هـــو السؤال الذي يحير الكثيرين ، من المستهدف في سوريا ، هل هو النظام السوري "الدكتاتوري" ، أم الموقف السياسي العلني المعادي لإسرائيل وأمريكا والحليف لإيران ، وإن كانت لهجة الغرب التهديدية تجاه سوريا جعلتنا نسأل هذا السؤال المحير ، فعليا أن نرجع الأوراق الليبية أيضا إلى الطاولة ، فمن كان المستهدف في ليبيا ، هل هو حقا " القذافي" الذي أصرت قنوات الناتو على شيطنته ، أم موقفه السياسي الرافض لأي رضوخ للغرب ، وعلينا أيضا أن نسأل ، لماذا تصر دول الناتو الصليبية على إرضاخ أكثر من 60% من قبائل الشعب الليبي وتدك معاقلهم بأكثر الأسلحة تدميرا وفتكا لتسيطر القلة على الكثرة ؟ فما المانع عند دول الناتو من ذلك ، مادامت القلة ستخدم مصالحها وموقفها السياسي مستقبلا ، ولا مانع من تحويل ليبيا من دولة قوية إلى "دولة المجالس" المجزءة والمتناحرة ، بينما تبقى حكومة مركزية تحمي إمدادات النفط للدول "الفاتحة"
هل الشيطان في سوريا هو الأسد ؟ أم الشيطان هو موقفه السياسي الرافض للسير في الركب الأمريكي .
من وجهة نظر الشعب السوري الذي لا يقل في طيبته عن باقي الشعوب العربية ، فالشعب السوري يناضل ويكافح من أجل الحرية ، ولكننا نتسائل ، هل ستكون أولى نتائج هذه الحرية فتح كنيس يهودي في دمشق ، على غرار ما تم طرابلس ؟
القيادة في سوريا لا تمثل أهمية بالنسبة لنا كعرب أو مسلمين ، ونحن نتفهم الإشكالية الصعبة في سوريا والوضع الحساس لأهل السنة هناك ، ونتفهم غضب المملكة العربية السعودية تجاه قتلهم والتنكيل بهم ، ولكن ما يمثل لنا أهمية هو الموقف السياسي المعلن لسوريا وعدائها لإسرائيل وأمريكا، الذي لا نتمنى أن نخسره ، فليرحل النظام السوري اليوم قبل الغد ، لكن من سيضمن لنا كيف ستكون سوريا الغد ؟ .
فمعركة "تحرير سوريا " بدأت بالفعل ، وهي بقيادة الفاتحين "حلف الناتو" و "الولايات المتحدة" ، فهل سيقبل "الفاتحين" بسوريا جديدة لا تسير وفق شروطهم ؟ لا أعتقد ذلك .
إن سقطت سوريا .. فلتعد باقي بلاد العرب العدة لنفس الحرب (مواجهة عزلة من العالم - هجمة إعلامية شرسة - تهديدات متكررة من الناتو باستخدام القوة)
احترامي
تعليق