اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" الجليس الصالح وجليس السوء "

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • " الجليس الصالح وجليس السوء "

    موضوع هذا الأسبوع " الجليس الصالح وجليس السوء " :
    عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم”. (رواه البخاري ومسلم)

    ما أجمله من تصوير، تتجلى فيه البلاغة النبوية وروعة البيان وإن من البيان لسحرا. فالجليس الصالح هو الذي ترتاح إليه النفس ويطمئن به الفؤاد وتنتعش الروح طربا لحديثه وتنعم بمجالسته وتسعد بصحبته. إنه عدة في الرخاء وزينة في الشدة وبلسم الفؤاد وراحة النفس.
    وقد شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم ببائع الطيب الذي ينفحك بعطره ويغمرك بنشره فإما ان يهديك وإما أن تجد عنده ريحا طيبة فأنت معه في ربح دائم ونشوة غامرة .

    أما جليس السوء فليس هناك أبلغ من تشبيهه بالحداد الذي ينفخ بكيره فأنت معه في خسارة دائمة فإن لم يحرقك بناره أحرقك بشرارة فصحبته همٌ دائمٌ وحزنٌ لازم، والرسول صلى الله عليه وسلم: عندما يقول مثل الجليس يقصد بالجليس الصالح هنا الصديق الفاضل المتحلي بالأخلاق الكريمة وكذلك جليس السوء الصاحب السيئ وحامل المسك هو بائع العطور وهو يقابل الحداد نافخ الكير.

    يقدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث في لوحة فنية ذات مشهدين:

    المشهد الأول يتكون من صورة شمية تتناثر فيها رائحة المسك الطيبة وثمة صداقة حميمة تم التعبير عنها بالشراء ومجالسة سريعة تم التعبير عنها بالشم من بعيد.
    والمشهد الثاني يتكون من صورة حرارية تتكئ في تشكيلها على المشاهدات الصناعية، وكأن الجليس الطالح ينفخ في أعماق جليسه فيشعل نيران الغضب والحقد والحسد والغيبة و التآمر وسوء الضن ، وينفث في روعه كل المشاعر الحميمة التي عبر عنها بالنار أو الجمر الذي ينفخه الحداد وهذا يشير إلى العذاب الأخروي في نار جهنم فتخرج المفردة عن نطاقها المعجمي بوساطة التركيب الفني وبوساطة الدلالة الدينية لها.


    ومن إضاءات النص في التعبير “ريح خبيثة” وتشخيص قائم على الاستعارة، حتى كأن هذه الريح تمتلك طوية فاسدة كالإنسان،ثم إن الجليس الصالح يذهب وتظل رائحته لأن المسك يتجاوز مكانه وحرفة الحدادة تدل على القسوة والسواد وترتبط بالدخان الخانق وكذلك الجليس الصالح كمثل رائحة المسك التي إذا شممتها تستريح لها أعضاء وعضلات الوجه وتتفتح لها ربوع القلب والوجدان هذا مثل الجليس الصالح الذي يدعونا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى الجلوس معه بإشارته إلى حاسة الشم التي تطيب النفس فحديثه له رائحة المسك التي تؤثر في القلب.
    أما كير الحداد فيعبر عن جليس السوء ولو كان صديقا مقربا لا يطيل إليه الجلوس إلا من كان همجيا بليدا لا يفرق بين بارد وساخن أو بين الطيب والنتن، إذ إن كير الحدادة ينفر الوجه من مادة الحدادة ويتقطب عنده الجبين.

    ***** *****
    ختماَ أتمنى أن وفقت بإيصال معلومة جديدة للجميع مع دعائكم لنا.....
    اخوكم/عبدالرحمن الشميمري
    28/ 01 /1433هـــ

    همسه إذن من القلب إلى القلب :

    إذا كـان لك قـلب رقيق كـالورد.. و إرادة صلبة كالفولاذ..
    ويـــد مفتوحة كالبحر.. وعـقـل كبير كالسمــــاء..
    فـأنت من صناع الأمجاد.

  • #2
    الرد: " الجليس الصالح وجليس السوء "

    جزاك الله خير اخي الفاضل
    كم من جليس قاد جليسه لطريق الخير وكم من جليس قاد جليسه لطريق الشر والمهالك
    لذلك يجب علينا ان نفكر كثيرا في من نجالس
    تحياتي

    تعليق


    • #3
      الرد: " الجليس الصالح وجليس السوء "

      جزاك الله كل خير على هذه الاستفاضة في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، بانتظار جديدك أخي الحبيب

      تعليق


      • #4
        الرد: " الجليس الصالح وجليس السوء "

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزيت كل الخير اخي الطيب
        ونسأل الله ان يرزقنا الجليس الصالح في كل زمان ومكان
        تحيتي وتقديري
        اختك برومـِـس
        اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل مكان
        (اصلح نفسك , تصلح اسرتك,يصلح مجتمعك )

        تعليق


        • #5
          الرد: " الجليس الصالح وجليس السوء "

          جزاك الله كل خير على ما قدمته لنا من جليل الكلام
          واثابك عليه بما هو اهل له
          دمت بخير
          تقبل مروري

          تعليق

          تشغيل...
          X