Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دقت الساعة الثانية عشرة ليلا ...
وجميع من في تلك المدينة يلبث في فراشه هادئا مطمئنا غارقا في احلامه الوردية
وهناك في وسط المدينة بيت تكاد الاضاءة فيه كالشمس في وضح النهار
كل المصابيح في كل غرفة وزاوية فيه منارة
وما ان تقترب من ذلك المنزل حتى تجد الضجيج لا يهدأ ابدا
بين صوت الخزائن والابواب والادراج وهي تُفتح وتُغلق مئات المرات وصوت تمتاتها هي واطفالها وزوجها التي تعم ارجاء المكان .
البيت في حالة فوضى بشكل لا يصدق وكل هذا
من اجل البحث عن جوهرة الخاتم المفقودة التي تقدر ربما بالفي دينار او ما شابه
اصاب اليأس تلك العائلة وفقدوا الامل في العثور عن تلك الجوهرة الثمينة
وقد ارهقهم البحث حتى نام كل فرد فيها حيث يقف وليس في فراشه كالعادة
لكن كيف سيهدأ بال صاحبة تلك الجوهرة وكيف لها ان تنام ؟
وعندما لم تبقى زاوية الا وبحثوا فيها حدثتها نفسها ان تبحث في سلة المهملات
اقتربت من تلك السلة واحتارت كيف لها ان تفعل ذلك
لكن الفكرة تأبى ان تغادرها وتتركها بسلام
فارتدت قفازاتها ووضعت كمامة على وجهها وبدأت مهمتها الصعبة بكل امتعاظ وتردد .
وبينما هي على هذا الحال حتى وجدت شيء في تلك القمامة افقدها صوابها وجعلها تبكي وتبكي
وتلملم ذلك الشيء ولا زالت على هذا الحال حتى استيقظ زوجها واطفالها
ليروها بين القمامة المتناثرة هنا وهناك متورمة العينين وشهيقها وزفراتها لا تكاد تتوقف
مما اصابهم بالدهشة والقلق وقادهم ذلك الى تساؤلات عديدة .
تقدم الزوج ليخرج زوجته من تلك الفوضى ويساعدها على تنظيف المكان
وهو يقول لها نسأل الله العوض في تلك الجوهرة لا تقلقي ولا تحزني الامر لا يستحق كل هذا .
نظرت اليه الزوجة نظرة افقدته صوابه
حتى انه صاح بها وقال ما بالك ؟
لم كل هذا ؟
تركتك بخير البارحة فماذا حل بك ؟
وما ذاك الشيء الذي تحملينه بين يديك ؟
قالت الزوجة : انها الجواهر
ابتسم الزوج وقال : اكان كل هذا البكاء لانك وجدت جوهرتك ؟
لقد اقلقتني يا فتاة
قالت الزوجة : ليست جوهرة انها الجواهر لقد وجدت جواهر
استنكر الزوج ما تقول زوجته واقبل ليرى ما في يديها
وعندما فتح يديها واخذ يلملم تلك القصاصات في يدها حتى رأى ما هاله وتذكر انه من القى تلك الجواهر في تلك القمامة بدون ان يفكر في امرها
نظرت اليه زوجته وهي تقول لن يحاسبني الله لاني ضيعت تلك الجوهرة التي لطالما اعتقدت انها ثمينة ولا تقدر بثمن والله اعلم لكن....
لكن هذه الجواهر ستجعلني استقر في العذاب في جهنم الى ما شاء الله
انى لي ان اطلب منه المغفرة والرحمة وانا من استهنت باعز شيء واطهره والقيت به في القمامة ؟
جلس الزوج الى جانبها وقال لست انت بل انا من القاها في القمامة ولم اكن اقصد ذلك كانت مجموعة اوراق وجرائد ولم اتفقدها ولم اكن اعلم انها بينها
فقاطعته الزوجة بل انا ...
بعدما انتهى الفصل الدراسي القيت كل الكتب في سلة القمامة
وبينما هما يتجادلان سألت الابنة ؟
ماذا يجري عن اي شيء تتحدثون ؟
فلملت الام نفسها وساندها زوجها وقالا لهما : لقد ارتكبنا خطا كبير ونحن نعترف بذلك وسنفعل المستحيل حتى يكفر لنا الله هذا الخطأ
ونريد منكم مساعدتنا في ذلك وان لا يتكرر هذا الخطأ معكم بقصد او سهوا
انه امر عظيم
قالت الزوجة : يا اطفالي ان الجواهر التي اتحدث اليكم عنها وجعلتني ارى ان الدنيا لا تساوي شيئا وحمدت الله في نفس الوقت على ضياع جوهرتي لاكتشف الجواهر الحقيقية ما كانت الا ايات قرآنية واحاديث وكلام طيب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين والتابعين .
والقيتها هكذا في القمامة بعد انتهاء فصلكم الدراسي دون ان انظر فيها .
واردف الزوج قائلا : ليس هذا فقط خطأ امكم بل القيت مثلها اوراق وصحف ولم ادرك يوما انها
قد تحتوي على مثل هذا . او بالاحرى لم اكن لاعي ذلك حتى لو قرأته.
وبينما هم كذلك حتى جاء ابنهما الصغير يحمل جوهرة امه بين يديه مبتهجا ويقول وجدتها يا امي لا تبكي .
اخذتها الام واعطتها لزوجها وقالت له قم ببيعها واشتري لي بثمنها خزائن جديدة ولا تبقي منه شيئا .
تساءل الزوج عن هذا القرار وما الغاية منه
فقالت الزوجة : حتى لا نرمي ورقة واحدة في القمامة سنضعها في تلك الخزائن ونقوم بجمعها
ونتبرع بما يصلح منها لذلك سواء لمدرسة او حضانة او مسجد او نحو ذلك
وقد نتفق مع عامل النظافة لمساعدتنا في وضع الاوراق الاخرى في المكان المناسب .
بدت الفكرة جيدة للجميع وكل منهم قدم اقتراح ورأي لحل هذه المسألة
وفي كل اقتراح كانوا يرفعون ايديهم الى السماء يطلبون المغفرة وان يوفقهم الله الى ما هو صواب وحكيم
.........
اعتذر عن الاطالة ولكنها مقدمة للخير ان شاء الله لي ولكم
واطلب كل من يمر من هنا ان يلهمنا بفكرة ويتحدث بما تجود به نفسه عن هذه الظاهرة
وهي القاء الاوراق والكتب في القمامة والتي لا تكاد اوراقها تخلو من ذكر اسم الله عز وجل وايات واحاديث وكلام طيب بشكل عام
فمن العيب ان نلوم غيرنا بانه يستهين بقرآننا وسنتنا ولغتنا العربية ونحو ذلك
ونكون من نفعل ذلك غفلة او سهوا أو بدون مبالاة
انه امر جلل وقد لامسته كثيرا
فهل لكم مساعدتي في الحد من هذه الظاهرة قدر المستطاع ؟
وان نقدم افكارا حول كيفية الاهتمام بالاوراق والصحف والكتب التي قد فرغنا منها او نحو ذلك ؟
تحيتي وتقديري
اختكم برومـِـس
دقت الساعة الثانية عشرة ليلا ...
وجميع من في تلك المدينة يلبث في فراشه هادئا مطمئنا غارقا في احلامه الوردية
وهناك في وسط المدينة بيت تكاد الاضاءة فيه كالشمس في وضح النهار
كل المصابيح في كل غرفة وزاوية فيه منارة
وما ان تقترب من ذلك المنزل حتى تجد الضجيج لا يهدأ ابدا
بين صوت الخزائن والابواب والادراج وهي تُفتح وتُغلق مئات المرات وصوت تمتاتها هي واطفالها وزوجها التي تعم ارجاء المكان .
البيت في حالة فوضى بشكل لا يصدق وكل هذا
من اجل البحث عن جوهرة الخاتم المفقودة التي تقدر ربما بالفي دينار او ما شابه
اصاب اليأس تلك العائلة وفقدوا الامل في العثور عن تلك الجوهرة الثمينة
وقد ارهقهم البحث حتى نام كل فرد فيها حيث يقف وليس في فراشه كالعادة
لكن كيف سيهدأ بال صاحبة تلك الجوهرة وكيف لها ان تنام ؟
وعندما لم تبقى زاوية الا وبحثوا فيها حدثتها نفسها ان تبحث في سلة المهملات
اقتربت من تلك السلة واحتارت كيف لها ان تفعل ذلك
لكن الفكرة تأبى ان تغادرها وتتركها بسلام
فارتدت قفازاتها ووضعت كمامة على وجهها وبدأت مهمتها الصعبة بكل امتعاظ وتردد .
وبينما هي على هذا الحال حتى وجدت شيء في تلك القمامة افقدها صوابها وجعلها تبكي وتبكي
وتلملم ذلك الشيء ولا زالت على هذا الحال حتى استيقظ زوجها واطفالها
ليروها بين القمامة المتناثرة هنا وهناك متورمة العينين وشهيقها وزفراتها لا تكاد تتوقف
مما اصابهم بالدهشة والقلق وقادهم ذلك الى تساؤلات عديدة .
تقدم الزوج ليخرج زوجته من تلك الفوضى ويساعدها على تنظيف المكان
وهو يقول لها نسأل الله العوض في تلك الجوهرة لا تقلقي ولا تحزني الامر لا يستحق كل هذا .
نظرت اليه الزوجة نظرة افقدته صوابه
حتى انه صاح بها وقال ما بالك ؟
لم كل هذا ؟
تركتك بخير البارحة فماذا حل بك ؟
وما ذاك الشيء الذي تحملينه بين يديك ؟
قالت الزوجة : انها الجواهر
ابتسم الزوج وقال : اكان كل هذا البكاء لانك وجدت جوهرتك ؟
لقد اقلقتني يا فتاة
قالت الزوجة : ليست جوهرة انها الجواهر لقد وجدت جواهر
استنكر الزوج ما تقول زوجته واقبل ليرى ما في يديها
وعندما فتح يديها واخذ يلملم تلك القصاصات في يدها حتى رأى ما هاله وتذكر انه من القى تلك الجواهر في تلك القمامة بدون ان يفكر في امرها
نظرت اليه زوجته وهي تقول لن يحاسبني الله لاني ضيعت تلك الجوهرة التي لطالما اعتقدت انها ثمينة ولا تقدر بثمن والله اعلم لكن....
لكن هذه الجواهر ستجعلني استقر في العذاب في جهنم الى ما شاء الله
انى لي ان اطلب منه المغفرة والرحمة وانا من استهنت باعز شيء واطهره والقيت به في القمامة ؟
جلس الزوج الى جانبها وقال لست انت بل انا من القاها في القمامة ولم اكن اقصد ذلك كانت مجموعة اوراق وجرائد ولم اتفقدها ولم اكن اعلم انها بينها
فقاطعته الزوجة بل انا ...
بعدما انتهى الفصل الدراسي القيت كل الكتب في سلة القمامة
وبينما هما يتجادلان سألت الابنة ؟
ماذا يجري عن اي شيء تتحدثون ؟
فلملت الام نفسها وساندها زوجها وقالا لهما : لقد ارتكبنا خطا كبير ونحن نعترف بذلك وسنفعل المستحيل حتى يكفر لنا الله هذا الخطأ
ونريد منكم مساعدتنا في ذلك وان لا يتكرر هذا الخطأ معكم بقصد او سهوا
انه امر عظيم
قالت الزوجة : يا اطفالي ان الجواهر التي اتحدث اليكم عنها وجعلتني ارى ان الدنيا لا تساوي شيئا وحمدت الله في نفس الوقت على ضياع جوهرتي لاكتشف الجواهر الحقيقية ما كانت الا ايات قرآنية واحاديث وكلام طيب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين والتابعين .
والقيتها هكذا في القمامة بعد انتهاء فصلكم الدراسي دون ان انظر فيها .
واردف الزوج قائلا : ليس هذا فقط خطأ امكم بل القيت مثلها اوراق وصحف ولم ادرك يوما انها
قد تحتوي على مثل هذا . او بالاحرى لم اكن لاعي ذلك حتى لو قرأته.
وبينما هم كذلك حتى جاء ابنهما الصغير يحمل جوهرة امه بين يديه مبتهجا ويقول وجدتها يا امي لا تبكي .
اخذتها الام واعطتها لزوجها وقالت له قم ببيعها واشتري لي بثمنها خزائن جديدة ولا تبقي منه شيئا .
تساءل الزوج عن هذا القرار وما الغاية منه
فقالت الزوجة : حتى لا نرمي ورقة واحدة في القمامة سنضعها في تلك الخزائن ونقوم بجمعها
ونتبرع بما يصلح منها لذلك سواء لمدرسة او حضانة او مسجد او نحو ذلك
وقد نتفق مع عامل النظافة لمساعدتنا في وضع الاوراق الاخرى في المكان المناسب .
بدت الفكرة جيدة للجميع وكل منهم قدم اقتراح ورأي لحل هذه المسألة
وفي كل اقتراح كانوا يرفعون ايديهم الى السماء يطلبون المغفرة وان يوفقهم الله الى ما هو صواب وحكيم
.........
اعتذر عن الاطالة ولكنها مقدمة للخير ان شاء الله لي ولكم
واطلب كل من يمر من هنا ان يلهمنا بفكرة ويتحدث بما تجود به نفسه عن هذه الظاهرة
وهي القاء الاوراق والكتب في القمامة والتي لا تكاد اوراقها تخلو من ذكر اسم الله عز وجل وايات واحاديث وكلام طيب بشكل عام
فمن العيب ان نلوم غيرنا بانه يستهين بقرآننا وسنتنا ولغتنا العربية ونحو ذلك
ونكون من نفعل ذلك غفلة او سهوا أو بدون مبالاة
انه امر جلل وقد لامسته كثيرا
فهل لكم مساعدتي في الحد من هذه الظاهرة قدر المستطاع ؟
وان نقدم افكارا حول كيفية الاهتمام بالاوراق والصحف والكتب التي قد فرغنا منها او نحو ذلك ؟
تحيتي وتقديري
اختكم برومـِـس
تعليق