ظل نهر الاردن يتدفق بغزارة وحيوية يسكب الخير على ضفتيه عبر الاف السنين كما يشكل شريان الحياة لبحيرة لوط او ما سمي بالبحر الميت حيث لا وجود للحياة في مياهه بسبب ملوحتها -- ظل النهر هكذا الى ان دنست اقدام الغزاة الصهياينة ارض فلسطين تحت اسطورة ارض الميعاد !!؟؟ ثم بدأوا بسرقة مياه النهر كما هو شأنهم في سرقة الارض والعبث بمقدرات الشعوب واشاعة الفتن والفساد والافساد اينما حلوا او ارتحلوا ؟؟؟- هكذا لفظتهم شعوب العالم لتلقي بهم كالنفايات في ارض العرب ؟؟ - تركوا النهر اخدودا ضامرا لا ماء فيه الا القليل وكأنه يشكو العطش او الحداد على اصحابه الحقيقيين !!؟؟ حتى البحر الميت بدأ يحتضر ويستغيث بالبحر الاحمر ليزوده بشريان الحياة من جديد بعد ان انخفض منسوبه واضمحل كيانه ؟؟؟
لقد ظل نهر الاردن باسما فرحا يستقبل الوافدين اليه من كل اتجاه حتى دنسته وعبثت به يد الغدر والعدوان فاضحى عابسا هزيلا يقوم فوقه بعض الجسور التي مرت عليها قوافل اللاجئين المهجرين الذين ارغموا على هجر وطنهم بقوة السلاح وتآمر المتآمرين ؟؟؟
يشكل جسر الشيح حسين الذي اقيم على الجزء الشمالي من النهر امام مدينة بيسان يشكل معبرا يعبر عليه البعض ممن اضطروا في ظروف صعبة للتنقل بين الضفتين وكنت احد العابرين فوق الجسر لزيارة ما تبقى من اهلي على قيد الحياة وكي اشم رائحة وطني واستطلع مسقط رأسي ؟؟؟ انه من سخرية القدر ان تسمح لي سلطات الاحتلال بالزيارة لمدة اسبوع واحد فقط وانا صاحب الارض والحجر والشجر ؟؟؟ لقد اختلطت علي مشاعري وانا اجتاز المعبر بين شوق للقاء الاهل والاصدقاء وبين حزن لما الت اليه احوال الامة ؟؟ كان بودي لو عبرت مع جحافل صلاح الدين او الظاهر بيبرس والذي امر ببناء جسر فوق النهر وبنفس المكان ومن خمسة اقواس عام 1266 بعد هزيمة المغول في معركة عين جالوت بفلسطين ؟؟؟ اتمنى لو ادخل المعبر مع جحافل المقاومة حاملا سلاحي في وجه العدوان من اجل تحرير الارض والمقدسات من رجس المحتلين الصهاينه ؟؟؟
لقد وقفت وجها لوجه امام موظفي الاحتلال وجنوده وهم كالصعاليك في حارة اللصوص يتلفتون يمنة ويسره كاللص الهارب وفي يده المسروقات - فهم يدركون تماما ان الارض ليست ارضهم وان الامكنة ترفضهم وان بقاءهم فيها مؤقت مهما طال الزمن ؟؟؟
ليس عندي ادنى شك ان الامة العربية والاسلاميه لا بد وان تقف شامخة من كبوتها بعد المخاض العسير الذي تعاني منه حاليا ولا بد ان تهب هبة واحدة لتحرير افلسطين من رجس الصهاينة وتعيد المقدسات الاسلامية والمسيحية تحت راية العروبة والاسلام كما كانت وان الفتاوي التي قزمت القضية الفلسطينية لتجعل الجدال قائما بين القاء اللوم على من يزور اهله ووطنه تحت الاحتلال واعتبار ذلك نوعا من التطبيع مع العدو او ان التواصل مع الاهل هناك غربي النهر هو نوع من الدعم المعنوي والمادي لهم يقوي صمودهم في وجه الترحيل والتشريد - فلولا وجودهم هناك لما داست قدم عربي خلف النهر في هذا الزمن على الاقل ؟؟
متى تتغير الفتاوي لتخوض في تسخير كل الامكانيات لتحرير فلسطين من النهر الى البحر ويصبح الجدل قائما بين تجنيد النساء والشيوخ والاطفال للجهاد او الاكتفاء بتجنيد ملايين الشباب القادرين على حمل السلاح والزج بهم لتحقيق المهمه ؟؟؟
ستظل الجسور على نهر الاردن جسور امل حي يراود احرار الامة ويحيك في صدورها من اجل تحرير الارض والانسان واعادة الحق الى اهله ومعبرا في القريب ان شاء الله لجحافل التحرير والنصر باذن الله ؟؟ ولينصرن الله من ينصره
تعليق