دعت الضرورة دول الحلف إلى الاتحاد بسبب تواجد القوات السوفياتية في دول شرق أوروبا وشعور دول غرب أوروبا بقرب هجوم سوفياتي عليهم أدى للتعاون مع الولايات المتحدة وتكوين حلف الناتو.
دور الحلف خلال الأزمات السياسية حراسة حرية وحماية الدول الأعضاء فيه بالقوة العسكرية، وكل الدول الأعضاء فيه تساهم، والحلف تمتد أدواره إلى «حماية دول (العالم) بشكل عام» وحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التهديدات الأمنية الجديدة. حتى لو لم يكن هناك درع للجزيرة سيكون هناك جهات أخرى عالمية قادرة على ردع والتعامل مع هذا الهراء الذي حدث في البحرين بأجندة إيرانية.
من وجهة نظري، لا يمكن للعاقل السماح لثلة مجرمين ومجموعة عصابات يقودها معاتيه إيران، حتى إمكانات (مستشفى وسيارات إسعاف) سيطرت عليها ثم نهبتها، أن تترك لتصول وتجول هكذا بدون رادع كأننا في غابة. والمهم بعد هذه الكارثة صياغة مستقبل مشترك للخليج أكثر إشراقا، وتحديث تجربة مجلس التعاون، وهناك تجربة «الاتحاد الاستقلالي أو التعاهدى»، وهو نتاج اتفاق أكثر من دولة على مشتركات تحقق مصالح ما يطلق عليه لاحقا اتحاد كونفيدرالي، مع احتفاظ كل دولة من دول الاتحاد بسيادتها واستقلالها. من أشهر الاتحادات الاستقلالية الكونفدرالية التي تحولت إلى نظم حكم مركزية فدرالية أمريكا والاتحاد السويسري.
والمهم أن الكونفدرالية لا تهدد سيادة الدول الأعضاء فيها، وفي نظر القانون الدولي تتشكل عبر اتفاقية تعدل بموافقة كل الدول الأعضاء فيها. المشتركات والمشاريع التنموية الخليجية لم تتوقف الدول الأعضاء عن تطويرها أو العمل عليها، رغم البطء والبيروقراطية نشهد حراكا سنويا ممتدا ومناقشات حرية التنقل والتمكين لربط دول الخليج بريا وعلى صعد مختلفة.. اليوم لا نختلف على أن الأهم حماية الأمن الوطني والاجتماعي مع تمني الاتفاق على قرار مشترك يحسم هذه المرحلة باتحاد خليجي كونفدرالي.. يلجم الجهلة ويدحر المزايدين.
تعليق