الإسلاميون والدولة الحديثة
دراسة: مـمدوح الشيخ
تمر المنطقة العربية بلحظة لم تشهدها منذ عشرات السنين على وقع تداعي عدة أنظمة سياسية في فترة قصيرة بدأت بسقوط النظام التونسي مطلع العام الجاري، وحتى الآن لم تتوقف عجلة دوران هذا التداعي بعد. وكما هو متوقع، كلما مرت المنطقة العربية بأزمات سياسية حادة، يعاد طرح أسس ومبادئ عامة ومناقشة مفاهيمها من جديد، لكن ربما دون تجديد.
وتعاني مجتمعات عربية عديدة أزمة في بناء "الدولة"، ويرى مفكرون غربيون أن غياب الاستقرار في بلدان نامية كثير نتيجة للعجز عن تحديد مفهوم الدولة والأسس والأنماط المعيارية (أخلاقياً وتنفيذياً) التي تحكم المجتمع، حيث لا يزال الصراع مستمرا لتحديد هذه الأسس. ويرجع البعض ذلك إلى أنه بعد الاستعمار انبعثت الدولة في كثير من مناطق العالم الثالث كمفهوم قانوني لها شرعية دولية، رغم غياب العوامل الاجتماعية والتنظيمية والاقتصادية التي تتطلب نشوء دولة كحقيقة واقعة، بينما في الغرب، مثلا، نشأت الدول ككيانات اجتماعية اقتصادية سياسية عسكرية ثم حاولت أن تحصل على اعتراف قانوني يشرِّع وجودها.. ومن ثم فإن ذلك أعاق بعض دول العالم الثالث من إنتاج عوامل ولادتها الطبيعية وبناء دولة فعلية.
وثمة من يرى أن فكرة الدولة في الفكر السياسي العربي الإسلامي الحديث، كانت فكرة أيديولوجية وليست مشروعاً معرفياً نهضوياً حقيقيا كما أن الخلط بين مفهومي "الخلافة الإسلامية" و"الدولة الوطنية الحديثة"، وكأنهما مفهوم واحد، كرس الالتباس في المفهوم. فصياغة نظرية الخلافة تعود إلى القرن الخامس الهجري وما تلاه، أي بعد تدهور مؤسسة الخلافة في الدولة العباسية (الماوردي ت 450، الغزالي ت 505، ابن جماعة 732هـ). ومعظمها تبلورت كأفكار مثالية حول ما يجب أن يكون وليس كدراسة وصفية لما هو قائم بالفعل؛ لأن القائم كان متدهورا مع تزايد حركات المعارضة المختلفة.
لتحميل نص الدراسة كاملة
تعليق