يعتمد الا ان بي للتطرف التكفيري على تقنية إعادة صياغة صورة الواقع في ذهن تلك شريحة المستهدفه و غالبا هم صغار السن و تمتد إلى شريحه عمرية أعلى و لكن يتقلص العدد من حيث الكم ، أقول تعيد صياغة صورة الواقع بحيث تصبح داخل ذلك المتطرف لتنعكس على تصرفاته بطريقة تحكمية عن طريق زراع هذه التقنية في نفس المتلقي .
بحيث يكون غريب عن مجتمعه و معزول و لا يملك إلا مصدر واحد للتلقى ، فالأساس الأول لتلك التقنية هي الاحتواء للشخص المستهدف من جهة الشخص المتطرف و الذي له رموز أعلى منه يسيرونه ، حتى يصبح متعلق تعلقا شديدا به .
فقد سبق الاحتواء النضوج الذهني الذي يتقادم مع الإنسان بتقدم العمر فكلما زاد الإنسان في عمره زاد تحصيله للنضج بشكل عام ( و بالذات الجانب العقلي ) فالزمن و تعدد المصادر و الاختلاط بالمجتمع كفيلة بترسيخ بعض المفاهيم و التي يصبح الإنسان الناضج بمثابة القاضي الذي يبدأ بالحكم عليها ، و لكن تقنية الاحتواء تقطع على ذلك النضج و تغير مسار التقادم نحوه و تسيره إلى شيء آخر بحيث يكون مجرد " أداة " .
ثم تبدأ تلك التقنية في فرض أجندة ( إيغار ) و التعبئة ضد المجتمع بشكل عام ، و ضرب الكثير و الكثير من الأمثلة و التي تتعارض مع نصوص دينية تعطل عندها فهمهم الخاص فاصبحت النتيجة هي التعارض و من وسائل الدعم في هذه المرحلة الأحداث تاريخية بحيث يسقطها المصدر على الواقع في كونها تخالف المنهج الذي من المفترض أن يُعمل به ، فهذه المرحلة و هي الثانية تعتبر مهمة لأنها تتعلق ( بالنفس ) فبعد التمكن من العقل و برمجته بأن كل ما يتلقاه من مصدره هو الصحيح الخالي من الشوائب ، تكون النفسية قابلة للتعبئة الجيدة و الشحن ضد ما يريده ( المبرمج ) .
يأتي المحفز الــ ( جسدي ) ضمن خطوات التقنية كجزء يدغدغ الغرائز ، فقد كنا نعيب على بعض ( الليبرالين ) الذين كانوا في السابق في وضع التلقي الديني ، بتناولهم بأن الدافع الأساسي وراء العمليات الانتحارية ضد المسلمين هي الغريزة الجنسية ، ليلتقي المنتحر بالحور العين ، و لكنني أخالفهم بأن يكون سبب رئيس و مباشر فهناك إعدادات مسبقة و مهمة ، و ما إثارة الغريزة الجنسية لدى ( المستهدف ) إلا خطوة من عدة خطوات و لكنها مهمة .
فكما أنه توجد غريزة جنسية فطرية يتم إثارتها باستمرار بوصف الحور العين و اللذة المنتظرة أمام صغار السن و الذين لم يعرفوا من الجنس إلا ( الاحتلام ) ، فهناك أيضا إثارة الشذوذ الجنسي للذين لديهم ميول شاذة ، ففي الجنة هناك الحور العين و هناك الغلمان .
و من أحد الطرائف التي اذكرها حول بعض المتطرفين الشاذين بأنه عندما نطق ذلك الصغير الأمرد بالشهادة من باب تأكيد الاستماع له استغل المتطرف هذه النقطة و أقبل نحو ذلك الأمرد و قال له : أعطني قبلة من ذلك الفم الذي نطق بهذا الاسم العظيم ، هذه الحالة كمثال موجودة في جميع الطوائف .
الخطوة الأخيرة من تلك التقنية هي ما يتعلق بالـــــــ ( روح ) ، و هذه الخطوة ليست صعبة جدا ، لأنها سوف تتمحور في الانتحار و القتل و التفجير و ذلك بتضمينه باسم ( الجهاد ) و أيضا مع انتقاء النصوص و التعامل معها بفهمهم الخاص الذي يخدم أجندتهم ، ستجد ان تلك الروح مباعة في سبيل تحقيق الهدف المنشود ، فقد تمت السيطرة على العقل و تمت تعبئة النفس جيدا و تمت الإثارة الخاصة بالجسد والتي تعتبر جزء من ثمن التبايع ، فتصبح الروح رخيصة جدا ضمن هذا المقابل الذي سيحصل علية ( المستهدف ) .
هذه باختصار تقنية الإعداد للتطرف الإرهابي الذي و الهدف إجمالا هو تفعيل طاقة التطرف في ( العقل ،والنفس و الجسد ، و الروح ) و القوة الكامنة إلى أعلى مستوى لها ليتم الاستفادة و توجيه هذه الطاقة ، و كم من صغار السن قد جرفهم تنظيم القاعدة بهذه الطريقة ، لأن حالة التحول التام تُمكن قادة تلك المجموعات من التحكم التام بمجموعات تختلف أعدادها الرقمية .
ساري نهار ذات تحليل
30/08/2006
تعليق