Tweet
للقدس رائحة اخرى
تتجه من جبل النار – مدينة نابلس – نحو القدس – مدينة المقدسات - وكل ذرة تراب من ارض فلسطين - مقدسة - تسبح بحمد ربها وتحكي صفحة من صفحات التاريخ ؟؟؟
تتعرج بك الطرقات وقد تناثرت القرى العربية على اطرافها وتشعر بالم واشمئزاز وانت ترى المغتصبات الصهيونية وهي تعلو قمم الجبال وكانها ذباب ينتشر على طبق من عسل ؟؟؟وحين تقترب من المدينة تشم رائحة التاريخ وحين تقع عيناك على اسوارها يفتح التاريخ صفحاته لتقرأ وتتمعن وتأخذ العبر !!!!
ظلت القدس عربية منذ فجر التاريخ فقد اسسها اليبوسيون العرب قبل اكثر من 5000 سنه قبل الميلاد وتعاقبت عليها الاقوام العربية من الكنعانيين والعموريين وتوالت الهجرات اليها من الجزيرة العربية عبر تاريخها الطويل وبالرغم من احتلالها من قبل اقوام اخرين فترات من الزمن الا ان سكانها العرب الفلسطينيون ظلوا يسكنونها خلال تلك الحقب من التاريخ --------
اما ما يدعيه الصهاينة من ان انبياء الله داود وسليمان عليهما السلام قد سكنوها في مرحلة قصيرة من تاريخها الطويل فاننا نؤمن ان انبياء الله هم مسلمون قبل كل شئ وقد عاشوا في ظل المنهج الاسلامي الذي اوحى به الله لهم انذاك – وما جاءت اليهودية الا من بعد موسى عليه السلام حيث انحرف اليهود عن منهج الله عز وجل وتفرقوا في الارض ( وقلنا لبني اسرائيل من بعده اسكنوا الارض ) – سورة الاسراء - وعلى اية حال فان وجودهم في فلسطين وجود طارئ - هذا اذا كانوا قد دخلوها اصلا - فان هناك بعض المؤرخين ينفون دخول اليهود الى فلسطين ( كتاب زكي الغول – محافظ القدس سابقا - )؟؟؟ على عكس الوجود العربي الذي استمر عبر التاريخ ---
لقد دارت حروب بين الفرس والروم في بلاد الشام وكان ان احتل الفرس فلسطين قبل الفتح الاسلامي بسنوات قليله سنة 614 ميلاديه - ولكن الروم عاودوا الكرة وانتصروا عليهم بقيادة هرقل حتى جاء الفتح الاسلامي ( بسم الله الرحمن الرحيم - الم – غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ----- ) صدق الله العظيم – سورة الروم --
لقد كان للفتح الاسلامي عام 636 ميلادي على يد الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - كان ذلك نقطة تحول في تاريخ المدينه – فها هو الخليفة عمر يصل اسوار المدينة المحاصرة من قبل الجيش الاسلامي بقيادة ابي عبيدة ( رضي الله عنه ) وقد وصلها وهو يجر ناقته وقد امتطاها خادمه الذي كان يتبادل ركوبها معه طيلة الطريق قادمين من المدينة المنوره - وصل وهو يرتدي رداءه المرقع ليتسلم مفتاح المدينة من البطريرك صفرونيوس ممثلا لامبراطور الروم - والذي وافق على استسلام المدينة على ان يسلمها لخليفة المسلمين – وقد كتبت وثيقة الصلح والتي عرفت بالعهدة العمرية والتي تعطي لاصحاب الديانات الاخرى حرية العباده والامان والامن لمعابدهم وممتلكاتهم وقد رفض الخليفة المسلم الصلاة في كنيسة القيامة حتى لا يستبيحها المسلمون فيما بعد ويتخذونها مسجدا لهم ؟؟؟ وقد شهد العهدة العمرية كل من خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن ابي سفيان الى جانب القائد ابو عبيده عامر بن الجراح --
ظلت المدينة تحت الحكم الاسلامي منذ ذلك التاريخ الا خلال فجوات ايام الغزوات الصليبية والمغوليه وقد تطهرت بفعل قادة عظام امثال صلاح الدين الايوبي واسامة بن المنقذ والظاهر بيبرس وقظز وغيرهم -----
سقطت القدس في ايدي قوات الاحتلال الصهيوني عام 1967 وقد حاول الصهاينة من خلال الحفريات المستمره ايجاد ما يبرهن على ان لهم وجود قديم في المدينة المقدسه فلم يعثروا على اي شئ بالرغم من تفننهم في التزوير وسرقة التراث الفلسطيني- حتى الملابس والاكلات والدبكات الفلسطينيه قد قاموا بسرقتها وحتى شعار ما يسمى بنجمة داود وهي النجمة السداسيه انما هو شعار صلاح الدين الايوبي فقد سرقوه من ضمن المسروقات واتخذوه شعارا لهم ؟؟؟ ورسموا المقابر الوهمية لموتى لا وجود لهم ؟؟؟؟
لا يسمح الصهاينة حاليا بدخول المدينة واماكنها المقدسة لا يسمحون للفلسطينيين الا لمن تجاوزت اعمارهم الخمسين عاما وفي يوم الجمعة فقط وما زالت حفرياتهم مستمرة تحت المسجد الاقصى تمهيدا لهدمه واقامة الهيكل المزعزم على انقاضه ؟؟؟
وانت تمر في شارع صلاح الدين نحو باب الزاهرة باتجاه ساحات المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفه تشم رائحة التاريخ المميزه - وتستذكر شهداء الامة الذين قضوا دفاعا عن القدس وتشعر بان الطرق تكاد تلفظ كل ما يمت للصهيونية بصله وتشعر بمحبة وانجذاب نحو كل المباني المحيطة والطرقات وتكاد تحتضن سكان تلك الازقة والطرقات والبائعين على اطرافها والصامدين على ارضها رغم المضايقات والمتاعب الذي يسببها لهم الصهاينة لتهجيرهم ؟؟
وبالرغم من حلاوة المشهد الا انك تشعر بانقباض وانت ترى النوافير التي كانت مخصصة للوضوء وقد تعطلت وحين ترى بعض الصهاينة وهم غرباء في المشهد تكاد تبصق عليهم وتشعر تماما انهم لا يمتون للمكان بصله – تشم رائحة الاحتلال النتنه تختلك برائحة البخور والعنبر فتجعل لها طعما غريبا فتتألم وتشعر بالرغبة في الانتقام - وانها غفلة في جدار الزمن تم اختراقها مؤقتا لتعود القدس عربية كما كانت طيلة عهدها ؟؟؟ تغادر المسجد الاقصى وارض المقدسات عبر باب القطانين ثم نحو باب الواد ثم باب العامود وتغادر وانت متفائل بان يوم النصر قريب وان الوجود الصهيوني في القدس ليس احسن حالا من الوجود الصليبي او المغولي ---
القدس ارض المقدسات فيها المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفيها قبة الصخره - مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وحائط البراق وكنيسة القيامه وسائر المقدسات الاخرى وهي امانة في اعناق العرب والمسلمين حتى تقوم الساعه فلا تدعو الاحداث التي تمر بها الامة تحجب الرؤيا عن القدس وقضية فلسطين فهي قضية العرب والمسلمين الاولى وهي جزء من عقيدتنا لا تنفصل ولا تغيرها الاحداث والسياسات ؟؟؟
تعليق