اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدور التربوي للأسرة

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • الدور التربوي للأسرة

    الدور التربوي للأسرة

    تـمهـيد :

    التربية وثيقة الصلة بمفاهيم الأمة الاجتماعية والسياسية ، وذلك لأنها تنبع منها وتوضح معالمها وتعبر عن آلام الأمة وآمالها ، وتشترك في تحقيق أهدافها ، كما تعنى بالجانب العملي التجريبي 0

    ولقد اهتم بالتربية منذ عهد سقراط وأفلاطون اللذين رفضا فلسفة زمانهما وناديا بالمثالية في تربية الطفل في كل أطوار حياته 0 كما اهتم المسلمون بالتربية منذ ظهور الإسلام 0 فالإسلام يدعو إلى العلم والمعرفة ( اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) سورة العلق 0

    ويدعو أولا إلى عبادة الله تعالى خالق الكون وما فيه ، وبالعلم والمعرفة يستطيع الإنسان أن يبحث عن الحقيقة 0 ويعرف أو حامد الغزالي التربية فيقول :
    المقصود من تأديب الصبي أن يقوى على طاعة الله ، وأن الكيس العاقل من تزود من الدنيا للآخرة حتى تعظم درجته عند الله سبحانه وتعالى 0

    ومن علماء التربية حديثا جون ديوي ويعرف التربية :
    بأنها عملية دائمة لتعديل الخبرة وإعادة تنظيمها بشكل يزيد في معناها وفي قدرة المرء على توجيه الخبرة التالية 0

    ويقول هيربارت :
    إن وظيفة التربية كلها يمكن تلخيصها في كلمة واحدة هي تهذيب النفس أو هي بناء الأخلاق

    ويعرف ستيوارت ميل :
    أنها جميع ما نقوم به من أجل أنفسنا وما يقوم به الآخرون من أجلنا بغية الاقتراب من طبيعتنا 0

    التعريف الشامل والدقيق للتربية :

    هي تقديم الظروف والعوامل التي تساعد الفرد الحي على النمو جسميا ، وعقليا ، وانفعاليا ، واجتماعيا ، ليصل إلى أقصى حدود كماله حسب قدراته ، وليكون عضوا عاملا في حياته الإنسانية المتجددة 0

    عـوامل التـربية :

    من عوامل التربية ، 1ـ الأسرة .....2 ـ المدرسة .... 3ـ المجتمع ..... 4ـ الإنسانية 0

    دور الأسـرة في التربيـة :

    الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية ولها مكانتها وتتلخص في النقاط التالية :ـ

    1ـ تقوم الأسرة بدورها في السنوات الأولى للطفل ، لأنه عاجز عن إدراك وتفهم اتجاهات المجتمع ، فتتحمل مسئولياته وتعمل على التوفيق بين تصرفاته وما يرضى المجتمع 0 والأسرة هي البيئة الأولى ، والمدرسة الأولى التي تضع القواعد الأساسية للتربية والتي يكون لها تأثير عميق ودائم لأنه قليل الخبرات ومستعد لقبول الخبرات الجديدة 0
    2ـ يكن الطفل للأبوين الاحترام والتقدير لأنهما قدوة ومثل أعلى لذا يتأثر كثيرا بأخلاقهما وآرائهما 0 وتربية الأم لا يستغني عنها ، فهي تحمي طفلها من كل ما يضر جسمه وعقله ووجدانه وتزود الأسرة الطفل بالعوامل النفسية والثقافية ، كما يتأثر بالعلاقات بين أفراد الأسرة من حب أو كراهية أو تعاون أو تنافر وأنانية 0

    3ـ يتأثر الطفل بعوامل وراثية عن الوالدين أو خصائص مكتسبة غير وراثية ، وتنطبق الوراثة على النواحي الخلقية ، مثل : الطول ، ولون الشعر ، والعينين ، كما يتأثر بالوراثة في استعداداته الفطرية والعصبية والنفسية مثل الاتجاه العلمي أو الأدبي 0

    4ـ ويرى البعض أهمية دور المنزل ويشمل الأسرة والأصدقاء وتتوفر فيه العادات الاجتماعية الحسنة والبيئة الاجتماعية الصالحة 00 ويفضل برتراندرسل دور الأسرة على المدرسة في التربية لأن عناية الأبوين تعتمد على الغرائز ، والدوافع الفطرية التي تكفل عدم الإهمال والضرر البليغ ، أما إهمال المدرسة فله أضرار بليغة بالنسبة للطفل 0

    5ـ الطفل الصغير لا يفرق بين ذاته والعالم الخارجي المحيط به ولا يفرق بين نفسه وأمه ، فهي مصدر الغذاء والوقاية والدفء 0 وعندما يكبر يتسع عالمه وخبراته وتكثر العوامل التي تؤثر في تربيته ويدرك ما هو جزء من ذاته وما هو ليس منها ، وتظهر شخصيته ، لأن الشخصية لا تنمو إلا عن طريق العلاقات الشخصية 0

    6ـ للأسرة أثر كبير في غرس الفضائل الدينية 0 فللدين أثره في التربية إذ يبرز المبادىء الأخلاقية ويتميز المسلم عن غيره بفضائل أخلاقية وحسن سيرته ومثله العليا 0


    طموح الآباء وتربية الأبناء :

    كثيرا ما يُربى الطفل وفي ذهن الوالدين مخطط خاص موضوع لأجله من قبل وكثيرا ما يكون المخطط متأثر بالنجاح الشخصي أو الفشل الذي أصاب أحد الوالدين أو كليهما قبل الزواج وقدوم المولود الجديد 0 فهذا أب يريد ابنه طبيبا بعد أن فشل هو في الوصول إلى هذا النوع من المستوى الثقافي والمهني لأسباب مختلفة ، وبعد أن مرّ على مشاعر مختلفة ومزعجة بسبب ذلك الفشل 00
    وهذا أب آخر يريد من ابنته أن تعمل من أجل التفوق على ابنة فلان في المنافسة داخل المدرسة بعد أن فشل هو من قبل في مثل هذه المنافسة مع أب تلك البنت حين كان وإياه سويا في المدرسة 0 وهذه أم تريد أن تكون ابنتها الأولى بين البنات في الصف اجتهادا وأناقة ، ولم يكن لها هي ذلك حين كانت طالبة في المدرسة ،

    وهذا أب يريد ابنه مزارعا ناجحا مثله يتابع التراث الذي نشأ عليه هو ، ويعنى بالأرض عنايته هو بـها 0 وبهذه الأشكال يؤدي الضغط على الأبناء إلى الإجهاد أحيانا ليصلوا إلى مستوى طموح الوالدين ، وإلى الشعور بالإحباط أحيانا أخرى 0

    وكثيرا ما يصبح الخوف من المنافسة مع الآخرين في المدرسة مصدر نزوع إلى الهرب عن طريق الخداع أو عن طريق أشكال غير مقبولة ومرغوبة من التكيف 0 فإذا عرفنا أن الطفل يعجز غالبا عن الوصول إلى أفضل ما يستطيع الوصول إليه إذا كان يعمل وفق مخطط موضوع له من قبل ، وعرفنا أنه لا يستطيع أن ينمو إلى أفضل درجات نموه إن لم يكن شاعرا بذاته وقيمة ذاته وحدودها ، أدركنا كيف تؤدي تربية من هذا النوع أحيانا إلى شقاء الطفل وتأخره بدلا من سعادته وحسن تقدمه 0

    وقد لمسنا مثل هذه الحالات من الطلاب الذين يعملون وفق مخطط الوالدين ، وسعيا وراء تنفيذ طموحهما ، وقد انقلب في النهاية الأمر في غير مصلحة الأبناء ومصلحة الوالدين على السواء واتجه إلى أشكال من الانهيار والثورات العارمة المفاجئة الموجهة نحو الوالدين والدراسة والمجتمع 0 وقد انقطع أولئك الطلاب عن الدراسة ومنهم من تأخر في دراسته لعدة سنوات ، ومنهم من حالفه النجاح لكن بتقدير غير مرضي 0


    جـو المشاحنات في الأسرة :

    سؤال ـ
    هل الخصومات والمشاحنات وتوتر العـلاقة بين الوالدين تؤثر في سلوك الأبناء وتربيتهم ؟‍

    الجواب :
    تشير الدراسات إلى أن المشاحنات والخلافات تؤثر على سلوك الأبناء وعدم الوصول بهم إلى الطريقة المثلى في التربية 0 وتشير المشاحنات إلى الخلافات التي يمكن أن تقع بين الوالدين ، وتبدو في أشكال سلوك كلامي وحركي متعدد الأنواع ، وتخلق في البيت جوا من التوتر يؤثر في حياة الأبناء تأثيرا بالغا 0

    والخلافات بين الوالدين يمكن أن تقع والأصح القول أنها كثيرا ما تقع ، ولكن بعضهم لا يذهب فيها إلى أكثر من حدود المناقشة (( المهذبة )) بحيث تنتهي المناقشة إلى بعض الحلول المنطوية على الكثير من التسامح عند الطرفين 0 ويكثر في أمثال هذه الحوادث البسيطة أن يبعد الوالدان جو مناقشتهما عن الأولاد حرصا على حسن تربيتهم 0

    إن جو المشاحنات في الأسرة من أشد الأجواء تأثيرا في إيجاد صعوبات في التكيف تعرقل حسن نمو الأبناء 0 فإذا انتهت المشاحنات إلى انقطاع كامل أو ما هو قريب منه في العلاقة بين الوالدين وأصبح البيت متصدعا أو مهدما ، غدا البيت من الجحيم في نظر الأبناء ، وقد رأينا الكثير من الأمثلة عن تأثير هذا الجو في جنوح الأحداث ، وتصبح التربية للأطفال في جو مثل هذا غير صالحة وكافية ولا يأخذ الأطفال نصيبهم منها 00 وإذا انفصلا الأبوين عن بعضهما أو عاشا معا لكنهما ليست بينهما أي مودة أو اتصال أو تقارب عاش الأبناء أجواء الطلاق النفسي والذي هو أشد وقعا وتأثيرا على نفسياتهم من الطلاق والانفصال الحقيقي 0



    مشكلات تربوية في الأسرة :

    أولا ــ مشكلات التدريب الأخلاقي :
    فبينما تعمل الأسرة على توفير الظروف الضرورية لنمو الطفل فإنه يتعرض لجميع إحباطاتها ، ومتطلباتها الاجتماعية ، ومعاييرها وألوان الغيرة والنزاعات بداخلها وفي الأسرة توضع الأسس لمعظم صعوبات المستقبل وانتصاراته وأنها مصدر للصراع الذي يخوضه الطفل في سبيله للنمو 0 أحد أسباب هذا الصراع يرجع إلى الرغبة الملحة في التحرر من التبعية الطفلية والاستقلال عن الأسرة وتحمل المسؤولية ، وسبب آخر للصراع هو عدم توافق المعايير المكتسبة من الأسرة مع المعايير الخارجية 0

    فالأهل دائما ينتمون إلى أجيال سابقة وأكثر تحفظا وهكذا يجابه الصغار هذا التعارض ويقابلون بقوانين سلوكية صارمة في العالم المتغير خارج المنزل واتساع الهوة بين القديم والحديث يشكل أكثر من مشكلة في توافق الطفل مع المعايير الخارجية 0 وقد ينشأ الصراع نتيجة أخطاء الوالدين في ممارسة التدريب الأخلاقي لأطفالهم 0


    الإفراط والتفريط في التدريب الأخلاقي :

    كثيرا من مشكلات الأفراد النفسية والطبية والاجتماعية والتربوية بما فيها الأمراض العقلية والعصبية والجناح والجريمة والشذوذ تنشأ من سوء ممارسة التدريب الأخلاقي ،

    وهنا يوجد احتمالان وهما :ـ

    أ ـ من جهة حيث يكون التدريب الأخلاقي عنيفا وقاسيا جدا ، فإن الخطر المحتمل لهذا الإفراط هو الأمراض العصابية والاضطرابات السيكوسوماتية 0

    ب ـ ومن الجهة الأخرى حيث يكون التدريب الأخلاقي لينا ومتراخيا فإن النتيجة المحتملة لهذا التفريط هو الجناح والجريمة 0

    الجانحون والمجرمون :

    من المعروف حاليا أن الطفل الذي لا يلقى حبا وعطفا والديا يفقد أفضل أساس للنمو الأخلاقي 0 حينما يخطيء هذا الطفل لا يكون هناك غالبا خوف من فقد الحب أو الحنان والعطف ، لأن ما
    يفقده سوف يكون قليلا جدا ، إن برنامج النمو الأخلاقي هو أحد معارك العلم لمعرفة المدى الذي يمكن أن يصل إليه الطفل دون عقاب 0

    سـؤال ـ
    هل من الممكن أن نربي الطفل دون أن ينال عقابا ؟0
    الجـواب :
    الواقع أن الطفل الذي لا يلقى عقابا على أخطائه أو تأنيبا على ذنوبه التي اقترفها لا نجد لديه تأنيبا للضمير أو محاسبة للنفس 0 فهناك اختفاء تام لمشاعر الذنب ـ وإن وجدت لديه فهي ضئيلة ـ عندما يقترف جريمة في المستقبل 0 والشخص الذي يخلو من الصراعات الداخلية حتى بعد ارتكابه الذنوب واقترافه الجرائم يقع في صراعات متكررة مع الناس من حوله ومنبوذا في المجتمع 00 ولهذا فإن الجانح والمجرم لا يعتبران عادة من المرضى النفسيين كما يعتقد البعض 0

    العـلاج :

    إن أفـضل عـلاج في مثل هذه الأحوال يبدو في تعويض نقص التدريب أثناء الطفولة وذلك بما يلي :ـ

    أولا ـ بناء رغبات قوية للحب والعطف و الاحترام 0

    ثانيا ـ توفير الوسائل التي تشبع بها تلك الرغبات 0

    وبذلك يكون الخوف من فقدان تلك الجزاءات أو المكافآت هو الوسيلة للتنظيم الذاتي الأخلاقي كما يحدث في الفرد السوي 0


    ثانيا ـ مشكلات الأطفال السلوكية :

    1ـ مشكلة النظام :

    حيث يشكو كثيرا من الآباء والأمهات من أن بعض أطفالهم لا يهتمون بالنظام ولا يشعرون بالمسؤولية ، ولا يكترثون بعقاب ويسألون عن أسباب ذلك والوسيلة التي يتعلم بها الطفل النظام 0 والواقع أنه يجب على الطفل أن يكتشف أنه لا يستطيع الحصول على كل شيء ، وأن يقبل ضبط نفسه عند الحاجة وأن يقبل كلمة ( لا ) وأن يتعلم النظام ويتعلم ما هو أمان وما هو خطر 0 والطفل الذي ينشأ دون نظام غالبا ما يكون غير محبوب في المدرسة
    وتنتابه ثورات الغضب وقد يكون أنانيا ، غير ، مهذب ، متمردا ، ومستهدفا للحوادث بصفة خاصة 0


    مـتى نبدأ تعليم الطفـل النظـام ؟

    لا يمكن أن نعلم الطفل النظام حتى يصل عمرا مناسبا يمكنه من فهمه وإدراكه ، فالطفل العادي في عمر ثلاث سنوات يمكنه تعلم الكثير ، أما في عمر عام واحد فإنه يستحيل عليه أن يتعلم شيئا ولكن الأساس يوضع في السنوات المبكرة لأن الطفل الذي لا خبرة له بالحب يحتمل ألا يقبل النظام بسهولة 0 وأساس النظام هو الحب المتبادل والاحترام 0 الطفل الذي يطيع لأنه يحترم والديه ، ويسعى إلى رضاهما ويعلم أنه سيفقده إذا عصاهما 0

    وفي المدرسة أيضا يراعي الأطفال تحسين سلوكهم في وجود المعلمين الذين يحترمونهم 0 أي أنه لكي نساعد طفلا على أن يسلك سلوكا حسنا ، وأن يكون أمينا ، محبا ، عطوفا ، وأن يضبط نفسه ، ويعتذر عن أخطائه حينما يفقد أعصابه 00 فعلينا مراعاة ما يلي :ـ


    1ـ يجب أن نـهي ء له القدوة الحسنة 0

    2ـ يجب أن يكون النظام ثابتا ، فمن الخطأ أن نمنع شيئا في وقت ما ، ثم نسمح به في وقت آخر ومن الأخطاء التربوية الذريعة أن يسمح أحد الوالدين ما يمنعه الآخر أو حينما يتدخل الجد أو الجدة في أمر ما ، ويسمحا للطفل بأداء شيء حاول الوالدان منعه 0

    3ـ يجب أن يكون النظام معقولا مناسبا ، وينبغي أن تكون الأوامر والنواهي قليلة فضلا عن ضرورة وجود أسباب وجيهة تبرزها بحيث يفهمها الطفل 0

    4ـ إن أكثر الأخطاء شيوعا في تعليم النظام هو الفشل في الإصرار على الطاعة 0
    5ـ لا فائدة من فقد الأعصاب في تعليم الطفل ، فالضرب والشخط لا يعنيان بالنسبة له أكثر من ذلك 0

    مشكلة الكذب :

    ليس من اليسير تعريف الكذب حينما نتحدث عن الأطفال 00 جميع الأطفال وبعض الكبار ينغمسون في تعريف خيالي ، وهذا يعتبر سلوك طبيعي تماما 0 كثير من الخيالات توصف بأسلوب يبدو كأن الطفل يعني ما يقول ، ومن ثم يحتمل اتهامه بالكذب وهذا أمر يؤسف له لأنه مرحلة طبيعية للنمو في طفل خيالي 0

    وقد يكون الكذب أيضا نتيجة تقليد للآخرين ( بما في ذلك الأهل) وبعض الأطفال يكذبون من أجل الظفر بالمديح ، ربما لأنهم لم ينالوا قسطا وافرا منه 0 البعض الآخر يكذب من أجل الهرب وهذا يشير عادة إلى الأخطاء في المعاملة ، كأسلوب الصرامة المفرطة أو القسوة الزائدة في العقاب 0 ومن الصعب أن نلوم طفلا من أجل تلك الأنواع من الأكاذيب 0

    وأكثر أنواع الكذب خطورة هو الذي يهدف قصدا إلى إيقاع طفل آخر في مأزق وقد يكذب الطفل لأن الوالدين يسمحان أو يشجعان قول الكذب في البيت 0 يجب أن يفهم كل طفل أن الأقوال الكاذبة شيء غير مرغوب فيه بالمرة وأنه سوف يعاقب عليه 0 ومن الواضح أن الكذب بين الأطفال و الكبار غير مقبول 0 ولكن من الخطأ أن نتوقع أن الكثير من الصغار لا يكذبون ، فجميعهم يكذبون 0 وإذا حدثت أكذوبة مؤذية فإنه لا جدوى من معاقبة الطفل من أجلها، بل يجب أن نبحث عن السبب ونعالجه 0


    مشكلة السرقة :

    السرقة تشبه الكذب في كثير من الأوجه ، مثلما في الكذب 0 يجب أن نقرر المرحلة التي نشأت عندها المشكلة 0 كما ينبغي وجود نـموذج حسن يقتدي به الأطفال ، ويجب أن تكون لهم ممتلكاتهم الخاصة ، والتي ينبغي أن تحترم 0 كما يحدد لهم مصروف جيب مناسب دون مبالغة 0 ومن الأهمية أن يتعلم الطفل أنه ليس في إمكانه الحصول على كل شيء يريده 0 وقد ينشأ النوع الضار من السرقة نتيجة عدم توافر الحب في البيت ، وإذا سرق الطفل من أمه فمن المؤكد أن ثمة خطأ في العلاقة بينهما ، ولذا يجب البحث عن السبب 0



    دور الإرشاد التربوي :

    التربية في حقيقتها تتضمن تعليما وتنشئة وتنمية في نمو الحياة خلال مراحلها من طفولة ومراهقة وفتوة وشباب ورشد وكهولة 0 وتلك هي التربية المستمرة ، فالتربية ذات صلة وثيقة بالتوجيه والإرشاد ، وكذلك التعليم يتضمن عملية توجيه الفرد نحو دراسة وعمل ونشاط وإرشاد ، لأنه يقوم بنقل معلومات ومعارف وخبرات من المعلم إلى المتعلم 0 والمعلم في شتى مستوياته من رياض الأطفال وحتى الجامعات عليه أن يمارس شيئا من ( عملية الإرشاد ) 0 كما أن ( المرشد النفسي ) في عملية إرشاده للمسترشد العميل إنما يقوم بعملية تعليم وتربية بطريق مباشر أو غير مباشر 0

    والمجتمع قد أوجد مؤسساته التربوية ليقوم فيه ( الراشدون ) بعملية توجيه وإرشاد لفئات هم أقل منهم وذلك ليساعدهم على النمو السليم والسلوك السوي والفهم الصحيح لمواقف الحياة العلمية والعملية المتجددة ضمانا لخيرهم وخير المجتمع والبيئة 0



    أهداف الإرشاد التربوي:

    1ـ تشجيع جميع الأفراد حسب أعمارهم المناسبة لمزاولة ما يلائمهم من أنواع الدراسة 0

    2ـ العمل على كشف طاقات كل طالب لمواصلة دراسته النافعة 0

    3ـ مراعاة الفروق الفردية واستغلالها لخير الفرد ومجتمعه 0

    4ـ تقوية المواهب وتعزيزها لتصل إلى أعلى حدودها الممكنة من النشاط لدى الموهوبين 0

    5ـ تصنيف الطلاب لتكون التربية أكثر انسجاما واتساقا في مجموعات متقاربة 0

    6ـ توجيه الأفراد المعاقين لبناء حياة عادية منتجة وسعيدة تتلاءم مع استعدادهم وحياتهم الكريمة 0




    الخاتمـــــــــة


    في هذا العمل المتواضع الذي يتحدث عن التربية ودور الأسرة فيها ، بدأت بتمهيد عن التربية ، وفي التمهيد تعرضت لتعاريف التربية عند بعض العلماء المسلمين ، وعند علماء التربية من الغرب ثم تعرضت لتعريف شامل ودقيق للتربية ، ثم تحدثت عن عوامل التربية وهي الأسرة والمدرسة والمجتمع والإنسانية وركزت على دور الأسرة في التربية باعتبارها المحور الرئيسي لعنوان البحث ، ثم ذكرت طموح الأباء في تربية الأبناء ، ثم تعرضت لجو المشاحنات في الأسرة وأثر ذلك على الأبناء ، ثم ذكرت بعض المشكلات التربوية في الأسرة ومنها : مشكلات التدريب الأخلاقي ويندرج تحته الإفراط والتفريط في التدريب الأخلاقي والجانحون والمجرمون ، ثم طرحت سؤالا ومن ثم الإجابة عليه ، والسؤال هو : إلى أي حد يمكن أن نربي طفلا دون أن ينال عقابا ؟ 0

    ثم تحدثت عن مشكلات الأطفال السلوكية ومنها :

    1- مشكلة النظام
    2-مشكلة الكذب
    3ـ مشكلة الكذب


    وفي الختام تحدثت عن دور الإرشاد التربوي بصفة عامة وأهداف الإرشاد التربوي 00 وقد استعنت ببعض المراجع العربية ، كما أوردت رأي ، وكلي أمل ورجاء أن أكون قد وفقت في هذا العمل المتواضع وأن تعم الفائدة الجميع وأن يستفيد القاري ء والأب منه 0 والله أسأل أن ينعم الجميع بحياة هادئة طيبة ورغد في العيش ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0 وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين 0



    المراجع والمصادر


    م اسم المرجع والمصدر
    1ـ وزارة المعارف ، مبادىء علم الاجتماع ، ( 1408هـ ) الرياض ، المملكة العربية السعوديـة 0

    2ـ الرفاعي ، نعيـم ، الصحة النفسية ، ( 1987م ) د 0 ط 0

    3ـ المليجي ، عبد المنعم وحلمي ، النمو النفسي ، ( 1971 م ) الطبعة الرابعة ، دار النهضة العربية ، بيروت ، لبنان 0
    4ـ الهاشمـي ، عبـد الحميد محمد ، التوجيه والإرشاد النفسي ( الصحة النفسية الوقائية ) ( 1986 م ) الطبعة الأولى ، دار الشروق ، المملكة العربية السعودية 0

  • #2
    الرد: الدور التربوي للأسرة

    الأم لها الدور الأكبر في التربيه خاصة حينما تكون مثقفه
    شكرا اخي الفاضل
    دمت بخير

    تعليق

    تشغيل...
    X