اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

    ميّ زيادة / أسطورة الحب والنبوغ "



    قبل أن تقرأ..


    لماذا هذا الكتاب عن ميّ زيادة؟



    تردد هذا السؤال داخلي أكثر من مرة , وفي أكثر من مرحلة من مراحل إنجاز هذا العمل.
    لماذا أكتب عن ميّ الآن .. وبعد حوالي ستين عاماً على رحيلها عن دنيانا ؟!
    لماذا أكتب عن ميّ بعد كل ما كتبته هي عن نفسها وكل ما كتبه الآخرون عنها ؟!
    وهل قصة ميّ زيادة في حاجة إلى من يرويها بعد أن اعتلت مكان القمة في الأدب العربي المعاصر ..
    وملأت بنبوغها سماء الفكر والثقافة طوال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي؟! هل هي في حاجة لمن يكتب عنها؟!
    ...

    تراءت أمامي جملة موجعة كتبتها ميّ بخط يدها قبل الرحيل :

    أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

    إذن لا مفر..!
    سأكتب قصتك يا ميّ ؛.. وستقرؤها الأجيال التي لم تقرأ لك .. ولم تستمع إلى محاضراتك وخطبك وأحاديثك . سأكتب قصتك وأروي الحقيقة الحزينة ليعرفها الذين اختلطت ملامح صورتك في عيونهم وطالها الضباب.. بعد كل ما قيل عن نهايتك المأساوية.
    سأكتب قصتك كما عشتها في كل ما خطته ريشتك.. في كل ما سكبه قلبك على الورق من آلام ووجع , وترجمه إحساسك وأناتك وعذابك المكتوم.. المكتوب .!


    وبدأت الرحلة الصعبة للإبحار داخل ذلك الزمن الجميل . زمن كان للفكر فيه هيبة.. وللأدب والثقافة إحترام وإجلال . وكان المبدعون هم صفوة المجتمع.. وليسوا رجال الأعمال .! زمن كان الحدث الثقافي لا يقل في أهميته عن الحدث السياسي. والمعارك الأدبية تجد من القراء مالا تجده المعارك السياسية.

    زمن ميّ .. والعقاد .. وطه حسين .. وجبران خليل جبران .. وأحمد شوقي .. وأحمد لطفي السيد .. ومصطفى صادق الرافعي .. وإسماعيل صبري .. وحافظ ابراهيم .. وخليل مطران.

    زمن الإبداع والفكر والثقافة حينما ملأت أنواره نهايات القرن التاسع وبدايات القرن العشرين. زمن ارتفعت فيه هامات العبقريات المصرية في كل المجالات : الأدب .. الموسيقى .. الغناء .. الشعر .. الطب .. الهندسة .. زمن الابداع الكلي .. فالابداع لا يتجزأ .. وشعاعه يمتد ويسري في شرايين المجتمع.

    وزمن ميّ هو ذلك الزمن الجميل .. وكانت هي زهرة هذا الزمان .. والمرأة الوحيدة التي تألقت وتفردت وسط باقة من العمالقة الرجال في عصر لم يكن مسموحا للمرأة بأن تخرج للحياة العامة. ولم يكن متاحاً لها أن تلتقى بالرجال في ندوات ثقافية أو ملتقيات أدبية.

    كانت ميّ ظاهرة أدبية.. ثقافية .. أنثوية .. إنسانية! هكذا أراها .
    ظاهرة أدبية.. لأنها كتبت بالفرنسية .. وترجمت عن الألمانية.. وعلمت نفسها اللغة العربية فقرأت القرآن والشريعة – رغم أنها مسيحية – وكتبت العربية بلغة هي مزيج فريد من كل اللغات التي أتقنتها وقرأت وكتبت بها.. ونستطيع أن نطلق عليها لغة ميّ أو مفردات وقاموس مى الخاص . فـ لأسلوبها هذه النكهة الخاصة جدا التي لا تجدها إلا في سطورها وصورها التعبيرية ومفرداتها.. ووصفها الدقيق للمشاعر الإنسانية التي تتميز به الآداب الأوربية.

    وهي ظاهرة ثقافية .. لأن ثقافتها انفتحت على عدة لغات فقرأت بالفرنسية والألمانية والإيطالية والعربية .. وتنوعت قراءاتها في فروع الثقافة المختلفة : فلسفة .. أدب .. شعر .. فن تشكيلي .. موسيقى .. تراث .. آثار .. قرأت ميّ في كل هذا .. وبكل اللغات..!

    وهي ظاهرة أنثوية .. لأنها صنعت من نفسها نموذجاً غير مسبوق بين نساء عصرها وحتى في الأجيال التي تلت جيلها . فقد كسرت حاجز التمييز بين الرجل المبدع والمرأة المبدعة.. التقت بمفكري عصرها ورواده من الرجال وحاورتهم وناقشتهم في كل القضايا الأدبية والفكرية بندية ومقدرة عالية. وذلك في صالونها الشهير الذي كان منارة إشعاع وثقافة في المجتمع المصري في ذلك الوقت.

    وهي ظاهرة إنسانية .. لأن ميّ كما قالت عن نفسها تمثل النموذج " الأيدياليزم " في الحياة .. أي المثالي المفرط في افتراض حسن نوايا البشر . وهي ظاهرة إنسانية أيضاً لأن نشأتها الدينية المتزمتة في مدارس الراهبات أورثتها التزاماً دينياً أخلاقياً صارماً .. فلم تعرف تحرر العواطف كما عرفت تحرر الفكر والإبداع . ولم ير هذين الخطين بتواز داخلها . بل كثيراً ما اصطدما وتناقضا .. وتصارعا .!

    وهي ظاهرة إنسانية كذلك.. لأنها لم تعش حياة كاملة أبداً بل عاشت دائماً نصف حياة ! خافت من الحب.. وخافت أن يجرها إلى الخطيئة .. وفي نفس الوقت لم تجد القلب الحقيقي الذي يحتضن مخاوفها ويضمها بصدق .. وكان ذلك سبب كارثة حياتها.

    وكان قدرها أن تصاحب الوحدة منذ طفولتها المبكرة .. ثم في نهايات أيامها المأساوية . وبينهما عاشت سنوات المجد والشهرة والتألق والنجاح .. سنوات عاشت فيها تحت الأضواء والناس من حولها . ورغم كل هذا كانت تعيش وحدة من نوع آخر .. وفراغ نفسي وعاطفي وروحي شديد القسوة ..


    لهذا أكتب عن ميّ .. أكتب قصتها ليس فقط من واقع ما قرأت لها وعنها .. ولكن من داخل كاتبة . امرأة تدرك معنى أن تكتب امرأة وأن تخرج عن الإطار المألوف والسائد والعادي! وفي مجتمع يسوده الرجال.. وتعرف كم تتضاعف معاناة هذه الكاتبة إذا كانت من الطراز " الأيدياليزم" الذي كانته ميّ !!

    ولهذا كان هذا الكتاب ..


    لــ / نوال مصطفى ..


    سبحان الله و بحمده
    سبحان الله العظيم

  • #2
    الرد: أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

    يعطيك العافيه اخي نديم
    موضوع في غاية الروعه
    تقبل حضوري
    دمت بخير

    تعليق


    • #3
      الرد: أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

      جميل جدا ان يحس الانسان بمعاناة الاخرين
      وجميل منك ان تنصف من لم ينصفه الزمن
      وان تتذكر انسان قدم الكثير من اجل الانسانيه
      وتبين عطائه للاجيال التي لم تسمع عنه ولم تقرأ له
      مبدع كاعاده اخي نديم الله يطيك العافيه
      سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااام لك من قلم على الطريق

      تعليق


      • #4
        الرد: أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

        مي زيادة هي بذاتها مي التي عشقها جبران خليل جبران وخلد ذكراها في رسائله وبعض من اشعاره . من المؤسف انه يصعب الوصول الى الوثائقا الاصلية. موضوع شيق. شكرا جزيلا .
        ONE NIGHT I HAD THE STRANGEST DREAM
        I NEVER DREAMED BEFORE
        I DREAMED THE WORLD HAD ALL AGREED TO PUT AN END TO WAR

        تعليق


        • #5
          الرد: أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

          هذا الموضوع رائع اخي نديم
          وراق لي كثيرا
          ونتمنى ان تتحفنا دائما بكل ما هو جميل وممتع مما تكتب
          دمت بخير
          ودام عطائك
          تقبل مروري

          تعليق


          • #6
            الرد: أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني ..!

            السـلام عليكم
            يعطيك الف عافيه اخوي الطيب
            والف شكرلك على هالروعه
            تحــيتي

            تعليق

            تشغيل...
            X