اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس البشريه

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • النفس البشريه


    منذ أن هبط الانسان على الأرض وهو في صراع مع البيئة من حوله ومع نفسه من أجل الشعور بالأمن والاستقرار والراحه – لقد فطرت النفس البشرية على مكنونات من الخوف وراجاء والحب والكراهية والايمان والشك والواقع والخيال والحقد والتسامح عوامل تتشابك داخل النفس لتستقر على منهج معين يتفق مع أهوائها وقناعاتها – فهذا قابيل يقتل أخاه هابيل حين شربت نفسه من كأس الحقد والحسد حين تقبل الله قربان أخيه ولم يتقبل قربانه ولما أحس بعجزه عن التصرف بجثة أخيه وما وجد حيلة الا في ان يأخذ الدرس من الغراب عندها أصبح من النادمين ؟؟
    ومنذ أن ظهرت الفلسفة عند اليونانيين في أوائل القرن السادس قبل الميلاد ( حكمة الغرب – برتراند رسل ) والفلاسفة يبحثون عن حقيقة النفس البشرية ونوازعها – فعند الخروج من حيز العلم المطلق ويدخل في منطقة المجهول يلجأ الانسان للفلسفة لحل بعض الألغاز ؟؟ علما بأنه ليس في الفلسفة عقائد راسخه أو مسلمات – يقول الدكتور الكسيس كاريل في كتابه الانسان ذلك المجهول : ( لقد بذل الجنس البشري جهودا جباره لكي يعرف نفسه ولكنه لم يتوصل الا الى معرفة جوانب معينة فقط – اننا لا نفهم الانسان ككل فكل واحد منا مكون من موكب من الأشباح تسير في وسطها حقيقة مجهوله – ان معرفتنا بأنفسنا ما زالت مجهولة وان النفس والجسم ما هما الا مظهران أو جانبان لشئ واحد هو الانسان )
    ويقول برتراند رسل في كتابه حكمة الغرب : ( هناك موقفان ازاء المجهول أقوال الناس الذين يقولون انهم يعرفون من كتب معينه أو مصادر أخرى للوحي – وهذا هو طريق الدين – والآخر أن يخرج المرء ويرى الأمور بنفسه وهذا هو طريق العلم والفلسفه ) ويقول توينبي المؤرخ البريطاني في كتابه تاريخ البشريه : ( ان حضارة الغرب مبنية على تراث علمي وفلسفي وأن الأجوبه خارج حدود العلم هي حدس ديني وأفعال ايمان لا يمكن التثبت منها ) –
    من هنا يتبين أن الحضارة الغربيه تقوم على مزيج من العلم والفلسفه بعيدا عن الايمان الديني الذي يولد الطمأنينة والاستقرار داخل النفس البشريه – قبالرغم من التقدم الكبير في مجال العلوم والاقتصاد فان المجتمعات الغربيه تعاني من فراغ روحي يتمثل في انتحار بعض العلماء والكتاب والفلاسفة ورجال الاعمال ؟؟ أمثال آرنست هومنجواي وديل كرنيجي وماريا كالاس وغيرهم الكثير ؟؟
    لقد تصور أفلاطون النفس البشرية فرسا ذات أجنحة غذاؤها الجمال والحكمة والصلاح فلما هبطت فقدت جناحيها ودخلت جسم الانسان –
    أما أرسطو فيرى أن مطالب النفس اذا تعدت قدرة الانسان أهلكته وهذا ما يراه المتنبي حين يقول : - واذا كانت النفوس كبارا --- تعبت في مرادها الأجسام
    وهو يقر بان أهواء النفس تظل مجهولة حين يقول : -
    لهوى النفوس سريرة لا تعلم --- عرضت نظرت وخلت أني أسلم
    اما ابن سينا فيرى أن النفس روحا عند الخالق ثم هبطت ودخلت جسم الانسان اذ يقول : -
    هبطت اليك من المحل الأرفع --- ورقاء ذات تعزز وتمنع
    وقد رد عليه الشاعر الكبير أحمد شوقي فيرى انها تزداد غموضا كلما ازداد البحث عنها اذ يقول : -
    ضمي قناعك يا سعاد أو ارفعي --- هذي المحاسن ما خلقت لبرقع
    أما ايليا أبو ماضي فقد حاول التعرف عليها ولكنها ازدادت غموضا اذ يقول : -
    أنا لست بالحسناء أول مولع --- هي مطمع الدنيا كما هي مطمعي
    فتشت جيب الفجر عنها والدجى --- ومددت حتى للكواكب اصبعي
    وحسبتني أرنو اليها مسرعا --- فوجدت أني قد دنوت لمصرعي
    وعلمت حين العلم لا يجدي الفتى --- أن التي ضيعتها كانت معي
    ****
    نظرة الاسلام للنفس البشريه : -
    لقد ورد ذكر النفس في القرآن الكريم في ( 367 ) موضع يدل كل منها على دلالة مختلفه حسب سياق الآيه – فالنفس هي أصل البشريه ( يا ايها الناس انا خلقناكم من نفس واحده ) ومنها أن النفس هي الانسان بكليته ( واتقوا يوما لا تجوي نفس عن نفس شيئا ) – ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) – كما وردت للدلالة على الضمير : ( ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه )
    على ان ما يهمنا كمسلمين هو أن نتعرف على أحوال النفس البشريه والتي يمكن تلخيصها في حالات ثلاث : -
    أولا - النفس المظمئنه ( يا أيتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) – وهي النفس المؤمنه التي ارتضت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا – أطمأنت الى منهج الله عز وجل والى حساب الآخره وتوكلت على الله والتزمت بمنهجه قولا وعملا - انها نفس عالية الهمة قوية الاراده
    ثانيا - النفس اللوامه – ( لا اقسم بيوم القيامه ولا اقسم بالنفس اللوامه ) هي نفس مؤمنه تحاسب صاحبها على التقصير في السير على المنهج الالهي محاولة كبح رغباته ونزواته المحرمه وتحاول اعادته الى الطريق السوي ففي صاحبها من الضعف ما يجعله يحيد احيانا عن المهج السوي فتأنبه وتعيده الى جادة الصواب وتلومه على التقصير في عمل الخير –

    ثالثا – النفس الامارة بالسوء ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) – هي النفس التي تزين لصاحبها المعاصي والموبقات وتبعده عن طريق الهداية وتجره نحو الغوايه – نفس وضيعه ضعيفه لا تتحكم في رغباتها –
    ***
    من هنا يتبين مما سبق ان النفس البشرية كالفرس الجامح تركض بصاحبها نحو السعادة أو الشقاء فلا بد من كبح جماحها بتربية النشأ التربية السليمة المنضبطه في ظلال الايمان كي تسير على المنهج الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لنا فالنفس السوية المتوازنة المؤمنه تدفع بصاحبها نحو السكينة والراحة النفسيه والسعادة الأبدية فالأمن والاطمئنان لا يلازمان الا المؤمن ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) – والظلم هو الشرك في المقام الأول – اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت من زكاها أنت وليها ومولاها ---


  • #2
    الرد: النفس البشريه

    اللهم زكي نفوسنا انت خير من زكاها
    تحياتي اخي نواف
    دمت بصحه وعافيه

    تعليق


    • #3
      الرد: النفس البشريه

      شكرا على مرورك اخي صقر
      ان النفس لامارة بالسوء الا من رحم ربي - اللهم يقبل دعاءك

      تعليق

      تشغيل...
      X