شـِختُ قبل أنْ يشيخ أبيْ
وهكذا ولىّ زماني الذهبي.
قــَدُمَ الشيبُ التي لم يكنْ
بالحسبان ِ عندي غيرَ مُـرتـقـَبِي.
هَـزُلَ الجسمُ لديا ونبرى
ضعفاً ! ضاعفَ عندي تـَعبي.
ثـَقـُلَ السَمعُ وعيني لم تـَرى!
نًحُـلَ الجسم فزادوا صخبي.
وصّفــرَّ جلدي ولوني شاحبٌ
كارثة ٌ فجرتْ أقوى غضبِ.
صابني التخريف حتى انني
تناسيتُ اسمي تلاشى لقبي.
شاخ راسي يالها منْ فجعةٍ
أحرقوا عندي جهازي العصبي.!
تركوني في جحيم ٍ أستعرْ
ياتـُرى مَنْ يطفي لهبي.
عاد جسميَّ كعرجونِ قديمْ
وتساقط َ منْ فوق ِ فاه ِ شنبي!
وولاء عزم ِ بعد عمر ٍ انقضى
فنحنى جسمي وستبانوا حدبي.
تـَعبتْ روحي ونفسي لم تعدْ
قادرةٌ أنْ تـُدركَ ماهو سببِ.
تركوني كطفل ٍ بعدما
عَجزتْ على حِمْلي رُكبي
فتمنيتُ حينها مُخلصاً
ليتني كنتُ فرداً أجنبي
لم أشأ أن أكن أبداً
من أي قـُطر ٍ عـربي!!
لم يصيبني أبدا داء الجذام
أو اكن مُبتلى بداء الجربي!
كيف ولوا عيالي هاربين
ومضواْ لم يلبوا طلبي
لم يُلحقوني بدار العاجزينْ
تركوني ألاقي أعتى نصبي
فقبضي بالله ِ عـُمري يا سنينْ!!
ونت ِ يا دنيا لمن شـِئـْــت ِ هـِبي
شـِـخــتُ قبل عُمري الأربعينْ
يا لضيقي مَنْ يـُـدّارِي كــُربي ؟
كلمات / صلاح الدين منصور
تعليق