عقبات تقف في طريق المسلم فأحذروها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وكفى وصلاة وسلامآ على نبيه المصطفى ، أما بعد فأن معرفة الشر والبصر بالعقبات التي تعترض المسلم وتعوقه عن السير في طريق الهدى والأستقامة أمر ضروري لكل من أراد النجاة من هذه الشرور وتلك العقبات ولذلك بين الله عزوجل في كتابه منهاج أهل الضلال وأساليبهم في الصد عن سبيل الله كما قال تبارك وتعالى:

(وكذلك نفصل الأيت ولتستبين سبيل المجرمين)

وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يسألون عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني

ومن هذا المنطلق سنتطرق الى تلك العقبات والشرور نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.

الكفر: الكفر هو أعظم العقبات التي تواجه المسلم،إذ بحصوله ينتقل العبد من ديوان السعداء الى ديوان الأشقياء والعياذ بالله ،ومن زمرة عباد الله المفلحين الى زمرة أعداء الله الكافرين ،ومن حزب الله الفائزين الى حزب الشيطان الهالكين .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الكفر فقال صلى الله عليه وسلم:لاترجعوا بعدي كفارآ يضرب بعضكم رقاب بعض . رواه النسائي وصححه الألباني
والكفر يحبط العمل ويوجب غضب الله ولعنته وعذابه في الدنيا والآخرة.
والكفار شر الدواب عند الله والكفر من فعل الشياطين .
الكفر نوعان أكبر وأصغر :
الأكبر : هو الكفر الأعتقادي المضاد لأصل الإيمان ، وبحصوله يخرج العبد من الأسلام ويحبط عمله ،ويوجب له الخلودفي النار مع الكافرين .
والكفر الأكبر خمس أنواع : 1:كفر التكذيب ،وكفر الأستكبار والإباءمع التصديق ،وكفر الإعراض،وكفر الشك وكفر النفاق.
أولآ: كفر التكذيب: وهو اعتقاد كذب الرسل أو اعتقاد أحدهم كاذب.
الثاني :كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: وهو سبب كفر عامة الكفار بل هو سبب كفر أبليس وفرعون واليهو وغيرهم من أعداء الرسل كما حكى تعالى عن فرعون وقومه أنهم قالوا:
((أنؤمن لبشرين مثلنا وقمهما لنا عبدون))
فلم يصرفهم عن الإيمان بموسى وهارون الا الكبر والغرور.
كفر الإعراض: وذلك بأن يعرض بسمعه وبقلبه عن الرسول فلا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يقبل ماجاء به ولا يرده.
كفر الشك:وذلك بأن يشك في أمر الرسول فلا يتيقن صدقه ولا كذبه ولو تأمل هذا الشاك فيآيات صدق الرسول لأزالت عن بصيرته كل شك وشبهه.
كفر النفاق : وهو إظهار متابعة الرسول مع رفض ماجاء به وجحده بالقلب، فهو مظهر للإيمان مبطن للكفر.
الكفر الأصغر: لا يخرج به العبد من الأسلام ولكنه يستحق الوعيد الشديد والعذاب الأليم في جهنم دون الخلود ويعد صاحبه مرتكبآ لكبائر الذنوب وعظائم المعاصي .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أثنتان في أمتي هما بهم كفر: الطعن في النسب،والنياحة)) رواه مسلم.
ومن مظاهر الكفر الأصغر: قتال المسلم، والحلف بغير الله ، وإتيان الكهان، وإتيان المرأ في دبرها، وقول المؤمن لأخيه المؤمن ياكافر ..وغيرها .
فالحذر الحذر من الكفر .

الشرك بالله:في خطورته على المسلم ،وهو الذن الذي لا يغفر الله تبارك وتعالى
((إن الله لا سغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء))
والمشرك حابط العمل وقد قال الله تعالى:
((ولئن أشكرت ليحبطن عملك ))
والمشرك من شرار الخلق عن الله تعالى :
(( إن الذين كفروا من أهل الكتب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها ،أؤلئك هم شر البرية))
الشرك نوعان أكبر وأصغر.
فالأكبر : يخرج العبد به من الأسلام ، ويحبط به عمله، ويخلد في نار جهنم ،ولا يغفر الا بالتوبة الصادقة النصوحة.
ومنه : الطواف بالقبور ،ودعاء الأموات ،والذبح والنذر لغير الله ،والسجود لغير الله سجود عبادة،ومحبة غير الله كمحبة الله والخوف من غير الله كخوف الله ،وإبتغاء الرزق من غيرالله وأعتقاد أن غير الله يرزق، والأستغاثة والأستعانة ،وأعتقاد أنه يكون في الكون مالايشاؤه الله.
الشرك الأصغر:لايخرج العبد به من الأسلام ،ويستحق العبد به الوعيد والعذاب في نار جهنم بلا خلود:
ومنه الحلف بغير الله ويسير الرياء وغيره.
سبل الوقاية من الشرك:
الأخلاص بالعبادة لله وحده،والتعلم الشرعي ، ومعرفة الشرك وأنواعة وعدم مصاحبة الجهلة .
النفاق: هو الداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ككتلئآ منه وهو لا يشعر به.
وهو نوعان أكبر وأصغر:النفاق الأكبر يخرج العبد من الأسلام ويجعله مخلد في الدرك الأسفل من النار كما قال المولى :
(( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار))
وهذا النوع لا يغفر الا بالتوبه منه،وهو أناي النفاق الأكبر هو أبطان عكس ما تظهر ففي الظاهر إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وهو في الباطن مكذب كافر به .
علاماته: بغض الرسول صلى الله عليه وسلم وبغض المؤمنين، عدم الإيمان بالكتاب أم ببعضه، عدم التحاكم الى الله ورسوله، والتحاكم الى الطاغوت وكراهيته أنتشار الدين وأرتفاعه،وعدم الإيمان بوعد الله ووعيده في الباطن، الصلاة صلاة رياء .
النفاق الأصغر: لا يخرج من الأسلام أنما يستوجب الوعيد بالعذاب الشديد:
منه : أخلاف الوعد والكذب في الحديث والخيانة في الأمانة والغدر في العهود.
قال صلىالله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقآ خالصآ ، ومن كانت فيه خصلة منهن ، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:إذا أتمن خان ،وإذا حدث كذب ،وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . متفق علي

الفسوق والعصيان :فسوق كفر يخرج من الأسلام.
ونوع لا يخرج من الأسلام.
والمقرون بالعصيان هو المذكور بالآية:
(( ولكن حبب اليكم الإيمان وزينة في قلوبكم وكرهه اليكم الكفر والفسوق والعصيان))
والذي لايخرج من الأسلام كقول الله تعالى :
((إن جاءكم فاسق بنباء فتبينوا ))
فالمقرون بالعصيان هو أرتكاب مانهى الله عنه.
((الا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)) فسميت مخالفته فسق .
((وعصى ءادم ربه فغوى)) فسميت المخالفة عصيان
فسق الاعتقاد كفسق أهل البدع الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ولكن ينفون كثيرآ مما آثبت الله ورسوله كالخوارج والمعتزلة والروافض والقدرية وكثير من الجهمية الذين ليسوا غلاة في التجهم.
عقبة الأثم والعدوان ؛ فالآثم : ماكان محرمآ الجنس كالكذب والزني وشرب الخمر .
والعدوان : مكان محرم القدر وزيادة.
العدوان تعدي المباح الى القدر المحرم الزائد على المباح وهو ثلاث أنواع : عدوان في حق الله ، وعدوان في حق عبده ، وعدوان عليهما: فالعدوان الذي في حق الله :مثل أن يتعدى ما أباح الله أكله وشربه من الطيبات ،الى ماحرمه الله من الخبائث كالميته والخمر ولحم الخنزير وغير ذلك.
وأما الذي في حق عبده:كأن تأخذ حقه أو تعتدي عليه في ماله أو بدنه أو عرضه.
وأما العدوان في حق الله والعبد : مثل أن تتعدى ما أحل لك من الوطء الى ماحرم الله مثل أن تترك الزوجات وملك اليمين الى من سواهما من النساء الأجنبيات أو المحارم .
الفحشاء والمنكر
الفحشاء هي:الفعله الفحشاء والخصلة الفحشاء وهي ماظهر قبحها لكا أحد كالزنا واللواط ، ولهذ سماها المولى فاحشة لتناهي قبحها.ومنها القذف
وأما المنكر فهو الذي تنكرة الفطرة والعقل .
القول على الله بغير علم :فهو أشد المحرمات تحريمآوأعظمها إثما .



منقووووووول