ارجع الى الله قبل فوات الآوان
يا نفسُ قَدْ أَزِفَ الرحيلُ
وَأَظَلَّكِ الخطْبُ الجليلُ
فتأهبي يا نَفْسُ للرحيل
لايَلْعَبْ بِكِِ الأملُ الطويلُ
فلتنزلن بمنزلٍ
ينسى الخليلَ به الخليلُ
وليركبنّ عَلَيْكِ فِيه
مِنَ الثَّرَى حِمْلٌ ثَقِيلُ
ساوا الفناء بيننا جميع
فما يبقى العزيزٌ ولا الذليلٌ
فكِّر في لحظة تخرج فيها من هذه الدنيا بلا جاه ولا مَنصب ولاسلطان فكِّر في لحظة ستدخل فيها إلى قبرٍ ضيق مظلم يتركك فيه أهلكُ وَخِلاَّنَك وَأَحْبَابَكْ، ويتركوك مع عملك بين يدي أرحم الراحمين
فكر حينها عندما يناديك رب العالمين
فكِّر في لحظه سيُنادى عليك فيها على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جل وعلا بدون ترجمان فكِّرْ في لحظةٍ ترى فيها جهنم والعياذ بالله، قد أُوتي بها لها سبعون ألف زمام مع كل زِمَامْ سبعون ألف ملك يجرونها وهي ترمي بشرر كا القصر
مثل لنفسك ايها المغرور .... يوم القيامة والسماء تمور
اذا كورت شمس النهار وادنيت....حتى على رؤوس العباد تسير
واذا النجوم تساقطت وتناثرت....وتبدلت بعد الضياء كدور
واذا الجبال تقلعت باصولها....فرأيتها مثل السحاب تسير
واذا العشار تعطلت وتخربت....خلت الديار فما بها معمور
واذا الوحوش لدى القيامة حشرت....وتقول للملائكة اين نسير
واذا الجليل طوى السماء بيمينه....طى السجل كتابه المنشور
واذا الصحائف نشرت وتطايرت.... وتهتكت للعالمين ستور
واذا الوليد بأمه متعلق....يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جناية....فكيف المصر على الذنوب دهور
واذا الجحيم سعرت نيرانها....ولها على اهل الذنوب زفير
واذا الجنان تزخرفت وتطيبت ....لفتى على طول البلاء صبور
عجّل من الليلة با الرجوع والتوبة الى الله قبل فوات الآوان
أين أنت من التوحيد ؟
أين أنت من القرآن ؟
اين انت من الصلاة لآوقاتها ؟
أين انت من صلاة الفجر ؟
أين أنت من المساجد بيوت الله ؟
أين أنت من حقيقة الاتباع ؟
أين أنت من البذل لدين الله ؟
أين أنت من التحرك للدعوة الى الله ؟
أين أنت من الحلال ؟ أين أنت من الحرام ؟
أين أنت من السُّنَّة ؟ أين أنت من البِدْعَة ؟
أين أنت من الحق ؟ أين أنت من الباطل ؟
اين انت من الله رب العالمين ؟
سيُنادَى عليك لتُعطى هذه الصحيفة التي لا تُغادر بَلِيَّةً كَتَمْتَهَا وَلا مَخْبَئَةٍ أَسْرَرْتَهَا
فتقول ( يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبية الا احصاها )
فكم من معصية قد كنتَ نسيتَهَا ذَكَرَّكَ الله إِيَّاهَا ؟ وكم من مصيبة قد كنتَ أَخْفَيْتَهَا أظهرها الله لك وَأَبْدَاهَا ؟
فيا حسرةَ قَلْبِكَ وَقْتَهَا على ما فَرَّطْتَ في دنْيَاكَ مِنْ طَاعَةِ مَوْلاكْ
{