Tweet
كنوز الازمان دروس للانسان
عصور عامرة بالتجارب افرزت كنوز من النعم او
نعم من الكنوز وهي بين ايدينا لماذا لا نستفيد منها؟
ان الكنوز المادية قاصرة على بعض الناس اما
كنوز العلم فيمكن ان ينالها كل من اجتهد في طلبها.
ان الكنوز المادية كلما اخذ منه تناقص ونفذ في حين
ان كنز العلم كلما اخذ منه نما وانتشر.
اذا كنا نندم على ما فاتنا فإن ما قد يفوتنا احق بالندم
وعجز ارادة النفوس هوان لذاتها وللنفس ســــــقم
لانه اذا كنا نعجز عن اعادة ما ندمنا على فواته فإن
عدم تدارك ما نستطيع تداركه عجز بلا عذر
وليس من الحكمة ان نعيش نادمين على ما فاتنا ولكن
يجب ان نعمل على الا نندم بتدارك ما قد يفوتنا.
كما ان العيش على رصيد الموروث دون اضافة
عليه او تطويره لا يجعلنا اننا لا نبارح مكاننا فحسب
بل يجعلنا نتقهقر في سباق الامم وتسلق القمم. وقطار
الزمن لا ينتظر من يتاخر بل ومن يبطئ.
وصراع الامم لا يرحم الضعيف حتى لو جرت
دموعه غزارا وسالت دماءه انهارا وتوسلاته
جابت اسماع الكبار والصغار.
وحالنا خير شاهد لمن اراد الانكار.
وقفة التحدي مع النفس
اذا كان المستحيل يمكن ان يكون ممكنا فان تعويض
الكثير مما فات ليس بمستحيلا. ان نقص الوسائل ليس
سببا يعزى اليه تقصيرنا تجاه انفسنا ومجتمعنا لان
اجدادنا الذين علموا العالم لم يخرج احدا منهم من جامعة
جبارة بوسائلها التعليمية والتثقيفية. فليس من الحكمة ان
ان نضيع تلك الكنوز من تجارب اسلافنا بلا ادنى استفادة
منها رغم ان ذلك لن يكلفنا كثيرا فكما قال لقمان الحكيم
اسئل المجرب وتعلم فإنه بذل لاكتسابه الوقت والجهد
والمال وانت تاخذه منه بالمجان, او ما معناه.
ولا يجب علينا ان نطمئن الى الى علم يخلوا من الحكمة
لان العلم سلاح ذو حدين فان خلا من حكمة تعقله وتتحكم فيه
اصبح نقمة بدلا من نعمة نافعة واوجد عالما مثل عالمنا هذا
الذي لاتجد فيه من يضحك الا وتجد في المقابل الملايين من
العيون التي جف دمعها ودمها.
الغرب والشرق استفاد من كنوز اسلافنا وبنى على انقاضها
حضارتة المعاصرة بكل ما فيها من زخم التطور الايجابي
والسلبي.
وان ما يحز في القلب ان بعض علماء اليوم صخروا بعض
فروع العلم لصنع الوسائل الفتاكة منها القنابل الذرية التي تحدث
عن بعض خصائصها عالم في بغداد الرشيد قديما دون ان يخوض
في تفاصيلها او معادلتها الرياضية ربما خوفا من آثارها التدميرية
والتي ذكرها حينها.
الم نورد آنفا ذكر ان الحكمة صمام العلم والمسلم يحثه دينه ان
يبني لا ان يدمر ان يزرع شجرة حتى لو لن ياكل ثمرها بل
وحتي وان القيامة قائمة وان ينفع الناس ولا يضرهم حتى ببيع
لحم خنزير او خمر للمسلم وغير المسلم.
الا ان الذي يدعوا للاسى اليوم ان الكثير من عقول المسلمين
النازفة واموالهم الهاربة وجهودهم المشتتة هنا وهناك مصخرة
بعضها في مثل تلك المجالات اللاخلاقية لحساب اعدائهم الذين
يدكون بلادهم اطفالهم نسائهم وشيوخهم بتلك الوسائل الفتاكة
بكل مقومات الحياة والمصنوعة بجهودهم واموالهم.
اذن, اذا راينا علماء او غيرهم ممن يتعلمون يركضون وراء
العلم والحكمة فالنستبشر خيرا لانه من يؤتى الحكمة فقد اوتي
خيرا كثيرا. فإن عقل العلم الحكمة ولا خير في جسد يخلوا من
عقل.
......
مداد
راجي
كتبت هذه المقالة ايام الدراسة الثانوية قبل سنوات
وسنوات وسبق نشرها في احد المجلات المعروفة.
تشابه الظروف بين الامس واليوم جعلني اعيد
نشرها هنا فما اشبه الليلة بالبارحة!
تعليق