اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قطاع غزة .. هل تستجيب حماس للمطالب الصعبة وتجنبنا جولة جديدة من التناحر؟

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • قطاع غزة .. هل تستجيب حماس للمطالب الصعبة وتجنبنا جولة جديدة من التناحر؟

    السلام عليكم :

    لنبدأ الموضوع بداية صحيحة ، يجب أن نرجع سبب كل ما نحن فيه إلى اليهود والقوى الصليبية التي تهيمن على العالم ، والتي ساعدت على زرعهم في أرضنا الحبيبة ، والتي مازالت تساعد كل "من ترضى عنه" على اغتصاب السلطة في أي من أقطار العرب والمسلمين

    {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120

    لذلك مبدئيا أنا لا أحمل حماس أو أي من أطراف الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما يجري من عذابات للفلسطينيين ، سواء على المستوى المادي أو المستوى النفسي ، بل يجب أن نوجه حقدنا وجام غضبنا على اولئك الأنجاس ، الذين يتفنون في إيذائنا تحت أي مسمى كان ، أمم متحدة ، دبلوماسيون ، منظمات حقوقية ...الخ.

    حماس ، فصيل فلسطيني مهم ، خسرناه كقوة مقاومة فاعلة ، كانت تدفعنا لتجديد الكره والحقد للعدو الصهيوني الجاثم على أرضنا ، وخسارتنا لحماس لم تكن بقصد من الحركة ، بل أنها في مجملها كانت "عملية توريط" للحركة في صراع داخلي فلسطيني ، يلهيها عن واجبها الوطني الذي كانت تؤديه بجدارة ، توريط حماس أيضا كان بتسليمها مقدرات السلطة في قطاع غزة ، وكذلك تحميلها أعباء التعامل مع العالم "الرافض لفكرة وجودها" ، وتحميلها أيضا أعباء اتفاقيات التهدئة والحفاظ على استقرار مدن القطاع والحفاظ على الأمن فيها ، وذلك في اعتقادي كان أكبر من حجم حماس المادي والبشري ، والتي وجدت نفسها في واجهة الأحداث رغما عنها .
    فقد تم دفع حماس رغما عنها لتحل محل السلطة الفلسطينية ، ولنقل تم توريطها "إعلاميا" عبر قناة الجزيرة ، والتي كانت تؤجج مشاعر الحقد والكراهية بين الإخوة ، وتدفعهم لقتل بعضهم في الشوارع ، وتدفع بإتجاه تدمير السلطة الفلسطينية في غزة وتسليم حماس مقادير الأمور .
    في حقيقة الأمر أن الدفع إعلاميا لن يكون ذو جدوى ، إلا إن رافقه دفع "مادي" يساعد القوة الوليدة على النهوض وإدارة مؤسسات شبيهة بمؤسسات "الدولة" ، ولذلك تهافتت عروض الدعم على قيادة حماس التي وقفت في حالة استغراب شديد من سقوط سريع لمنظومة السلطة الفلسطينية الأمنية ووجدت نفسها مجبرة على تولي مقاليد الأمور وإلا ستدخل مدن الضفة في حالة فراغ سياسي وأتون الفوضى والانفلات ، فاستغلت كل قوتها للسيطرة على مدن القطاع بإحكام ، واستلام المقرات الأمنية والسيادية فيه ، وذلك بعد أن وردتهم اتصالات من قادة مقرات السلطة أنفسهم بأنهم قد أخلوا المقرات وعلى أفراد القسام القدوم لاستلامها وذلك عقب سقوط مقر الأمن الوقائي في غزة " أقوى ذراع أمني للسلطة".
    الطرف الأكثر تحمسا لحماس كان إيران ، وذلك لأنها كانت تريد أن تضغط على اسرائيل بطرفي كماشة - حماس ، حزب الله - بينما كان الحليف السوري يعفى دوما من العناء المواجهة ، ولأن الدعم المادي لأغراض سياسية ليس مجانيا ، فقد كان على حماس تنفيذ الأجندة المطلوبة منها ، وهي الابتعاد قدر الإمكان عن السلطة الفلسطينية كي تحافظ حماس على استقلالية قرارها وتكون خارج إي إطار التزامي مع السلطة أو أي اتفاق يمنعها من تنفيذ التزاماتها تجاه الداعم المادي " إيران".

    السيطرة على مدن القطاع كانت سريعة وغير متوقعة ، وكانت بدرجة من السهولة لا يتوقعها أحد من طرفي النزاع ، ولكن المهمة الصعبة التي تبقت لحماس .. للأسف لم تنجز حتى الآن ، وهي إصلاح النسيج الوطني الفلسطيني الذي أتلف بشدة من الصراعات التي سبقت الإنقلاب أو الحسم ، فحماس كقوة عسكرية لا يستهان بها تسيطر بالقوة على القطاع ، ولو لوحظ مستقبلا على الحركة أي بوادر ضعف فإن أطرافا عدة ستنقض على الحركة بدافع الانتقام بدون شفقة أو رحمة ، ذلك لأن دماء ضحايا المعركة من أطراف غير حماس لم يتم استيعابهم أو تصفية القضية معهم ، كما أن هناك حالات ليست بالقليلة من الاعاقات المستديمة ، بسبب تفريغ مخازن الرصاص في ركبهم ، وهو ما أدى لحالات بتر أطراف ، أي أن النار في غزة هدأت ولم تنطفأ بعد.

    ولأننا جميعا نرغب في طي صفحة هذا الماضي المخزي من الصراعات ، ونرجع بوصلة الكره والحقد للعدو الحقيقي "اليهود" فحماس كقوة تدير القطاع عليها أن تقوم بتسوية كافة الخلافات مع أهالى الضحايا ، وعليهم أن يجدوا الوسيلة الأنسب لذلك ، وإذا تكاسلت الحركة عن خلق آلية فاعلة لإنهاء هذا الملف ، فعلينا تجهيز أنفسنا لجولة جديدة من الاقتتال والتناحر لن تحمد عقباها ،لأننا جميعا كفلسطينيين نعلم التركيبة العائلية الصعبة في القطاع.

    كما أن حماس إن كانت تريد الاستمرارية في السيطرة على القطاع ، عليها أن تعطي هامشا أكبر من حرية العمل السياسي لباقي الفصائل التي تتناقض معها في الرأي ، كحركتي فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على سبيل المثال ، وإن كانت الجبهة الشعبية كانت طرفا محايدا في الصراع السابق ، فلن نستغرب إن أصبحت طرفا في النزاع ضد حماس في الصراع القادم.

    نعلم أن المهمة صعبة للغاية ، وهذا التشعب الكبير من المطالب ليس بمستوى قدرات الحركة التي تشتت بين جبهات القتال المختلفة والسيطرة على الشوارع وحفظ الأمن ، ولكن وبما أن حماس قبلت بتولي المهمة وحدها ، وتحدت نفسها في ذلك قبل أن تتحدى العالم أجمع ، فالمطلوب منها أن تدير الأمور بشكل متكامل وأكثر عدلا ، هذا إن كانت ترغب في تجنيبنا جولة أخرى من الدم والثارات .


    احترامي
تشغيل...
X