اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحكومة البحرينية واستراتيجية مواجهة مسلسل العنف اليومى

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • الحكومة البحرينية واستراتيجية مواجهة مسلسل العنف اليومى

    الحكومة البحرينية واستراتيجية مواجهة مسلسل العنف اليومى
    ---


    فى واحدة من جرائم العنف التى ترتكبها الجماعات الخارجة على القانون، تعرضت ثلاث مدارس بحرينية لاعتداءات متزامنة ليصل عدد الاعتداءات التى تم ابلاغ الجهات الامنية المختصة زهاء 156 اعتداء متنوعا على مختلف المؤسسات التعليمية، وهو ما ينذر بفتح مجال جديد للعنف الممنهج الذى تمارسه تلك الجماعات، فبعض ان كان مقصدها موجه الى الشارع البحرينى على عمومه والى المنشآت العامة والخاصة على وجه الخصوص، بدأ يأخذ منحى أكثر خطورة وتهديدا لامن كل بيت بحرينى. فتوجه العنف الى تلاميذ المدارس بمراحلها المختلفة يحمل رسالتين مهمتين: الاولى، أن يعيد الى الذاكرة البحرينية الاحداث المؤسفة التى شهدت المملكة خلال شهرى فبراير ومارس 2011 حيث جرى الاعتداء الغاشم والواسع على المؤسسات التعليمية بما مثّل للمرة الاولى فى تاريخ المملكة انتهاك حرمة تلك المؤسسات التى تعد منارة للعلم والفكر المستنير بعيدا عن التعصب المذهبى او الطائفى او العرقى، فتمثل بوتقة لصهر الخلافات والتباينات بين ابناء الوطن، إلا ان هؤلاء المتعصبون ارادوا خلال تلك الازمة نقل امراضهم النفسية وعدائهم للمجتمع الى زهور المستقبل وحاملى مشاعل بناءه، وهو ما يتكرر اليوم من خلال نقل ممارسة العنف والتعصب الى تلك الساحات العلمية. أما الرسالة الثانية، فهى رسالة تحذير الى المجتمع البحرينى برمته أن ترك هذا الامر دون استهجان ورفض بل ومواجهة حاسمة يعنى توسيع دائرة الاعتداء ليشمل الى جانب الاعتداء على المؤسسات الى الاعتداء على الاطفال وممارسة الخطف والقتل بحقهم سعيا الى نشر الفوضى وزعزعة استقرار المجتمع.
    وفى ضوء هاتين الرسالتين، تتحمل الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان آل خليفة – كالعهد بها دائما- مسئولية مواجهة مثل هذه التهديدات والممارسات الارهابية التى تستهدف امن الوطن وامان المواطن، من اجل الوصول الى اهداف تخريبية ومقاصد شيطانية تلبى طموحات شخصية وآمال ذاتية بعيدا عن الانتماء الوطنى حيث تعلو انتماءات اخرى بعضها عرقى واكثرها مذهبى عقائدى. وفى هذا الخصوص، من المهم ان تستكمل الحكومة البحرينية استراتيجيتها المتكاملة فى مواجهة هذه التهديدات. صحيح ان الحوار الوطنى الذى تشارك فيه الحكومة اليوم تستهدف به استكمال النهج الاصلاحى وبناء الاقتصاد الوطنى على اسس راسخة من الرؤية الحكيمة التى ينتهجها الامير خليفة بن سلمان فى ادارته لدفة الحكم من خلال برامجه الطموحة وسياساته المحددة، إلا انه من الصحيح ايضا ان الحوار وحده لا يكفى من اجل ردع المعتدين وترويع المخربين وحماية الامنين من الممارسات الارهابية، حيث يصبح الحديث عن الحوار مع من لا يؤمن به تضييع للوقت وتفويت للفرصة وارهاق للدولة ونزيف للاقتصاد الوطنى وتهديدا لامن المجتمع واستقراره وفصم لعروة الوطنية بين ابناء الشعب البحرينى. فلم يعد من المقبول ان تستمر مثل هذه العمليات الارهابية بحق المؤسسات التعليمية وغيرها من مؤسسات الدولة من جانب هذه الجماعات التى تتمتع بغطاء سياسى من جانب بعض القوى الموصومة بالمعارضة، فالمعارضة الحقيقة هى التى تملك البرامج البديلة والرؤى المتنوعة لبناء الوطن وتسهم فى تصحيح المسارات الحكومية وتصويبها اذا انحرفت عن اهدافها، فى حين ان ما يمكن ان نراه فى بعض القوى السياسية البحرينية انها لا تمارس دور المعارضة الحقيقى وإنما كل ما يعنيها هو هدم المعبد على الجميع من خلال تعطيل جلسات الحوار الوطنى بفرض شروط ووضع اشتراطات غير مقبولة فى اى حوار يمكن ان يجرى بين طرفين هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، عليها ان تعلن امام الجميع براءتها من ممارسات العنف التى تهدد امن المجتمع وتروع المواطنين وتقدم صورة سلبية عن المملكة تؤثر بدورها على اوضاعها الاقتصادية والسياسية بما ينعكس بدوره على احوال المواطنين ومتطلبات معيشتهم. وهو ما يدعو الحكومة البحرينية ان تضرب بيد من حديد على كل من يسعى الى تهديد الامن الوطنى وتخريب الاقتصاد القومى وترويع المواطنين ونشر الفوضى بين ربوع المملكة.
تشغيل...
X