرا لعظمة ربة سبحانة وتعالى شاعر بحاجتة لرضا ربة،فأصبغ الوضوء وأحسنة واذا فرغت منة قلت
    :
    " أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل
    شيء
    قدير، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين" بذهن حاضر.
    فإن ذلك يُعينني على الخشوع وحضور الذِّهن في الصلاة.
    ومما يعين أيضا كما ذكرت السيدة الفاضلة د.رقية المحارب
    في كتابها كيف تخشع في الصلاة
    إذا فكَّرتَ في الآية التي سوف تقرؤها بعد الفاتحة واخترتها بحيث تكون غير
    مُتقن لحفظها- حتى لا يشرد ذهنك وأنت تقرؤها بشكل آلي -فإن ذلك يعينك في
    بقية
    الصلاة فلا يشرد ذهنك
    وإذا جلست قبل الأذان تحفظ آية جديدة ، أو تراجع آية تحفظها بنية انتظار
    الصلاة
    لتدعو لك الملائكة وبنية اختيار الآيات التي ستقرؤها بعد الفاتحة وتقرأ
    تفسيرها ليتضح معناها في ذهنك ، فإنك ستكون حاضر الذِّهن في الصلاة
    فإذا علِمت أنك قرأت في الركعة الأولى سورة كذا وفي الركعة الثانية سورة
    (كذا)
    فإنك نادرا ما يختلط عليك الأمر بخصوص عدد الركعات التي صليتها
    وإذا أحسنت اختيار المكان الذي تصلي فيه، فاخترت مكان دافئ في الشتاء
    وبارد
    في الصيف، واتخذت أمامك سترة ، وكنت بعيدا عن الضوضاء قدر الإمكان
    ذلك يعينك على صفاء الذهن
    والنفس ويدخل على قلبك السرور
    وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي كان لا يحسن صلاتةفينقر
    صلاته كالديك ألم يقُل له ثم اركع حتى تطمئن ثم ارفع حتى تطمئن
    إلى آخر
    الحديث؟
    فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يقف الطير على رأسة اثناء صلاتة من شدة خشوعة في صلاتة وهو بين
    يدَي ملِك الملوك، فيشكو إليه حاله ويطلب منه ما يريد ويستعين به ويفرح بقربة

    فالإعداد للصلاة جزء من الصلاة
    وأخيرا أقول
    إذا أكثرنا من الطاعات والقربات إلى الله تعالى
    وانتهينا عن نواهيه سبحانه
    وأقبلنا عليه بقلوبنا وعقولنا في كل أحوالنا وليس في الصلاة فقط
    فإننا
    بإذنه تعالى نصبح مثل سيدنا عمر الفاروق الذي كان الشيطان يفر منه هاربا حين يراة
    ثم اذا بدئنا في الصلا نبد بدعاء الاستفتاح ثم الآستعاذة من وساوس الشيطان وان ندعو الله ان يصرف عنا كيد الشيطان ولا يجعل لة حظ من صلاتنا ونقول اللهم اجعل ذهني وعقلي وعصبي كلة اليك وتبدء تصلي وانت تعلم بين يدي من تقف انك بين يدي الله العظيم القدير الذي يراك ويعلم خائنة الآعين وما تخفي الصدور وافعل في صلاتك كما قال علي رضى الله عنة وارضاة حيث قال

    (كنت اذا وقفت الى الصلاة جعلت الله امامي ناظر الى وملك الموت من خلفي ينتظر امر الله ليقبضني والجنة عن يميني ان احسنت في صلاتي والنار عن يساري ان اسأت )
    ان كانت صلاتك ذات خشوع وخضوع لله تبارك وتعالى صعدت الى السماء وهي تقول ( حفظك الله كما حفظتني وان كانت غير ذلك قالت لك ضيعك الله كما ضبعتني )

    كيف تزيد من خشوعك في الصلاه؟؟
    1_اكتب زياده الخشوع كهدف واضح لهذا العام ...
    واجعل له علامات..فاذا كنت من النوع الذي يبكي
    اذا خشع فاكتب هدفاً محدداً لهذا العام((ان ابكي في الصلاه
    مره كل يوم مثلاً))
    2_اعلم ان الخشوع في القلب والقلب كالعضله يجب
    تمرينها لتكبر وتقوى...فلا تتوقع ان يأتيك الخشوع في يوم
    وليله ....وانم ا يجب ان تعلم ان الامر يحتاج الى تدريب
    مستمر لكي تدرب عضله القلب على الخشوع.
    3_اذكر الله خلال اليوم في كل ساعه ولو دقيقه ...فمن
    كان قلبه لاهيا عن الله طوال اليوم من الصعب ان ينتقل فجأه
    الى الخشوع في الصلاه ..فذكر الله خلال اليوم ممهدات للخشوع.
    4_توضأ لكل صلاه وادعو خلال الوضوء ان يطهر قلبك
    كما طهر بدنك وان يرزقك قلباًخاشعاً.
    5_ضع اجود انواع المسك او العود بعد الوضوء....
    فالرائحه الطيبه تساعد على الخشوع.
    6_اذهب الى المسجد بعد الاذان مباشره ((والافضل ان تكون
    في المسجد وقت الاذان ))..بالنسبه للنساء فالمطلوب الصلاه في
    وقتها بدون تأخير وحبذ لو خصصت المرأه لنفسها ركنا في البيت
    تجعله لعبادتها ... ويكون ركنا هادئاًومهياً..
    7_عند خلعك نعلكعند المسجد تصور انك خلعت الدنيا
    من قلبك وقل دعاء المسجد..
    8_صل ركعتين قبل الفريضه وادعو الله في السجود ان
    يجعل الصلاه قره عين لك ....
    9_عند الاقامه ردد مع المؤذن ثم ادع الله ان يحسن
    وقوفك بين يديه..
    10_عند التكبير تصور انك ترمي الدنيا وما فيها
    خلف ظهرك...وحاول تصور انها قد تكون اخر صلاه في حياتك.
    11_بطئ من جميع حركاتك في الصلاه ومن سرعه القراءه
    بطئ السرعه الى نصف مااعتدت عليه سواء في القراءه
    او في حركه الركوع والسجود...فخشوع الجسد
    يساعد على خشوع القلب..
    12_وقفات عند قراءه الفاتحه تتأمل فيها حوار الله معك.
    13_عند السجود تصور وتذكر ارتباطك بالارض فمنها
    خلقت وفيها ستعود.
    14_تعلم الادعيه والاقوال المختلفه في الصلاه كي تنوع
    وتكسر الملل والروتين.
    15_بعد الصلاه استغفر الله ثلاثاً..الاولى لتقصيرك في
    أداه الصلاه كما يجب والثانيه لتقصيرك عن حمد الله
    ان اذن لك ان تصلي بين يديه والثالثه لذنوبك اجمعين..
    اؤكد لك ان واظبت على جميع النقاط اعلاه فستجد فرقاً كبيراً
    في صلاتك خلال اسبوع او اقل باذن الله .....
    اللهم ارزقنا قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراًوعلماَ نافعا
    ____________________________________


    حضور القلب في الصلاة

    قال ابن القيم رحمه الله في شرح وصية نبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام وقوله في: { وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم، فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت } [رواه البخاري].


    الإلتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان:

    أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى.

    الثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه، ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره، أعرض الله تعالى عنه، وقد سئل رسول الله عن التفات الرجل في صلاته فقال: { اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد } [رواه البخاري].

    وفي الأثر: يقول الله تعالى: { إلى خير مني، إلى خير مني }؟ ومثّل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه، مثل رجل قد استدعاه السلطان، فأوقفه بين يديه، وأقبل يناديه ويخاطبه، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يميناً وشمالاً، وقد انصرف قلبه عن السلطان، فلا يفهم ما يخاطبه به، لأن قلبه ليس حاضراً معه، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان، أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه؟ فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على وجه الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من هيبته، وذلت عنقه له، واستحيى من ربه تعالى أن يقبل على غيره. أو يلتفت عنه، وبين صلاتيهما كما قال حسان بن عطية [ذكر ابن جبان في مشاهير أتباع التابعين بالشام فقال: حسان بن عطية من أفضل أهل زمانه ثقة واتقاناً وفضلاً وخيراً، وكان يغرب اهـ. ( مشاهير علماء الأمصار ) رقم 1423 وهذا الأثر رواه عبدالله بن المبارك في كتاب (الزهد والرقائق)] إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وأن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك إن أحدهما مقبل بقلبه على الله عز وجل والآخر ساهٍ غافل. فإذا أقبل العبد على مخلوق مثله، وبينه وبينه حجاب، لم يكن إقبالاً ولا تقريباً، فما الظن بالخالق عز وجل؟ وإذا أقبل على الخالق عز وجل وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس، والنفس مشغوفة بها، ملأى منها، فكيف يكون ذلك إقبالاً وقد ألهته الوساوس والأفكار، وذهبت به كل مذهب؟.

    والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في أعظم مقام، وأقربه وأغيظه للشيطان، وأشد عليه، فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهاد أن لا يقيمه فيه، بل لا يزال به يعده ويمنِّيه وينسيه، ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهوِّن عليه شأن الصلاة، فيتهاون بها فيتركها. فإن عجز عن ذلك منه، وعصاه العبد، وقام في ذلك المقام، أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه، ويحول بينه وبين قلبه، فيذكِّره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة، وأيس منها، فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها، ويأخذه عن الله عز وجل، فيقوم فيها بلا قلب، فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته، فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله، لم تخفف عنه بالصلاة، فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه.

    فهذا إذا انصرف منها وجد خفة من نفسه، وأحس بأثقال قد وضعت عنه، فوجد نشاطاً وراحة وروحاً، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها، لأنها قرة عينه ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها، فنستريح بها، لا منها، فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا، كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم : { يا بلال أرحنا بالصلاة } [رواه أحمد وصححه الألباني] ولم يقل: أرحنا منها.

    وقال : { جُعلت قرة عيني في الصلاة } [رواه أحمد وصححه الألباني] فمن جعلت قرة عينه في الصلاة، كيف تقر عينه بدونها، وكيف يطيق الصبر عنها؟ فصلاة هذا الحاضر بقلبه الذي عينه في الصلاة، هي التي تصعد ولها نور وبرهان، حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل، فتقول: ( حفظك الله كما حفظتني )، وأما صلاة المفرط المضيع لحقوقها وحدودها وخشوعها، فإنها تلفِّ كما يلف الثوبُ الخلق، ويضرب بها وجه صاحبها وتقول: ( ضيعك الله كما ضيعتني ).

    وقد روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ( ما من مؤمن يتم الوضوء إلى أماكنه، ثم يقوم إلى الصلاة في وقتها فيؤديها لله عز وجل لم ينقص من وقتها، وركوعها وسجودها ومعالمها يستضيء بنورها ما بين الخافقين حتى ينتهي بها إلى الرحمن عز وجل، ومن قام إلى الصلاة فلم يكمل وضوءها وأخرها عن وقتها، واسترق ركوعها وسجودها ومعالمها، رفعت عنه سوداء مظلمة، ثم لا تجاوز شعر رأسه تقول: ضيعك الله كما ضيعتني، ضيعك الله كما ضيعتني ) [والحديث ضعيف].

    فالصلاة المقبولة، والعمل المقبول أن يصلي العبد صلاة تليق بربه عز وجل، فإذا كانت صلاة تصلح لربه تبارك وتعالى وتليق به، كانت مقبولة.

    والمقبول من العمل قسمان:

    أحدهما: أن يصلي العبد ويعمل سائر الطاعات وقلبه متعلق بالله عز وجل، ذاكر لله عز وجل على الدوام، فأعمال هذا العبد تُعرض على الله عز وجل حتى تقف قبالته، فينظر الله عز وجل إليها، فإذا نظر إليها رآها خالصة لوجهه مرضية، وقد صدرت عن قلب سليم مخلص محب لله عز وجل متقرب إليه، أحبها ورضيها وقَبلهَا.

    والقسم الثاني: أن يعمل العبد الأعمال على العادة والغفلة، وينوي بها الطاعة والتقرب إلى الله، فأركانه مشغولة بالطاعة، وقلبه لاه عن ذكر الله، وكذلك سائر أعماله، فإذا رفعت أعمال هذا إلى الله عز وجل، لم تقف تجاهه، ولا يقع نظره عليها، ولكن توضع حيث توضع دواوين الأعمال، حتى تعرض عليه يوم القيامة فتميز، فيثيبه على ما كان له منها، ويرد عليه ما لم يرد وجهه به منها. فهذا قبوله لهذا العمل: إثابته عليه بمخلوق من مخلوقاته من القصور والأكل والشرب والحور العين.

    وإثابة الأول رضى العمل لنفسه، ورضاه عن معاملة عامله، وتقريبه منه، وإعلاء درجته ومنزلته، فهذا يعطيه بغير حساب، فهذا لون، والأول لون.


    والناس في الصلاة على مراتب خمسة:

    أحدها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.

    الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.

    الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاة وجهاد.

    الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئاً منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.

    الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظراً بقلبه إليه، مراقباً له، ممتلئاً من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.

    فالقسم الأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفَّر عنه، والرابع مثاب، والخامس مقرب من ربه، لأن له نصيباً ممن جعلت قرة عينه في الصلاة، فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا، قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة، وقرت عينه أيضاً به في الدنيا، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

    وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل: ( ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي )، فإذا التفت قال: ( أرخوها )، وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره، فإذا التفت إلى غيره، أرخى الحجاب بينه وبين العبد، فدخل الشيطان، وعرض عليه أمور الدنيا، وأراه إياها في صورة المرآة وإذا أقبل بقلبه على الله ولم يلتفت، لم يقدر على أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب، وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب، فإن فرَّ إلى الله تعالى وأحضر قلبه فرَّ الشيطان، فإن التفت حضر الشيطان، فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة.

    وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز وجل إذا قهر شهوته وهواه، وإلا فقلب قد قهرته الشهوة، وأسره الهوى، ووجد الشيطان فيه مقعداً تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار؟! اهـ.

    والقلوب ثلاثة:

    قلب خالٍ: من الإيمان وجميع الخير، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه، لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً، وتحكم فيه بما يريد، وتمكن منه غاية التمكن.

    القلب الثاني: قلب قد استنار بنور الإيمان، وأوقد فيه مصباحه، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع، فالحرب دول وسجال.

    وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر، ومنهم من هو تارة وتارة.

    القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات، وأقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في قلبه إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم.

    وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
    ****************************************






تشغيل...
X