اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب هزيمة الجيش الليبي .

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • أسباب هزيمة الجيش الليبي .

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ليبيا كما نعلم أنها كانت دولة قائمة ولها أجهزة ومؤسسات مختلفة ، وفي هذه الموضوع أود أن استعرض معكم أسباب هزيمة الجيش الليبي في معركته أمام حلف الناتو والثوار ، وسأذكر هذه الأسباب بشكل مجرد وموضوعي .

    1- الحرب الإعلامية:
    أول النقاط التي من المفترض أنك تبحث عنها في عدوك هي نقاط ضعفه ، والدولة الليبية نقطة ضعفها الأهم تمثلت في الخطاب الإعلامي الموجه للداخل ، فقد كان خطابا إعلاميا رديئا وروتينيا إلى حد كبير ، ما تسبب في عزوف المواطنين عنه وفقدان مصداقيته ، وابتداء من منطلق هذا الجسد الإعلامي المتهالك بدأت المعركة ضد الدولة الليبية لإسقاطها ، حيث استغل الطرف الآخر الفراغ الإعلامي الرهيب في الداخل الليبي وبدأ بترويج الإشاعات و الأكاذيب التي تم تضخيمها وتداولها على مختلف وسائل الإعلام العالمية ، فقد بدأت هذه الأكاذيب بكذبة أن القذافي - رئيس البلاد الفعلي - قد غادر إلى فنزويلا ، وقد كانت هذه هي الضربة الأولى التي كان لها صدى واسع بين أطياف الشعب الليبي ، واستغلت الجهات المعارضة في الداخل هذا الخبر لإثارة الفوضى في المدن والسيطرة على مراكز الأمن والجيش المختلفة في المدن والسيطرة على مخازن السلاح ، وقد نجحت هذه الضربة الإعلامية في سقوط شرق البلاد بكل كامل في أيدي المعارضة.
    الضربة الإعلامية الثانية أو بالأحرى - الكذبة الإعلامية - كانت "المرتزقة" ، وهي أن القذافي قام بجلب مرتزقة أفارقة لقتل الليبيين ، وبالرغم من أنني تواجدت في ليبيا طوال فترة الحرب وحتى سيطرة الثوار على طرابلس ، إلا أنني لم أرى مرتزقا واحدا يقاتل أو حتى "جثة هامدة" ، تأثير خبر كهذا كان بمثابة الضربة القاضية لوحدة أجهزة الأمن وأدى إلى انهيارها انهيار شبه تام ، كما أن الكثير من الأطراف المترددة حسمت موقفها مع المعارضة ضد القذافي ، بناء على خبر المرتزقة الذي تم ترويجه إعلاميا.
    الإعلام الليبي لم يتدارك الموقف سريعا ، بل كان في حالة غيبوبة إثر الصدمات المتتالية التي أفقدت أجهزة الدولة الليبية توازنها ، فظهرت إشاعة أو بالأحرى "كذبة" إعدام أفراد من كتيبة خميس على يد "كتائب القذافي" أو الجيش الليبي بمسماه الصحيح ، ولكن سرعان ما اتضحت الحقيقة بأن الثوار قاموا بإعداء هؤلاء بعد الإستيلاء على ثكناتهم في شرق البلاد .
    بدأ الإعلام الليبي بتدارك الموقف ، حيث أن حالة من عدم التصديق كانت تنتاب شريحة من المجتمع الليبي ، ووجدوا ضالتهم في القنوات الليبية التي بدأت تبث برامج حوارية توضح مجريات الأمور حسب وجهة نظر "السلطة الحاكمة" فحدث نوع من التوازن الإعلامي بين الأطراف المعادية وبين الإعلام الليبي ، وهذا التوازن كان داخليا فقط ولم يكن موجه للرأي العام العالمي الذي كانت ومازالت تسيطر عليه الجهات المعادية للجماهيرية السابقة ، التوازن الإعلامي هذا جاء متأخرا ، لأن وسائل الإعلام المعادية نجحت في استقطاب شريحة لا بأس من المجتمع الليبي وتجنديها ضد القذافي ، إلا أن الإعلام الليبي وبعد فترة نجح أيضا في تجنيد متطوعين كثر للقتال على مختلف الجبهات وخاصة بعد تدخل حلف "الناتو" في الصراع.

    2- الخيانة:
    مبدئيا ، الجيش الليبي على مستوى جيد جدا من التسليح والتدريب الذي يؤهله لخوض غمار المعارك طويلة الأمد ، وقد ثبت ذلك عدة مرات خلال صمود هذا الجيش لمدة 6 أشهر في وجه أعتى القوى على وجه الأرض ، وبصراحة قوة الجيش الليبي وصموده في ظروف سيئة جدا داخلية وخارجية جعلتني أشعر بالفخر على المستوى الشخصي ، بأن جيش ضعيف على مستوى التسليح مقارنة بالجيوش التي كانت تحاربه استطاع الصمود والحفاظ على مواقعه لمدة 6 أشهر .
    الخيانة تسببت في ضربات موجعة للجيش الليبي ، ففي بداية الأزمة وصلت وحدات الجيش الليبي إلى مدينة بنغازي ، ودخلت بالفعل إلى منطقة قاريونس ، ولكن خيانة آمر هذه الوحدات أدت إلى تراجعهم وتدميرهم من قبل حلف الناتو ، فلو كانت وحدات الجيش واصلت تقدمها لما استطاع الحلف وقف تقدم قوات الجيش ، لأنها كانت ستدخل بين الأحياء المدنية في بنغازي ، ولكن آمر الوحدات أمر بتراجعها مسافة 2 كم إلى أن وصلت إلى منطقة مكشوفة فتم قصفها بسهولة من قبل طائرات الحلف ، وبحسب شهادات أفراد من الجيش الليبي من عايشوا هذه اللحظة فإن قصف حلف الناتو للجيش الليبي تم قبل صدور قرار من مجلس الأمن بذلك .
    كما أن خيانة "البراني شكال" ابن عم معمر القذافي وقائد الكتيبة المكلفة بحماية طرابلس ، أدى إلى انسحاب الجيش الليبي من مدينة مصراتة بعد أن نجح في السيطرة عليها 3 مرات ، و كان الرجل يمد الثوار بأسلحة الجيش الليبي من مختلف الأنواع ، وقبل مدة شهر ونص تقريبا من سقوط طرابلس كان هناك اتفاق صلح تم عقده بين القذافي وقبائل الزنتان ، إلا أن البراني اشكال قام بإمداد هذه القبائل بالسلاح وحثها على مواصلة القتال ، وهو ماكان بالفعل ، كما أن البراني شكال أعطى الأوامر لكتيبة "امحمد المقريف" المسؤولة عن حماية العاصمة بالإنسحاب فور دخول الثوار لطرابلس ، وهذه الكتيبة مكونة من 3500 فردا مسلحين بشكل جيد ومدربين بمستوى ممتاز ، كما أن البراني شكال مسؤول عن تراجع وحدات الجيش الليبي من البريقة إلى مدينة سرت بعد سقوط طرابلس حتى يسهل محاصرتهم والقضاء عليهم في المدينة ، وهو ما تم بالفعل ، طبعا كل ما فعل البراني اشكال أعلن عنه فخورا على إذاعة مصراتة الحرة.

    التبليغ عن طريق الإحداثيات:
    عملت عناصر المعارضة كخلايا نائمة في المدن التي تحت سيطرة القذافي ، كما أن الخيانة في الصفوف الأولى للقيادة والدائرة المقربة من القذافي ساعدت على تشكيل هذه الخلايا وتنظيمها ، وكانت مهمة هذه الخلايا أخذ الاحداثيات وإرسالها لجهات معارضة في الخارج أو في بنغازي ، لتصل بدورها إلى حلف الناتو الذي يقوم بعملية القصف ، وكانت هذه الخلايا تقوم برصد تحركات الأرتال العسكرية وتبلغ عن أماكن تجمعها وعن مخازن السلاح و صواريخ سكود ، أي أن وحدات الجيش الليبي كانت مكشوفة بشكل شبه كامل ومخترقة من داخلها ، وبالرغم من كل هذا ظلت هذه الوحدات تحافظ على مواقعها ويصلها الإمداد على مدى 6 أشهر من الصراع لم يستطع الثوار التقدم خلالها شبرا واحدا على الأرض ، بينما كانت غارات حلف الناتو تتم بشكل يومي وكانت الطائرات تجوب الأجواء على مدار الساعة.

    التفوق الجوي للعدو:
    كان الجيش الليبي يعاني بشكل كبير من ضعف في سلاح الجو ، وأعتقد أن القذافي ندم ندما شديدا لأنه لم يقم بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية التي عرضت عليه ، والتي قال حينها بأن ليبيا لا يلزمها مثل هذه المنظومة لأن الشعب مسلح وسيهزمون العدو "بالكلاشنكوف والاربي جي " على غرار المقاومة العراقية ، إلا أنه وبشكل عملي على الأرض نجح سلاح جو العدو - حلف الناتو- بوقف تقدم الجيش الليبي وإجباره على البقاء في مواقعه .
    الرادرات الليبية التي أصابها الصدأ تم قصفها في الأيام الأولى من الحرب ، لذلك أصبحت الصواريخ الليبية صواريخ "عمياء" كما وصفها حلف الناتو ، وهكذا فقدت ليبيا السيطرة على أجوائها بشكل كامل ، وبدأ الإمداد والدعم يصل من قطر وفرنسا للثوار عبر الطائرات في مناطق الجبل الغربي والزنتان بالذات.

    إختراق منظومة الإتصالات وتدمير مراكز المراقبة:
    ليبيا كانت تمتلك مركزا لمراقبة هواتف الثريا ، وكان هذا المركز يقع بجانب مستشفى القلب بتجاوراء ، وهذا الموقع تم استهدافه في أول يوم من أيام القصف ، وبذلك فقدت الدولة مراقبتها على هواتف الثريا التي استخدمت كوسيلة اتصالات بين الخلايا النائمة وأطراف المعارضة في الخارج والداخل ، خاصة بعد قطع شبكة الإنترنت في ليبيا ، كما أن شبكات الإتصال المختلفة في ليبيا كان يتم التشويش عليها بشكل مستمر في مناطق الاشتباك بواسطة طائرة "اواكس" التجسسية ، وكنا نلاحظ اختفاء تغطية الهاتف المحمول حين تجوب هذه الطائرة سماء المدينة وتقوم بتصوير الأهداف.

    الانشقاقات المتكررة:
    كان الإنشقاق في الجيش الليبي يتم على مجموعات صغيرة ، فقد أدت الهجمة الإعلامية وهبوط المعنويات إلى التأثير على الكثير من مجموعات الجيش الليبي ، فقد تفرق هذا الجيش تحت ثلاثة بنود :
    البند الأول: انشق وانضم للثوار البند الثاني: هرب من الخدمة البند الثالث : قـتـل
    ولم يبق إلا القلة من أفراد الجيش على مختلف الجبهات يساندهم متطوعون - أي مدنيين حملو السلاح - وبالرغم من ذلك نجحوا في الصمود على مدار 6 أشهر.
    ----------------------------------------

    على الهامش: يحسب للجيش الليبي أنه كان بارعا بشكل كبيرة في مناورة طائرات حلف الناتو ، وذلك بالنظر لأنه كان يفقد الأجواء بشكل كامل ، ولا توجد رادارات له ، وحتى آخر أيام الحرب كانت دبابات الجيش الليبي والمدفعية وراجمات الصواريخ متمركزة على مختلف الجبهات ، فبراعة الجيش الليبي في مناورة أحدث التقنيات العلمية للدول العظمى يجب أن تدرس في الكليات العسكرية - حسب وجهة نظري -

    ينتابني شعور بالحسرة والألم على ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا ، فقد كنت أتخيل يوما أن هذا الجيش البارع سيخوض في يوم من الأيام معركة مقدسة ضد العدو التقليدي للعرب والمسلمين ، وأنا على ثقة كبيرة بأن معركة كهذه لو حصلت ، كان هذا الجيش سينتصر فيها لا محالة ، ولكن عدونا التقليدي عرف كيف يدمر هذا الجيش من الداخل ، وعرف أيضا كيف يقوم باغتيال العقول الفذة التي كانت تخطط وتدرب ، وعرف كيف يقوم بتصفية أفراد وحدات هذا الجيش تحت اسم "الحرية" و " حماية المدنيين " .

    تحياتي




  • #2
    الرد: أسباب هزيمة الجيش الليبي .

    يسعدني اخي حسن ان اكون اول من يرد عليك

    استمر بارك الله فيك




    تعليق


    • #3
      الرد: أسباب هزيمة الجيش الليبي .

      يشرفني أن تكون أول إضافة لك أخي الذبابي .. أسعدني تواجدك .. تحياتي

      اضيف في الأساس بواسطة الذبابي عرض الإضافة
      يسعدني اخي حسن ان اكون اول من يرد عليك

      استمر بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        الرد: أسباب هزيمة الجيش الليبي .

        أبدعت أخي حسن وأتفق معك تماما وكم أشعر بالحزن والأسى أني كنت يوما من الأيام جارا للبراني أشكال .

        تعليق

        تشغيل...
        X