تستذكر دخول قطاعات من الجيش العراقي بقيادة المقدم عبد الكريم قاسم في 31 – 5-1948 بلدة كفر قاسم الفلسطينيه - حين زحفت الجيوش العربية نحو فلسطين لانقاذها من الاحتلال الصهيوني – وقد ابلت تلك القوات العراقية بلاءا رائعا حيث حررت البلدة واستعادت الحقول والبيارات المجاورة وعسكرت في البلدة قرابة العام --- ولم تكتف تلك القوات بتحرير البلدة واراضيها وانما عمدت خلال تلك الفترة بتحسين البنية التحية للبلدة واقامة علاقة صداقات مع سكانها – ثم انسحبت منها لتسلمها للجيش الاردني والذي سلمها للقوات الاسرائيلية ودخلتها دون قتال بموجب اتفاقات رودس بتاريخ 6 – 5 -1949 -----
ودارت عجلة الزمن لتجعل من عبد الكريم قاسم والذي لقب حينها بالزعيم لتجعل منه قائدا لانقلاب عسكري على القيادة الهاشمية في العراق عام 1958 – وشاءت الاقدار ان يعدم الزعيم في انقلاب عسكري آخر - ثم توالت الانقلابات العسكرية في العراق والبدان العربية في اعقاب نكبة عام 1948 والتي هزمت فيها الجيوش العربية بسسب عوامل عديده اهمها عدم الاستعداد الكافي للحرب بسبب خروج معظم الدول العربية من الاحتلالات الاجنبية حديثا والتي ابقت على ضعفها وتفككها ونتيجة الاوضاع السياسية المعقدة انذاك ----
ومع هذا استطاعت تلك الجيوش الابقاء على سلسلة المرتفعات الفلسطينيه والتي عرفت فيما بعد بالضفة الغربية والتي تشكل 22% من مساحة فلسطين التاريخيه – كما استطاعت الابقاء على المقدسات في القدس تحت السيادة العربية - ولكن لم يطل الوقت لاكتمال احتلال فلسطين بكاملها من قبل الصهاينة عام 1967 وهو ما عرف بعام النكسة – لقد فشلت الانقلابات العربية في استرجاع فلسطين والتي كان عنوان قيامها هو تحريرفلسطين والثأر لنكبة عام 1948 ---؟؟؟؟
في مساء يوم الاثنين 29 – 10 – 1956 وهو اليوم الذي بدأت فيه قوات العدوان الثلاثي لكل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل بالهجوم على مصر لاعادة احتلال قناة السويس والتي كان جمال عبد الناصر قد اعلن تأميمها -- وكذلك اجهاض حركة التحرر العربي بقيادة عبد الناصر وتصفية قضية فلسطين --- وقد فشل هذا العدوان في تحقيق اهدافه بسبب الصمود والمقاومة الاسطوريه التي سطرها الشعب المصري وبرزت بورسعيد كمدينة البطولات والمقاومة وعادت سيناء الى مصر بعد احتلالها من قبل تلك القوات ---
في مساء بدء العدوان على مصر اعلنت قوات الاحتلال الصهيوني فرض حظر التجول على القرى العربية القريبة مما يعرف بالخط الاخضر بين الضفة الغربية والاراضي المحتله عام ثمانية واربعين وذلك لضمان الهدوء عند تلك القرى العربيه والتفرغ للعمليات ضد القوات المصرية في سيناء - وكانت التعليمات واضحة بالقتل بدم بارد دون عواطف حتى لمن لم يعرفوا بساعات منع التجول سواء كانوا عائدين من اعمالهم خارج بلدة كفر قاسم او عائدين مع مواشيهم من حقول الرعي - في تلك المذبحة قتل تسعة واربعون فردا اعزل بدم بارد منهم الشيوخ والنساء والاطفال وثلاثة اولاد من القرى المجاوره لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشره –
حاولت السلطات الصهيونية التعمية على المذبحه ولما شاع خبرها حاولت خداع الرأي العام العالمي وامتصاص النقمة وذلك بعقد محاكمات صورية لمنفذي المذبحة وقادتهم - ومن السخرية القول ان القائد المباشر الذي اعطى التعليمات بالقتل قد ادين بخرق صلاحياته بزيادة عدد ساعات منع التجول وتم تغريمه قرشا واحدا !!!؟؟؟ ومما يجب ذكره ان الصهيوني بن غوريون كان رئيسا لوزراء العدو انذاك ووزيرا للدفاع وكان موشي دايان رئيسا لاركان الجيش ---؟؟
لقد وقفت امام اللوحة الحجرية التذكارية لشهداء تلك المذبحة وقلبي يمتلئ حقدا وغضبا ونفسي تتوق للثأر من أولئك الذين احتلوا ارضنا وشردوا شعبنا واستولوا على خيراتنا واقترفوا المذابح البشعة بحق ابناء شعبنا – وانا واثق تماما ان موعد الثأر لن يطول وان الامة سوف تخرج معافاة قوية بعد المخاض العسير الذي تعانيه حاليا وسوف ياتي اليوم الذي يزهر فيه الربيع العربي ليحشد طاقات الامة وهي كبيره لاسترجاع الحق الفلسطيني والثار للمذابح التي ارتكبتها الايادي الصهيونية على مر السنين بحق الفلسطينيين والعرب عموما واسترداد الكرامة العربية التي لطخت على ايدي حثالات العالم من بني صهيون ؟؟؟ ان قضية فلسطين وشعبها تسكن في قلب كل عربي ومسلم مهما طال الزمن وهي قضية مقدسة يلتزم بها كل عربي ----
تعليق