نعم من أقسى تلك اللحظات على الإنسان أن يصله خبر وفاة من يحب ورحيله عن الحياة فجأة وبصورة درامية متسارعة لا تدع له مجالاً حتى في التفكير في صحة الخبر او التأكد منه وفي يوم عرسه! او وهو جالس يتصفح الإنترنت! او..... الخ ولكن هكذا هي الحياة تفاجئنا على حين غرة بما نكره وتسلبنا اعز ما نملك وتدمي قلوبنا ولا نملك سوى الصبر والاحتساب إلى الله لانه خير عزاء ولأننا لا ندري ماذا يخبئ لنا القدر.
تزول عن الدنيا فإنك لا تدريإذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجرفكم من صحيح مات من دون علةوكم من سقيم عاش حينا من الدهروكم من فتى امسى وأصبح ضاحكاوأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدريوكم من عروس زينوها لزوجهاوقد نُسجت أكفانها ليلة البدر
إنها بالفعل كارثة بكافة المقاييس، كارثة تجعلك تحزن بشدة وتتألم من كل قلبك وتعيد النظر في هذه الحياة الفانية غير مأمونة الجانب!
تخيل انت نفسك في نفس الموقف ما هو حالك؟ ما هو شعورك عندما تواري الثرى اقرب قريب وأعز عزيز وأحب حبيب ثم تتقبل التعازي فيه ثم تعود بعد يوم او يومين أو أكثر من وفاته لتتلقى التعازي في قريب آخر أو أكثر ثم تنتظر توديع آخر لانه في حالة صحية حرجة جداً الله وحده أعلم بها وهكذا تظل تتردد على المستشفيات بقلب يعتصره الألم لمعرفة آخر الأخبار الصحية لفلذات الأكباد.
إنه الموت حق علينا ولا راد لقضاء الله ومشيئته ولكن تظل الطريقة البشعة التي يموت بها أقرباؤنا مصدر ألم وحزن بل مصدر كوابيس ليلية مزعجة تجثم على قلوبنا، بل مصدر ذكرى حزينة لن يمحي من الذاكرة بسهولة وكيف يمحى بسرعة وسهولة وأنت معهم حتى آخر لحظة تشاركهم فرحتهم وسعادتهم؟ كيف؟
تخيل ذلك الشعور المؤلم وأنت تبحث بين جثث الموتى لتتعرف على اي منهم قريبك كي تأخذه بنفسك لمثواه الأخير!!!!! .
وتخيل الشعور الأكثر إيلاما حينما لا تجد أمامك سوى جثث متفحمة سوداء طمست معالمها وتشوهت ولم يعد يعرف هويتها بعد، تخيل هذا المنظر أمامك الآن فماذا تفعل بالله عليك؟ انه لشعور مؤلم بحق !!!؟؟؟.
والأكثر من ذلك، حتى لو اتصلوا بك بعد ذلك بأيام من التحري والبحث وأخبروك بأن تستلم جثة قريبك او ابنك او ابنتك او زوجتك أو أمك المتفحمة، فهل ستصدقهم، هل ستسلم بما يقولون؟ هل سيرتاح بالك وأنت بنفسك يا من عشت مع هذه الضحية سنين طويلة عن قرب لم تعرف هويتها وتحترق من داخلك ولسان حالك يقول: أين أنت يا فلذة قلبي من هؤلاء؟ وكيف أعرف انك أنت؟ شعور حزين ويصعب وصفه او تخيله وأنت تبحث عن قريبك في المستشفيات لتعرف مصيره، أهو حي يرزق وبخير ام في حالة حرجة ام انه اصبح في عداد الموتى؟ وهذا ما كان.
همسة
من عمق الحزن بفقد الأحبة,.
تتولد المعاناة,.
ومع استمرار المعاناة,.
تتشح الحياة بالسواد,.
تنطفي جذور الأمل,.
تذبل شموع الفرح
تختفي لحظات السعادة
***
لتعلن,.
أن الحياة من دون الأحبة,.
ليست حياة,.
بل معاناة وألم,.
حسرة وندم,.
مجرد مكان,.
نقضي فيه ما تبقى من عمر,. وهذا سبب ابتعادي قليلا عنكم .........
والله نسأل حسن الختام,.
تعليق